المعتصمون أمام مطحن دسوق: المسؤولون يرفضون تسلم القمح «عشان غلابة»

أغلق مسؤولو مطحن دسوق أبوابه بالأقفال والجنازير، الثلاثاء، رغم طوابير الانتظار من التريلات والمزارعين لتوريد القمح، التي تنتظر دورها لتسليم المحصول من أكثر من أسبوعين.
ورفض مسؤولو المطحن تسلم القمح من المزارعين دون إعلان أسباب واضحة لهم، ما أثار غضبهم واعتصموا أمام المطحن وداخله، ورددوا العديد من الهتافات منها: «الصحافة فين.. القمح معانا أهه»، و«الحكومة فين.. القمح مرمي أهه».
وأمام ثورة الغضب التي عمت المزارعين لعدم تسلم المحصول منهم، انتقلت القيادات الأمنية بالمركز والمدينة لمكان الواقعة، وأغلقوا طريق المطحن لإجبار التريلات المحملة بالمحصول القادمة للمطحن على الرجوع، كما تم تغيير مسار الطريق لسيارات السرفيس والسيارات الأخرى، إلا أن المزارعين الثائرين اقتحموا المطحن من الداخل ورددوا هتافات مدوية ضد المسؤولين، كما افترش الكثيرون منهم الأرض أمام البوابة الرئيسية، وافترش آخرون قضبان السكة الحديد المجاورة للمطحن، وأعلنوا عدم انصرافهم حتى يتم تسلم المحصول منهم.
إكرامي محمد الصباغ، من كفر مجر، قال إنه ينتظر دوره منذ أكثر من أسبوعين وينام في السيارة المحملة بالقمح، مضيفا أنه فوجئ برفض تسلم المحصول وغلق الباب في وجهه، وأوضح: «مسؤولو المطحن يستفزوننا، ولن نغادر المطحن حتى يتم تسلم المحصول منه».
أما غانم رشاد، من محلة دياين، فقال إنه ينتظر دوره لتسليم المحصول منذ 5 أيام، مطالبا المسؤولين بتحمل المسؤولية والانتقال لهم لحل المشكلة.
فيما قال ياسر أبوسعدة إنهم يدعون أن سعة المطحن لا تكفي، رغم أن أحد العالمين به أكد لنا أنه يسع ل3500 طن أخرى ولكنها محجوزة للحبايب، حسب قوله، أما نحن فعلينا أن نلقي قمحنا في الترع أو نجعله علفا للمواشي، لأننا محسوبين على الغلابة.
أحد العاملين بالمطحن، أوضح ل«المصري اليوم»، أن المطحن متوقف حاليا عن العمل لأنه يعمل بالقمح المستورد، الذي نفذ تماما ولم يعد هناك أي كمية منه، وتساءل: لماذا لم يقوموا بالطحن بالقمح المصري وتسلمه من المزارعين، وتابع: «الله من علينا بزيادة إنتاج القمح، ورغم ذلك فشل المسؤولون في تنظيم تسلمه من المزارعين، وتلك كارثة وراءها أياد خفية تلعب بالاقتصاد المصري، حسب قوله.
من جانبه، أكد عماد حبيب، وكيل وزارة التموين بكفرالشيخ، ل«المصري اليوم»، أن السعة التخزينية للمطحن قاربت على الانتهاء، لذلك تم إيقاف تسلم المحصول لأن هيئة السلع الغذائية ترسل المبالغ الخاصة بقيمة القمح طبقا لسعة المطحن التخزينية لتسليم مستحقات المزارعين.
وأضاف أنه تم فتح شونة دسوق الجديدة، وهي شونة ترابية لتسلم المحصول بدلا من المطحن، وسعتها 4 آلاف طن، كما سيتم تشغيل هنجر شباس الملح قريبا، وجار توصيل التيار الكهربائي له وسعته 2880 طنا، وخلال 3 أيام سيتم تشغيل الصومعة الكبري بشباس الملح وسعتها 60 ألف طن.