من يعرف Le Mans يعرف جيدا قدر السلسلة. ومن يعرف قدر السلسلة، يعرف أيضا قيمة پورشه فى هذا التحدى. يمكن القول أن پورشه هى الصانع الذى فهم البطولة بالشكل الأنسب والأكثر دقة. ولهذا كلما قررت المشاركة فى السلسلة، تأتى لتبهر العالم بما يمكن لمهندسيها عمله. الصراع هذا العام كان الأقوى على الكثير من المقاييس. الأولى، المنافسة القوية التى أظهرها فريقى أودى وتويوتا فى الأعوام السابقة، وثانيا بسبب بعض القوانين التى تغيرت فصعبت مهمة الفرق المشاركة. إلا أن مهندسى الشركة اتفقوا فيما بينهم على تقديم أفضل ما لديهم من أداء، وترك الباقى فى أيد القدر، على الرغم من كرههم لهذا المبدأ، ولكنهم يعلمون جيدا أن محاولة التغلب على كل المتغيرات وتحديدها قد يكون أول طريقه للفشل فى الفريق. وهو بالتحديد ما ذكرناه فى عدد سابق للجريدة، متحدثين عن تاريخ الشركة، وكيف أن بدايتهم فى Le Mans كانت محض صدفة، ومن ثم اكتسابهم الثقة فى أنفسهم شيئا فشيئا حتى وصلوا للسمعة التى هم عليها الآن. بينما لم يكن الحظ فى صالح تويوتا للأسف هذه الجولة، على الرغم من أنهم قدموا أداءا رائعاً دام لما قبل النهاية بنحو أربع دقائق حين تعرضت إحدى سياراتهم لمواجهة كلاسيكية فى المنعطف التاريخى، La Sarthe. للأسف لم يكن سباق أودى الأفضل هذه الجولة، بعد خروج السيارة رقم 5، احتلت أودى المركزين الثالث والرابع لسيارتى الفريق رقم 8 و7 واللتان أنهتا السباق فى المركزين خلف المتصدر ب14 و17 لفة على التوالى بعد العديد من التوقفات للصيانة خلال السباق. واحد من أبرز تلك التوقفات كان توقف لواك دوفال بسيارته رقم 8 بقيادة لوكاس ديجراسى ولواك دوفال بعد 21 ساعة من السباق لإستبدال جزء من التعليق الأمامى. أما عن السيارة رقم 7 فقد قام الفريق بتغيير أقراص المكابح الأمامية تجنبا لأى مشاكل قد تحدث للسيارة فى وقت لاحق من السباق. إلا أن الريح تأتى بما لا تشتهى السفن، ففى وقت لاحق من السباق، اضطرت السيارة ذاتها للانسحاب نهائيا من السباق بسبب تعطل وحدة الشحن التوربينى عليها، محطمة آمال سائقيها آندريه لوتررير، بينوات تريلوير ومارسيل فاسلير. أما عن سيارة پورشه رقم 1، بقيادة مارك ويبر، تيمو بيرنهارد وبريندون هارتلى فقد أنهت السباق فى المركز الخامس، خلف المتصدر ب38 لفة، فى محاولة قوية للتعافى من توقف جبرى لإصلاح تسريب للمياه فى السيارة. أما عن تحدى LMP1-L السيارة الوحيدة التى بقت للنهاية كانت السيارة رقم 12 بقيادة الثلاثى، نيلسون بيكيه جونيور، ونيك هايدفيلد، ونيكولا بروست ولكنهم أنهوا السباق خلف المتصدر ب54 لفة بعد الكثير من المشاكل الكهربائية. كان المركز الأول فى LMP2 من نصيب Signatech Alpine 460، بالسيارة رقم 36 بقيادة نيكولا لابيير وجوستافو مينيزيس وستفان ريكلمى. جدير بالذكر أن الأخيرين يعتبرا مبتدأين فى السلسلة مما أبهر الجمهور أكثر. سيطر الفريق الفرنسى بمساعدة السيارة رقم 46 على السباق الليلى، مما مكنهم من التقدم على السيارة رقم 26 بمقدار لفة كاملة. وعلى الرغم من مجهودات سائقيها المضنية للعودة مرة أخرى للمركز الأصلى لهم قبل الفترة الليلية إلا أنهم أنهوا السباق خلف سيارة الفريق الفرنسى بدقيقتين و40 ثانية. فى فئة GTE Pro، كررت فورد مرة أخرى الفوز الرائع الذى حققته العام الماضى، وذلك حين عبر ديرك مولر وجوى هاند وسيباستيان بورديه خط النهاية فى المركز الأول. بينما أنهت سيارتهم الشقيقة سباقها فى المركز الثالث. بينهما فى المركز الثانى جاءت سيارة فيرارى رقم 82، بقيادة جيانكارلو فيزيكيلا وتونى فيلاندر وماتيو مالوتشيللى الذين تمكنوا من تصدر السباق لفترة طويلة قبل أن تتمكن منهم سيارة رقم 68.