قالت مديرة الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، جونول تول، إن إعلان رئيس الوزراء التركي، داود أوغلو، استقالته يكشف عن تصدع العلاقات بينه وبينه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتابعت الباحثة أنه على الرغم من عدم حدوث خلافات علنية بين داود أوغلو وأردوغان في الماضي، غير أن هناك خلافات جذرية بين الرجلين، فقد سعى أوغلو إلى تبني سياسة أكثر اعتدالا تجاه الأكراد، معتقدا أن استئناف مباحثات السلام مع «حزب العمال الكردستاني» لاتزال ممكنة في حال سحب الحزب قواته المسلحة من تركيا، بينما عارض أردوغان مثل هذه الفكرة مُصرا على تبني سياسة أكثر تشددا، كما اندلع خلاف بين داود أوغلو وأردوغان بشأن احتجاز أكاديميين قبل محاكمتهم بتهمة «نشر الإرهاب» بعد أن وقعوا على بيان دعوا فيه إلى إنهاء القتال ضد الأكراد، وهناك خلاف آخر ثار بين الرجلين عندما اقترح داود اوغلو تشريعا لمكافحة الفساد. وقد عارض التشريع أردوغان الذي تورط ابنه ودائرته المصغرة في تحقيق يتعلق بقضايا فساد عامي 2013 و2014 وتم سحب مشروع القانون بعد ذلك، وأخيرا استطاع دواود أوغلو التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا عبر بحر إيجه مقابل إعفاء المواطنين الأتراك من الحصول على تأشيرة دخول إلى دول الاتحاد الأوروبي وتسريع جهود انضمام تركيا إلى الاتحاد. من ناحية أخرى، لم يبدِ أردوغان اهتماما بهذا الاتفاق، في الوقت الذي وجد فيه القادة الأوروبيون أنه من الصعب الترويج لمثل هذا الاتفاق للرأي العام الأوروبي، بينما يدلي أردوغان بتصريحات متشددة ولاذعة ضد الاتحاد. وربما الخلاف الأهم هو سعي أردوغان إلى بناء نظام رئاسي إمبراطوري يضع كل السلطات في يديه، في الوقت الذي قلق فيه من تراجع داود أوغلو عن تأييد مثل هذا النظام.