الدكتورة ليلي عبدالمجيد: النقابة دافعت عن حرية المهنة.. والزهيري وحافظ محمود أفضل النقباء

قالت الدكتورة ليلي عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، إن لنقابة الصحفيين تاريخ مشرف على مدى عمرها، ومنذ تأسيسها. وأضافت أن النقابة اتخذت مواقفاً مشرفة وقوية للدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين، وضد كل محاولات استصدار قوانين من شأنها أن تقيد حرية المهنة أو تهدد الصحفيين للخطر.
ولقد تكررت هذه الوقفة في عهد أكثر من نقيب منها الوقفة القوية لنقيب النقباء كامل زهيري في مواجهة السادات الذي أراد تحويل نقابة الصحفيين إلى ناد تحت دعوى أن الصحافة سلطة رابعة، وأن كل الجهات والمهن ذات السلطة في البلد لها نواد وليس نقابات، كما كانت هناك وقفة قوية أخرى للنقابة إزاء القانون 93 الصادر في 1995 والذي استهدف تعديل قانون النقابة لإلغاء الامتيازات والضمانات المكفولة للصحفيين في قانون النقابة الأصلي، وكان من شأن هذا القانون أن يجيز حبس الصحفيين.
كما أن النقابة ككيان حر يضم طائفة قلمية حرة يلزم أي نقيب حتي وإن كان يتبع الصحافة الحكومية أن تتميز قراراته وأداؤه بروح الاستقلال عن السلطة الحاكمة ونقيب مثل مكرم محمد أحمد كان ممثلا للضمير الصحفي العام بكل أطيافه في الكيان النقابي ومما أذكره له دفاعه في حضرة مبارك عن السجناء من أصحاب الرأي وذهب لزيارتهم وكان على رأسهم الراحل الدكتور محمد السيد سعيد، حيث تبني قضيته وأبلغ مبارك أن الرجل مريض، ورغم ذلك تعرض للتعذيب، كما أذكر النقيب صلاح جلال الذي لعب دورا نبيلا وبارزا في مواجهة اعتقالات سبتمبر الشهيرة التي قام بها السادات وشملت عددا من الصحفيين وتعرض بعضهم للفصل من مواقعهم الصحفية في صحفهم، فنقيب الصحفيين يمثل تماما ضمير أمة وليس ضمير الأسرة الصحفية فحسب.
كما لا ننسى موقف الجماعة الصحفية في المراحل المفصلية التي مر بها الوطن ومنها ما حدث في أعقاب النكسة، حيث رفضوا نعرة ونغمة الانكسار، وأصدروا بيانا بهذا الشأن كما وقفت جماعة الصحفيين موقفا مشرفا إزاء مظاهرات ما قبل حرب أكتوبر في مرحلة اللا سلم واللا حرب.
وتقول الدكتور ليلي عبدالمجيد إن أفضل النقباء في تصورها، الرائد حافظ محمود وكامل زهيري الذي كانت له ومضات ووقفات وصفحات من نور مثل حافظ محمود وهو نقيب النقباء والذي كان رقيقا دائما بيننا وشديدا في مواجهة محاولات النيل من النقابة، وكان يهتم جدا بتدريب الصحفيين حتى إنه كان يحضر بعض الدورات على قناعة منه عبر عنها بأن الصحفي يظل يتعلم لآخر يوم في حياته مهما بلغ من مكانة وظيفية أو أدبية وقد شارك في صياغة القانون الحالي الذي يكفل ضمانات وحقوق للصحفيين، كما لا ننكر لإبراهيم نافع دوره في بناء المبني الجديد الذي يليق بجماعة الصحفيين فيما لعب صلاح جلال دورا فاعلا ومؤثرا وبارزا في مجال التدريب.
أما مانتمناه مستقبليا وحاليا للنقابة هي أن تطبق بجدية وصرامة ميثاق الشرف الصحفي من خلال آليات تنفيذية على أن تكون اللجنة التي ستكون منوطة بتطبيق ميثاق الشرف من خارج تشكيلة المجلس، حيث يكفل لها هذا الحيادية التامة في قراراتها ولا يمكن لأحد الطعن عليها ،كما أريد للنقابة أن تضاعف الدورات التدريبية ليكون الصحفيين على قدم المساواة مع ما استجد في المشهدالصحفي العالمي من آليات ووسائل وعلى النقابة أيضا أن تهتم بالأوضاع الخاصة بالصحفيين لكي لا يستشعروا تهديدا، وأن تحدد النقابة متوسط للحد الأدني لأجور الصحفيين وبخاصة مع الصحف الناشئة التي تستجد في المشهد أو في الصحف الحزبية.