اعتمد الاقتصاد العالمي طوال القرن العشرين على الفحم، لتشغيل المصانع ومحطات الكهرباء، فكلما زاد التقدم، زاد ثاني أكسيد الكربون، وارتفع الاحتباس الحراري، في الوقت نفسه تبدو النتيجة الافتراضية من الحد من تلك «الانبعاثات الكربونية» ستدفع البلدان للتدهور الاقتصادي. وأفادت دراسة، نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، الخميس، بأن عام 2014 شهد انخفاضا في الانبعاثات الكربونية للمرة الأولى منذ 40 عاما، مشيرة إلى أن هذا الاتخفاض استمر في 2015. وأوضحت الدراسة أنه منذ بداية القرن ال21، فإن 21 دولة بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبحت تفصل بين تقدمها الاقتصادي، وارتفاع معدل الانبعاثات الكربونية، بينما هناك 170 دولة أخرى مازالت تتبع الطرق القديمة لتحقيق التقدم الاقتصادي، مشيرة إلى أن الاقتصاد الأمريكي حقق نموا بنحو 28٪ في الفترة من عام 2000 وحتى 2015، بينما انخفضت الانبعاثات الكربونية بنحو 6 في المائة في نفس الفترة. وأضافت: «خفضت الدول ال21 الانبعاثات الكربونية بنحو 1 مليار طن على مدار 15 عاما الماضية، بينما وصل إجمالي الاتبعاثات إلى 10 مليارات طن في نفس الفترة، فكان الدافع وراء فصل الارتباط بين النمو الاقتصادي، وزيادة الانبعاثات الكربونية في الولاياتالمتحدة طفرة صناعة الغاز الطبيعي المحلي، فانخفضت الانبعاثات بنحو 16٪ في القطاع الصناعي، وارتفع النشاط الاقتصادي 9 في المائة خلال ال15 عاما الماضية، في حين خسرت الوظائف الصناعية 21 في المائة، نظرا لاستخدام المزيد من التكنولوجيا الموفرة للطاقة». وتابعت: «في اقتصادات أصغر كالسويد، حققت نموا اقتصاديا بنحو 31٪، كما انخفضت انبعاثاتها بنحو 8٪، وتحصل السويد على نصف احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة النووية، و35٪ من مصادر الطاقة المتجددة والطاقة الكهرومائية بشكل خاص، وفي بريطانيا حققت نمو اقتصادي قدره 27٪ خلال 15 عاما، وانخفضت الانبعاثات بنحو 20٪، وكان ذلك نتيجة التطوير الكبير في القطاعات الصناعية، والتحلل من استخدان الفحم واستبدالها بمصادر الطاقة المتجددة». وأكدت الدراسة أن الصين أصبحت أكبر ملوث للبيئة في العالم، فقد تضاعف الناتج المحلي الإجمالي للصين بنحو 270٪ خلال 15 عاما، وزادت الانبعاثات بنحو 178٪، وهناك بوادر لاتجاه الصين للفصل بعد قمة باريس لتغير المناخ، في ديسمبر الماضي. وأشارت الدراسة إلى أن هناك تفاؤل عام وسط خبراء الاقتصاد بإتمام الفصل نهائيا، وهو ما قاله بيل كاسيدي، السيناتور الأمريكي، في مقابلة، أنه بالرغم من ضرورة الفصل، إلا أننا يحب أن نفكر في فرص عمل بديلة، فسيكون هناك عواقب غير مقصودة من تقليص مصادر رزقهم، في السياق نفسه، أكد الباحث الاقتصادي في جامعة برشلونة، جيورجوس دين، أن الاقتصاد العالمي ككل سيصل إلى نهاية حتمية بالفصل للحفاظ على البيئة، قائلا: «إننا لن نستطيع الاستغناء عن النمو في المقابل».