حنان عشراوى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة «التحرير»: الدوحة ليست بديلاً ل«القاهرة».. والمصالحة ملف «مصرى»

أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوى، أن إسرائيل تسعى إلى التطهير العرقى لفلسطين، مؤكدة أن الشعب الفلسطينى له كامل الحق فى المقاومة الشعبية لإنهاء الاحتلال.
وأضافت فى حوار خاص ل«المصرى اليوم»، أن المبادرة الفرنسية تسعى لملء الفراغ الأمريكى، لكنها تؤيدها حال التزامها بالقانون الدولى الذى يعطى للفلسطينيين الحق فى إنشاء دولتهم، واعتبرت أن وعد المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية المثير للجدل دونالد ترامب لإسرائيل بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية من تل أبيب للقدس، مجرد دعاية انتقائية وستذوب قريبًا، لأنه لا يملك الحق فى ذلك.. وإلى نص الحوار:
■ بداية.. ما هو حجم الانتهاكات التى ترتكبها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطينى منذ عام 1948؟
- فى الحقيقة هناك جرائم إسرائيلية مستمرة فى حق أبناء الشعب الفلسطينى، ولها عدة أبعاد ومراحل، فالعقيدة الصهيونية عنصرية بالأساس، وهى لا تقبل الآخر، والاحتلال يريد التطهير العرقى وإحلال واستبدال الأفراد، ومصادرة الماضى والمستقبل وتغيير التاريخ.
■ لماذا تسيطر الإدارة الأمريكية على طاولة المفاوضات ويتلاشى أى دور دولى للاتحاد الأوروبى؟
- من البداية وأمريكا حليفة لإسرائيل كما هو واضح أمام العالم أجمع، ولكن هناك تقاعسا دوليا عن اتخاذ أى قرار قد يؤرق الولايات المتحدة، لأن واشنطن هى التى توزع الأدوار على المجتمع الدولى حول القضية الفلسطينية، أما دور أوروبا فيقتصر على «توقيع الشيكات» التى تذهب للسلطة فقط.
■ المرشح الأمريكى «ترامب» وعد بنقل سفارة بلاده للقدس تمهيدًا للاعتراف بأن القدس هى عاصمة إسرائيل الأبدية، هل حلم الدولة الفلسطينية سيتلاشى حال فوزه؟
- جميع المرشحين الأمريكيين للرئاسة أو للكونجرس يدعمون إسرائيل، لكسب أصوات اللوبى الصهيونى، باستثناء المرشح الديمقراطى ساندرز، الذى تبنى مواقف إيجابية للفلسطينيين، وأرى أن وعد «ترامب» مجرد دعاية انتقائية سيذوب قريبًا، لأن هذا يتعارض مع القانون الدولى.
■ هل تعتبرين من الإنصاف للشعب الفلسطينى الاستمرار فى اتفاقية أوسلو رغم الانتهاكات الإسرائيلية لها؟
- لا.. اتفاقية إعلان المبادئ التى تسمى «أوسلو» التى وقعت عام 1993«حبر على ورق»، تم انتهاكها من قبل إسرائيل مراراً، ولم تكن قائمة من الأساس، وفى الوقت نفسه يسعى الاحتلال لاستغلالها للاستمرار فى انتهاكاته والتنصل من جميع الاستحقاقات الفلسطينية.
■ هل تعولين على اجتماع مجموعة الدعم الدولى؟
- لا أعول على خطوة واحدة، فهناك عدة تحركات بما فيها المبادرة الفرنسية لملء الفراغ السياسى التى تركته أمريكا، فضلا عن استمرارنا فى ملاحقة إسرائيل قضائيا فى المحاكم الدولية الجنائية، وتطوير موقفنا الدولى من أجل إقامة الدولة الفلسطينية.
■ ما تقييمك لمحاولات المصالحة الفلسطينية فى الدوحة تحديدًا؟ وهل ستكمل الدوحة دور القاهرة أم ستنافسه؟
- هناك التزام منا بألا يخرج الملف الفلسطينى من عباءة الدولة المصرية، لأنها الحاضنة لنا منذ النكبة، ولن يتم استبدال دور القاهرة ب«الدوحة»، وقطر تدرك ذلك، لأن هناك قرارا عربيا يلزم جميع الأطراف بعدم أخذ مكان مصر فى الملف الفلسطينى، فالمصالحة تعتبر ملفا «مصريا».
■ ما هى بدائل السلطة الفلسطينية حال فشل المفاوضات مع إسرائيل؟ وهل هناك احتمالات لانهيار السلطة ورحيل أبومازن؟
- الأمر معقد وفائق الخطورة، لكن هناك عدة احتمالات، خاصة أن هناك غيابا سياسيا لدى الأطراف المتناحرة.
■ هل حققت انتفاضة السكاكين ثمارها؟
- الأمر يتوقف على كيف تعرّف الانتفاضة، لأنها لم ترتقِ إلى انتفاضة ولكنها هبّة جماهيرية من قبل شباب أراد إنهاء الاحتلال دون سند سياسى لتوجيههم، وهذا خطر لأن الأطفال والشباب ينطلقون وكأنهم يذهبون إلى الموت بأيديهم، لأن إسرائيل تعتمد سياسة القتل المتعمد، ولكن فى الأخير يمكن أن نسميها «انتفاضة إرادة».
■ هل تعتبرين أن المبادرة الفرنسية ستسقط حق العودة؟
- المبادرة الفرنسية لا تتحدث عن إلغاء حق العودة، فهناك شائعات وتسريبات غير واضحة حول أفكار المبادرة، لكننى مع المبادرة فى حالة التزامها بالقانون الدولى الذى أعطى الحق للفلسطينيين فى إنشاء دولتهم.