تحول حفل عُرس بقرية العليقات بمركز دراو في محافظة أسوان إلى مأتم كبير، بفعل حادث مأساوي شهده مزلقان نجع ونس بالمركز، أسفر عن مصرع 8 أشخاص وإصابة 8 آخرين، بعد أن اقتحمت سيارة أجرة تقل 16 شخصاً المزلقان الذي كان مغلقاً أثناء مرور القطار رقم «989 (vip)»، القادم من محطة قطارات أسوان في الساعة العاشرة مساء في طريقه للقاهرة. وكانت السيارة في طريقها من كوم أمبو إلى قرية العليقات بدراو، وتقل 16 من «المعازيم» لحضور حفل زفاف بالقرية الواقعة شرق شريط السكة الحديد، وتصادف قدوم القطار، ووصلت إشارة إلى عامل المزلقان بقدوم القطار والذى قام بإغلاق المزلقان بالتزامن مع قدوم السيارة المنكوبة وتوقف قائد السيارة أمام المزلقان في انتظار مرور القطار لكن مقدمة السيارة تجاوزت الشادوف الحديدى للمزلقان وفقد قائدها السيطرة عليها ولم يتمكن من السيطرة على فرامل السيارة لوقوفها في منطقة منحدرة باتجاه شريط السكة الحديد لتصطدم السيارة بمنتصف القطار بالعربتان 7 و8، بعد كسر الدلفة الحديدية الغربية على طريق مصر أسوان، والدخول بين العربتين ليدهسها القطار وتتحول السيارة إلى قطعة من الحديد بعد أن اختلط الحطام بجثث الركاب. وانتشرت أشلاء الجثث بامتداد السكة الحديد لمسافة نحو كيلو متر، ليسفر الحادث عن مصرع 8 من ركاب السيارة الأجرة بينهم 3 رجال وطفل وسيدة تنتمى لقرية العليقات و3 سيدات من قرية المنصورية، فيما أصيب في الحادث 8 آخرين من ركاب السيارة، ليتوقف القطار بعدها بمسافة كيلو أمام قرية الشطب، بعد خروج العربتين رقم 7 و8 عن شريط السكة الحديد ووقوع بعض التلفيات البسيطة في القطار والبوابة الحديدية الغربية للمزلقان الذي يعمل بالأجراس والانوار. وانتقل اللواء مجدى حجازي، محافظ أسوان، واللواء عمر ناصر مدير الأمن، إلى موقع الحادث لمتابعة جهود احتواء تداعيات الحادث، وتم الدفع ب16 سيارة إسعاف، حيث أمر المحافظ بنقل المصابين إلى مستشفى أسوان الجامعى للعلاج والجثث إلى مشرحة مركز دراو، وتم رفع السيارة من على خط السكك الحديدية بواسطة ونش المرور. ووجه المسؤولون بإحالة واقعة الحادث للنيابة العامة للوقوف على أسبابه الفنية ومدى أوجه القصور والإهمال من جميع العناصر المشاركة فيه، وتقديم المتسبب للعدالة، فيما قرر محافظ أسوان صرف 5 آلاف جنيه إعانة عاجلة لأسرة كل متوفى وألف جنيه لكل مصاب، وتوجه المحافظ يرافقه الدكتور محمد صلاح مدير عام المستشفى الجامعى إلى مستشفى أسوان الجامعى للإطمئنان على حالة المصابين وأمر بتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية لهم. وقال الدكتور إيهاب حنفى، مدير عام الصحة بأسوان، إن الإصابات تراوحت بين البتر للأطراف والجروح الخطيرة والكسور استدعت تدخل جراحي وإيداع في العناية المركزة. وانتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع الحادث، وضم 4 من وكلاء النيابة بإشراف المستشار أحمد حلمي، المحامى العام لنيابات أسوان، وعاينت النيابة المزلقان الذي شهد الحادث وعاينت أجهزة الإتصال والأجراس والسيارة المنكوبة كما انتقلت إلى المستشفى لسماع أقوال المصابين في الحادث، وطلبت الاستعلام عن بيانات السيارة وصرحت بدفن جثث المتوفين. وتسبب الحادث في تأخر 3 قطارات متجهة من وإلى أسوان، قبل أن يتم تسيير حركة القطارات بعد ساعتين من وقوع الحادث، حيث تم تشغيل شريط السكة الحديد في الاتجاه المعاكس لتسيير حركة القطارات ذهاباً وإياباً، وتم فصل 6 عربات من مقدمة القطار والتحرك بها إلى محطة الأقصر بعد نقل كافة الركاب وأمتعتهم إلى العربات الست. وجرى استكمال العربات بمحطة الأقصر وتم الاستعانة بونش من السكة الحديد وتم رفع العربتان مع على شريط القطار وتسيير حركة القطارات في الاتجاهين وتخزين العربتان بمحطة أسوان لحين إجراء الصيانة لهما. وكان قد انتقل إلى مكان الحادث فور وقوعه قيادات السكة الحديد بالمنطقة الجنوبية، كما قررت هيئة السكة الحديد تشكيل لجنة فنية للوقوف على أسباب الحادث. وتجمع المئات من أهالى القرية ومدينة دراو على شريط السكة الحديد وطريق «مصر- أسوان» الزراعى، وتجمع عدد كبير من المواطنين وأهالي المتوفين أمام مشرحة دراو العمومية لاستلام جثث ذويهم من المشرحة، كما تجمع عدد كبير من أهالى المصابين بمستشفى دراو وأسوان الجامعى وشارك الأهالى فرق المسح التابعة لمديرية الصحة في تجميع أشلاء الضحايا من على شريط السكة الحديد بعد أن تناثرت الأشلاء على مسافات متباعدة ووضعها داخل أكياس وتسليمها إلى سيارات الإسعاف المتمركزة في موقع الحادث. وقال شهود عيان من ركاب القطار إن الحادث وقع أثناء مرور القطار من أمام المزلقان وإنهم شعروا باهتزاز شديد بالقطار أعقبه توقف القطار في محطة الشطب على بعد حوالى كيلو من المزلقان بعد خروج عربيتن من القطار عن القضبان، فيما أكد عدد من شهود العيان أن أحد العاملين في القطار قام بشد فرامل الطوارئ بالعربة بعد الإهتزز الشديد للقطار في محاولة لإيقافه بعد أن حدثت حالة من الهلع تدافع بعض الركاب بعد شعورهم باهتزاز وترنح القطار. وقال أحد شهود العيان من أهالى دراو إن السيارة كانت في طريقها من مدينة كوم أمبو بصحبة الزفة التابعة لعرس آل خليفة بقرية العليقات ويستقلها عدد من المعازيم في طريقهم عودتهم إلى حفل الزفاف وفوجئنا بصوت إرتطام شديد والسيارة أسفل عجلات القطار. وتواجد المئات منذ وقوع الحادث أمام مشرحة دراو العمومية لتسلم جثث ذويهم والتعرف عليها، والمتوفين هم: وهم «سهام يحيى أحمد طاهر» 14 سنة، و«مهدى محمود زكى» 17 سنة، و«محمود عبده فكرى» 36 سنة، ونجله «كرم» 4 سنوات، و«أسماء يوسف عبده فكرى» 33 سنة، و«تقى على حسن» 35 سنة، و«سهام سمير محمود حسن» 18 سنة، و«محمد حسن كرم الله» 30 سنة، وتم نقلهم لمشرحة دراو العمومية. والمصابون هم ملك محمد أحمد 9 سنوات، وفاطمة ربيع أحمد 10 سنوات مصابة وشقيقتها هدير 16 سنة، ومحمود محمد خليل 38 سنة، وشيماء حسين عبدالغني 20 سنة مصابة ببتر في القدم اليمني، وأحمد حمدي زكي 20 سنة، ومصطفي عيد أحمد 15 سنة بتر بالطرف السفلى الأيسر وشرخ في الجمجمة وقطع بالأنسجة والأوتار، والطفلة هيا سيد سمير 3 سنوات وحالتها سيئة لوجود بتر في الطرفين السفليين.