صاحب السراديب: ضغوط خارجية منعت تعمير سيناء وأملنا فى الحاضر

كان من الذين شهدوا احتفال تسليم طابا إلى مصر، قال إنه سمع ضابطا إسرائيليا يسأل نظيره المصرى عما سيفعلونه بسيناء، وأن الدنيا لم تسعه من الفرحة حين سمع الإجابة بأننا سنعمر كل شبر فيها، لكنه بعد سنوات كتب روايته «السراديب» يكشف فيها المعاناة فى سيناء،، التقينا الأديب سامى سعد، مدير عام الاتصال الأسبق بمحافظة شمال سيناء، تحدث عن أرض الفيروز وما فيها.
بدى متحمسا جدا، يجلس حوله اثنان من أولاده، أحدهما مهندس والآخر يحمل شهادة جامعية، لا يجدان فرصة عمل رغم تقديمها فى عشرات المسابقات، بادرنى هو سائلا «هل علمت أن مصر طوال تاريخها قصدها طامع من جهة غير سيناء؟»، وأجاب بأنه من عصر الهكسوس وكل الأخطار والغزاة يأتونا من هنا، وواصل أنه من الضرورى أن يتم تنفيذ خطة تعمير كل شبر فى سيناء، ولا نتركها ميدانا مفتوحا للصراعات والحروب.
وقال إنه كان يشغل منصب مدير عام الاتصال وشكاوى المواطنين فى محافظة شمال سيناء من سنوات – قبل أن يخرج إلى المعاش – وقد ولد هنا وعاش مثل كل سيناوى على هذه الأرض، تعرض للتهجير ثم عاد، وأنه كان من بين الذين شهدوا تسليم آخر شبر من أرض مصر «طابا» وخلال الاحتفال سمع ضابطا إسرائيليا يسأل ضابطا مصريا بقوله «ماذا ستفعلون فى سيناء بعد استلامها كاملة؟» فأجابه الضابط المصرى «سنعمرها، سنزرع كل شبر فيها بالبشر، سنبنى فيها المصانع والمدارس» فلم تسعه الدنيا من الفرحة.
وأضاف أن فرحته زادت بعد أن شهد القيادة السياسية تؤكد على فكرة تنمية سيناء وتعميرها، لكن هذه الفرحة تلاشت شيئا فشيئا بعدما وجد أن ما تحصل عليه سيناء من نصيب فى التنمية لا يتوازى أبدا مع ما كان من أجلها من تضحيات، وأن هذه المعاناة تكررت كثيرا، وأن المسألة فيها تعمد وجهات خارجية تضغط كى تبقى سيناء ميدانا مفتوحا للحروب والصراعات، ولو أن أكثر المناطق التهابا – الآن – عامرة بالسكان والمشروعات، ما نجح الإرهاب فيها أبدا، وتجربة نجاح الدولة فى القضاء على الإرهاب فى الصعيد بين أيدينا، حقيقة أن تنمية سيناء يحتاج إلى إرادة وقرار سياسى، لم يتوافر خلال السنوات السابقة، لكننى أراه يلوح فى الأفق الآن.
وأضاف أن الخطط والدراسات والأهداف موجودة منذ سنوات طويلة، وأنه لا ينقصنا إلا الإرادة وقرار حقيقى بالتنفيذ.
وتحدث عن آلام أشجار الزيتون فقال إن الدولة تعلن أنها ستزرع 2 مليون ونصف مليون شجرة زيتون، رغم ذلك يتم تقليع مزارع الزيتون فى كثير من المناطق وترفض الدولة أن تقيم مصنعا للزيتون منذ سنوات طويلة، ولا يوجد إلا عصارات أهلية، كما أن زراعات مثل الخوخ يتم التخلص من المحصول بإلقائه فى الصحراء بسبب فساده، وعدم وجود مصانع له، لماذا لا يكون فى سيناء مصانع للتصنيع والتعبئة والتغليف، تعود على الدولة وأبناء سيناء بكثير من المنافع.
وقال صاحب «السراديب» إن روايته هذه تحكى معاناة أهل سيناء وعدم استغلال الثروات والكنوز الموجودة فيها، التى لو استغلت لنقلت مصر إلى مقدمة الدول الغنية، وهاجم وسائل إعلام تتهم أهل سيناء بالبيئة الحاضنة للإرهاب وطالب بمراجعة معظم العمليات الإرهابية، سيجد من نفذوها من محافظات أخرى غير سيناء، وطالب هؤلاء الإعلاميون بأن يذهبوا إلى أهل سيناء ويروا كيف يعيشون تحت الرصاص وكيف ضحوا من أجل هذا الوطن وسيظلوا يضحون من أجله بكل غال ونفيس.