خبرات مصرية

من الأشياء التى تملأ حياتى بالبهجة، نادى الكتاب. الذى أتابع حضوره مرة كل أسبوعين. تعرفت فيه على شخصيات مختلفة. مهندسين. علماء. خبراء فى الاقتصاد وغيرهم. من بينهم الراحل د. سعيد النجار الذى غادرنا. د. جلال أمين الذى قاطعنا. لكل منهم فضله ونقاشاته الثرية فى نادى الكتاب. لفت انتباهى التزام أصغر المشاركين سناً. لم أكن أعرف طبيعة عملها. كانت أكثرنا التزاماً، ونشاطاً، وهمة.
مقالات متعلقة
* سباق
* بعد الستين
* عزيزى فلان
علمت فيما بعد أنها تعمل فى البنك المركزى المصرى. وهو كمؤسسة وطنية يختار كفاءات من بين الاقتصاديين قبل أن يكونوا من أصحاب الخلفيات البنكية. هناك فارق كبير بين الاثنين. مثلما هو الفارق بين الميكانيكى والكهربائى. كلاهما فنى لكن الخلفية مختلفة تماما. لذلك كل البنوك المركزية فى العالم يترأسها اقتصادى. حتى فى إنجلترا لم تكفهم الكوادر المتوفرة لديهم. جاءوا برجل من كندا ليكون محافظا للبنك المركزى الإنجليزى. نائبته مصرية اسمها «نعمت شفيق».
مؤخراً علمت أن صندوق النقد الدولى اختطف رانيا المشاط من البنك المركزى. أكتب هذه الكلمات وأنا يغمرنى الفرح والشجن. فأنا وكل مصرى نحتفل بإحدى بنات مصر الأكفاء. التى استطاعت بعلمها وعملها المهنى أن تصل لأعلى المناصب فى أهم المؤسسات المالية الدولية. فهذا سبب يدعو للفرح والفخر. أما الشجن فيأتى لأننا لن نفقد فقط أحد أمهر الكوادر الاقتصادية التى تعمل فى أهم مؤسسة مالية- البنك المركزى- فهذا هو النموذج المثالى لمن يفترض أن يتم اختيارهم للانضمام للعمل العام وصناعة القرار الاقتصادى. لما تمتلكه من علم وخبرة عملية. لكى نعبر باقتصاد بلدنا إلى بر الأمان.
فقد قام صندوق النقد الدولى بواشنطن بتعيين الدكتورة رانيا المشاط، وكيل محافظ البنك المركزى للسياسة النقدية، مستشاراً لكبير اقتصاديى الصندوق. اكتسبت خبرتها من خلال إدارة اقتصاد مر بأصعب الظروف صعودا وهبوطا. خلال الأحد عشر عاماً الماضية. فقد التحقت بالبنك المركزى فى بداية مرحلة الإصلاح المصرفى، مسؤولة عن تدشين محور السياسة النقدية فى 2005. عاصرت مرحلة الأزمة المالية العالمية. وما نجم عنها من تحديات. بعدها مرحلة الثورة. والتغيرات السياسية والاقتصادية التى تبعتها.
لهذا استقطبها صندوق النقد الدولى. لكى يستفيد بتجربتها المتميزة لنقلها لدولٍ أخرى. ومن خلال وظيفتها الجديدة فلتعتبرها إجازة بمرتب وفترة إنعاش للخبرات واستطلاع ما يدور فى العالم من عناصر تقدم تحتاجها بلادها فى المستقبل. فمصر أولى بمجهود كل من استطاع أن ينفعها.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة