إنذار بكارثة غير مسبوقة بسبب مفاعل «ديمونة» الإسرائيلي

ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، الثلاثاء، أن خبراء من مفاعل «ديمونة» النووى الإسرائيلى في صحراء النقب، اكتشفوا أكثر من 1500 خلل في قلب المفاعل بسبب عمره المتقادم، ما يدخله في مرحلة الخطر الاستراتيجى، وتحوله إلى مصدر محتمل لكارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد منطقة الشرق الأوسط برمتها، إذ يعمل المفاعل منذ 1963، بينما يتم تعطيل مفاعلات مماثلة في العالم بعد حوالى 40 عاماً من عملها، بالتزامن مع إحياء أوكرانيا الذكرى ال30 لكارثة مفاعل تشيرنوبل.
وأضافت الصحيفة أن نتائج البحث الذي أجراه الخبراء عرضت خلال مؤتمر للشؤون النووية عقد في تل أبيب مؤخراً، وقالت إنه عرضت خلال المؤتمر نتائج الفحص الأخير للمفاعل في 2015، وكشفت وجود 1537 عيباً، تم ترقيمها وفحصها بشكل متواصل.
وذكرت أن العلماء استخدموا الأشعة فوق الصوتية للكشف عن حالة قلب المفاعل الذي تحدث به التفاعلات النووية، فاكتشفوا تلك العيوب، وأوضحت أن المشكلة الرئيسية التي يواجهها المفاعل هي أنه لا يمكن استبدال قلبه المصنوع من فولاذ الألومنيوم والأسمنت.
وقالت الصحيفة إن الخبراء رأوا أن اكتشاف العيوب المذكورة لا يدل على وجود مشكلة في المفاعل، إلا أن بعض المشاركين في المؤتمر أعربوا عن خشيتهم من وضع المفاعل.
وأوضحت الصحيفة أن غالبية الأبحاث التي عرضها العلماء خلال المؤتمر تعرضت إلى مسائل الأمن في المفاعل وليس إلى نتائج البحث العلمى الذي يجرى فيه، ومن بين الأبحاث التي تم عرضها، كانت أبحاث في مسائل حماية الموظفين من الإشعاع وصيانة المفاعل لحمايته من الهزات الأرضية والهجمات الصاروخية.
ولم يعد مفاعل «ديمونة» يعمل بنفس الوتيرة في الآونة الأخيرة، إذ تطلبت عمليات التشغيل فحوصا جديدة على مستوى الأمان النووى في كل مرة، ويبلغ متوسط عمر المفاعلات النووية 40 عاما، بينما يبلغ عمر ديمونة أكثر من نصف قرن.
كان خبراء فلسطينيون حذروا من ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض السرطان في المناطق الجنوبية من مدينة الخليل.
وقال الدكتور محمود سعادة، من منظمة الأطباء الدوليين للحماية من الحرب النووية، بعد أبحاث أجراها خلال سنوات على إشعاعات ديمونة، إن الضفة الغربية أصبحت مكب نفايات ما تسبب في زيادة الأمراض.
وأحيت أوكرانيا الذكرى ال30 لكارثة مفاعل تشيرنوبل، الأسوأ في العالم، وأدت تجربة خاطئة بالمفاعل إلى انصهاره وانطلاق كميات ضخمة من الأبخرة المشعة في السماء، ما أجبر عشرات الآلاف من سكان المنطقة على ترك مساكنهم، وتلوث مساحات كبيرة من أراضى أوروبا الشرقية، وقال الرئيس السوفيتى السابق، ميخائيل جورباتشوف، حينها، إنه يعتبر الواقعة أحد المسامير في نعش الاتحاد السوفيتى، الذي انهار 1991 وكانت أوكرانيا جزءاً منه، بينما قال الرئيس الروسى الحالى، فلاديمير بوتين، أمس، إنها «كانت درسا كبيرا للبشرية وأثرت عواقبها على الطبيعة وعلى صحة الأشخاص»، خلال تكريمه للمشاركين في احتواء الكارثة، وأكد أن روسيا تعتبرهم «أبطالا حقيقيين».
وتقترب أوكرانيا من تشييد قوس كبير مبطن بالفولاذ بتكلفة 1.7 مليار دولار لتغليف موقع المفاعل ومنع تسرب الإشعاعات ل100 عام، وقال رئيس الحكومة الأوكرانية، فولوديمير جرويسمان، إن دروس تشيرنوبل ينبغى تعلمها في كل أنحاء العالم.