«مازال رقما صعبا في المعادلة السياسية الليبية».. هكذا لخصت شبكة «سى إن إن» الأمريكية الإخبارية وضع قائد الجيش الفريق أول خليفة حفتر الذي قدم نفسه منذ عامين باعتباره «منقذ ليبيا» من الإرهاب والفوضى، غير أن تشبثه بمواقفه وتمسكه بالسلطة مع معاداته لحكومة الوفاق الوطنى برئاسة فايز السراج أضفت الشكوك حول نواياه في التخطيط ل«انقلاب عسكري وشيك». وأشارت الشبكة الأمريكية في أحدث تقرير لها إلى أن حفتر يقود منذ مايو 2014 عملية عسكرية تحت شعار «الكرامة» وتهدف إلى تحرير مدينة بنغازي من المتشددين والعصابات الخارجة عن القانون، إلا أن التأخر في إنجاز مهمته طال كثيرا ليصبح غارقا في المواجهة مع الإرهابيين لأكثر من عامين سقط خلالهما مئات القتلى، مما وضعه في قفص الاتهامات والانتقادات. وفى الوقت الذي يتعلل حفتر وموالوه المراهنون على نجاحه بالحظر الدولي المفروض على توريد الأسلحة في ليبيا وانعكاس ذلك على الانتصار في معركة الإرهاب، يسير الوضع السياسى في البلاد نحو مزيد من التعقيد مع دخول حكومة الوفاق المدعومة من الأممالمتحدة إلى ليبيا وتطلعها إلى تسلم مهامها، بينما يتحفز حفتر ورجاله لهذه الخطوة، ويواجه اتهامات بأنه يقف «حجر عثرة» أمام تشكيل حكومة السراج والاعتراف بها دوليا رغبة منه في الحفاظ على نفوذه وإشباع طموحه نحو السلطة. وإزاء عدم الارتياح تجاه هيمنة حفتر العسكرية وخططه المستقبلية، اضطر السراج إلى تشكيل حرس رئاسي تحت إمرته ومن أهم مهامه حماية المؤسسات السيادية والعامة، مما أدى إلى اندلاع حرب باردة بين الرجلين، خاصة بعد إعلان المجلس الرئاسي تشكيل غرفة عمليات لتحرير سرت من قبضة «داعش»، رغم تحرك قوات الجيش الذي يقوده حفتر في مهمة مشابهة. والمتأمل في تاريخ حفتر العسكري يلاحظ أن هذا الجنرال يهوى الانقلابات والإطاحات بالسلطات الحاكمة، حيث شارك الرئيس الراحل معمر القذافي في الانقلاب الذي قاده إلى سدة الحكم عام 1969، قبل أن يحاول حفتر الانقلاب عليه عام 1993، وكرّرها في فبراير 2014 في عهد حكومة على زيدان عندما انقلب على المؤتمر العام الوطني الذي يسيطر عليه الإسلاميون وجمّد عمله. وفى ختام التقرير، تساءلت «سى إن إن»: «هل يمثل»حفتر«عائقا للسلام في ليبيا أم أن وجوده ضروري للحفاظ على التوازنات والمعادلات السياسية والجغرافية؟».
