السفيرة منى عمر عن جولة «نتنياهو»: دول القارة تبحث عن مصالحها.. وتركنا فراغا ملأه الآخرون

أكدت السفيرة منى عمر، مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية السابقة، أن جولة رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو ل 4 من دول حوض النيل هى الأولى لرئيس وزراء إسرائيلى منذ فترة طويلة، مضيفة فى حوار مع «المصرى اليوم»: «أنا لا ألوم الدول الأخرى على أنها تسعى لتحقيق مصالحها، لكننى أوجه اللوم لمَن ترك مساحة من الفراغ فى هذه الدول، ما سمح للآخرين بملء هذا الفراغ»، وفيما يلى نص الحوار:
■ رئيس الوزراء الإسرائيلى يجرى حاليا جولة فى عدد من دول حوض النيل، فكيف تقرئين هذا التحرك؟
- أود فى البداية أن أشير إلى أن هذه الجولة هى الأولى لرئيس وزراء إسرائيلى فى هذه المنطقة منذ فترة طويلة جدا، ومن الواضح أن هناك تركيزا إسرائيليا على دول حوض النيل، وألفت الانتباه أيضا إلى أن الدول الأربع التى يزورها نتنياهو هى من دول القرن الأفريقى على مدخل البحر الأحمر، ومن المعروف أن هناك التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن الذى تقوده مصر والسعودية، ويبدو أن الجانب الإسرائيلى كان من المهم بالنسبة له أن يتحرك فى المنطقة على الجانب الآخر من مدخل البحر الأحمر بالقرن الأفريقى، والحكومة الإسرائيلية خصصت ميزانية كبيرة جدا لبدء مشروعات فى هذه الدول.
■ هل من الممكن أن تتأثر المصالح المصرية مع هذه الدول نتيجة زيادة التعاون الإسرائيلى معها؟
- مصالحنا قد تتأثر بزيادة التعاون بين هذه الدول ودول أخرى، والتأثير قد يكون سلبيا أكثر عندما يزداد التعاون مع دول معادية لنا، خاصة أنه من المعروف أن الأتراك والإيرانيين والإسرائيليين لهم تحركات فى هذه الدول، وأنا أتفهم وجهة نظر الدول الأفريقية فى أن تبحث عن تحقيق مصالحها، وعلى كل الأحوال أنا لا ألوم الدول الأخرى على أنها تسعى لتحقيق مصالحها، لكننى أوجه اللوم لمَن ترك مساحة من الفراغ فى هذه الدول، ما سمح للآخرين بملء هذا الفراغ.
■ لكن مصر فى الفترة الأخيرة بدأت تتحرك فى الدول الأفريقية بصفة عامة ودول حوض النيل بصفة خاصة؟
- نحن نحتاج أن تكون هذه التحركات بكثافة وبمزيد من الوضوح، وأن يكون التحرك مصريا واضحا، بمعنى أنه لا يكفى فى الفترة الحالية أن تكون هناك زيارة ثنائية فى دولة ما وتحركات لمجموعة من رجال الأعمال فى دولة أفريقية أخرى، وإذا نظرنا إلى الموضوع نظرة اقتصادية وليست سياسية فقط، نجد أن العالم يمر حاليا بأزمة اقتصادية، والجميع يرى أن أفريقيا هى الملاذ الوحيد للخروج من هذه الأزمة، نظرا لتوافر الموارد الطبيعية والأسواق الناشئة التى لديها من الإمكانيات ما يمكن أن يقلل من حجم الأزمة الاقتصادية التى يشهدها العالم، وهناك بالفعل سباق محموم من دول العالم المختلفة فى الشرق والغرب نحو أفريقيا، ولهذا فأنا أرى أننا بحاجة إلى تواجد مكثف وقوى فى القارة، وأن نحدد أولوياتنا.