الوادى الجديد: المحصول فى الشوارع.. ومطلوب تدخل عاجل لنقلها إلى الصوامع

مأساة حقيقية يعيشها أهالى الواحات، بعدما تحولت عملية توريد القمح إلى قنبلة «موقوتة» فى كل شارع وحارة، فما زالت مشكلة توريد القمح تبحث عن حل فورى لإنقاذ هذا المحصول من الخراب والعبث.
ورغم استعداد الفرافرة لزيارة الرئيس السيسى، لإطلاق موسم الحصاد بمشروع ال1،5 مليون فدان، فى سهل بركة، المنزرع بها 10 آلاف فدان من القمح والشعير، إلا أن «الفرافرة» من المناطق الأشد تضررا من مشكلة توريد القمح، فالأجولة تتراكم ك«الدشم» وكل المنازل فى متناول القوارض والفئران والحيوانات.
ويقول شعبان عبدالمنعم، أحد سكان الفرافرة: «الوضع فى غاية الصعوبة، ويحتاج لتدخل عاجل من المسؤولين لإنقاذ القمح (القمح مرمى أمام بيوت المواطنين.. والناس حزينة وحاطة إيدها على خدها)، مشيرا إلى أن بنوك التنمية لم تبدأ حتى الآن فى استقبال الأقماح من المزارعين، كما أن المطاحن امتنعت هذا العام عن شراء القمح من المزارعين بالفرافرة، مثلما كان يحدث فى الأعوام السابقة، موضحا أن الفرافرة تنتج 70 ألف طن من القمح، فى الوقت الذى لا تستوعب فيه شون بنك التنمية أكثر من 10 آلاف طن، وقال: ليس من المعقول أن نتحدث عن الريف المصرى الجديد.. واحنا مش عارفين نبيع القمح لمين!
ويضيف إسماعيل حميد، من قرى الكفاح بالفرافرة، أن المحصول ملقى على الأرض ومعرض للتلف بسبب الفئران والطيور التى تتغذى عليه، فضلا عن أنه معرض للسرقة فى أى وقت، وهو ما يتسبب فى ضياع وتعب المزارعين طوال العام، كما أن بعض المزارعين قاموا بشراء شكائر بلاستيك على حسابهم الخاص لتعبئة المحصول به لحين تسليمهم الأجولة من الشون تمهيدا لبدء عملية التوريد التى تأخرت كثيرا.
وهدد العديد من المزارعين بالفرافرة بعدم زراعة القمح الموسم القادم ما لم تتحرك الحكومة بشكل فورى لحل مشكلة القمح فى الواحات، مطالبين بسرعة إنشاء صوامع لتخزين القمح وخاصة بمنطقة الفرافرة التى تحتضن مشروع ال1،5 مليون فدان.
ويؤكد سعيد هريدى، مدير بنك التنمية والائتمان الزراعى بالوادى الجديد، أن عملية التوريد بدأت بالفعل من خلال 16 شونة ومندوبية تابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعى بجانب إنشاء عدد من المخازن الإضافية بالقرى المتباعدة تسهيلا على المزارعين، وأنه تم تسلم 15 ألف طن من المزارعين بمختلف مناطق الواحات، لافتا إلى أن مشكلة الأقماح بالفرافرة تتمثل فى عملية نقلها من المنازل والمزارع إلى الشون، وأن البنك لا يستطيع تحمل أعباء النقل.
ويضيف أنه تم توفير الأجولة الفارغة الجديدة، بجانب المتبقية من العام الماضى، والتى تسلمها البنك من شركات المطاحن، بعدما تم تبخيرها لتصبح جاهزة لتعبئة محصول القمح والحفاظ عليه، حيث يقوم البنك بتسليمها للمزارعين لاستخدامها فى عملية توريد القمح.
وأوضح صلاح السيد، وكيل وزارة التموين فى الوادى الجديد، أن مشكلات توريد القمح هذا العام شائكة ومتعددة وتم حل جزء كبير منها ومنها استثناء الشون الترابية فى الوادى الجديد لتسلم القمح من المزارعين، ولكن ما زالت مشكلة الطاقة الاستيعابية للشون ومخازن بنك التنمية بالمحافظة غير كافية لاستقبال كل إنتاج المحافظة من القمح، ويطالب بسرعة إصدار قرارات عاجلة من وزارتى الزراعة والتموين بخروج أقماح الواحات إلى الصوامع بالمحافظات الأخرى واتخاذ ما يلزم بالنسبة لنقلها.