كونتي.. مدرب تشيلسي الجديد رقم 10 في إمبراطورية «رومان» (تقرير)

أعلن نادي تشيلسي، ظهر الإثنين، تعيين المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي كمدرب للفريق بداية من موسم 16/17 المقبل، متسلمًا قيادة الفريق من المدرب الحالي «المؤقت» جوس هيدنك، لكن بعد نهاية مسابقة كأس الأمم الأوروبية المقامة في فرنسا الصيف المقبل، التي يشارك بها المنتخب الإيطالي، الفريق الذي يدربه كونتي في الوقت الحالي.
كونتي سيكون الاسم التدريبي رقم 10 الذي يقود تشيلسي في حقبة الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش، مالك النادي الحالي، والتي بدأت من صيف عام 2003 بالإيطالي أيضًا، كلاوديو رانييري.
كونتي سيكون خامس مدرب إيطالي يدرب النادي، بعد جيانلوكا فيالي، كلاوديو رانيري، كارلو أنشيلوتي، روبرتو دي ماتيو، وسيكون المدرب الإيطالي الرابع في حقبة تشيلسي إبراموفيتش التي وصلت لعامها ال13، شهدت خلالها تغيير القيادة الفنية في 11 مناسبة بين 9 أسماء تدريبية كبيرة في عالم كرة القدم، لكنها كذلك شهدت نقلة عظيمة في تاريخ النادي، حصد خلالها الفريق على 4 ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز ولقب دوري الأبطال ولقب الدوري الأوروبي، بالإضافة للعديد من الكؤوس المحلية، وتحول ليصبح قوة أوروبية لا يستهان بها.
سجل كونتي كمدرب يعتبر سجل مميز، الإيطالي الذي دخل عالم التدريب منذ موسم 2006 وتدرج مع فرق الدرجات الأولى في إيطاليا، ومنها جاءت النقلة الكبيرة للإيطالي صاحب ال46 عاما، عندما تولى تدريب يوفنتوس بداية من موسم 2011/2012، ومنها صعد اسم كونتي كمدرب كبير في عالم التدريب، متسببًا في عودة يوفنتوس لمنصات التتويج في الكرة الإيطالية بعد فترة سيئة في تاريخ النادي، وبسبب كونتي وأسلوبه الشهير 3-5-2 الذي يعتمد على الدفاع بشكل رئيسي بتواجد ثلاثي دفاعي مع وجود ظهيري جانب دفاعيين بواجبات هجومية، وتواجد ثلاثة لاعبين في نصف الملعب مع اللعب باثنين مهاجمين، وهو الأسلوب الذي انتهجه كونتي في أغلب مبارياته كمدرب ليوفنتوس أو إيطاليا، ونجح في تحقيق جميع ألقاب الدوري الإيطالي خلال فترة تدريبه للعملاق الإيطالي في 3 مواسم متتالية.
كونتي اشتهر خلال فترته مع يوفنتوس بأسلوبه القوي وبراعته التكتيكية في تعديلاته لشكل الفريق قبل وأثناء المباراة، ورغبته في الفوز للثواني الأخيرة من المباراة، وهذا ما انتقل إلى لاعبي يوفنتوس وتحول الفريق من عملاق تائه إلى مهيمن على الكرة الإيطالية، وبسبب أسلوب وطريقة كونتي، قرر الاتحاد الإيطالي جلب المدرب لقيادة المنتخب الإيطالي بعد انتهاء كأس العالم 2014، لكن المدرب الإيطالي قرر عدم الإكمال في مهمته بعد نهاية مسابقة اليورو المقبلة في الصيف والتي ستقام بفرنسا.
أحد اللاعبين الكبار في عالم كرة القدم الذي سبق له اللعب تحت إمرة المدرب كونتي، أندريا بيرلو، تحدث عن أسلوب وطريقة المدرب وكيف يستطيع بث الحماس والتحفيز للاعبيه، وذكر في سيرته الذاتية (بيرلو) كيف كانت خطبته في أول ظهور له كمدرب لليوفنتوس مؤثرة في الفريق واللاعبين وجاءت بمردود فوري.
كونتي حول يوفنتوس من السابع في الدوري الإيطالي لموسمين على التوالي، إلى بطل إيطاليا في ثلاثة مواسم متتالية (11/12، 12/13، 13/14)، بل ونجح خلال موسم 13/14 في تحقيق رقم قياسي بالفوز ببطولة الدوري بعدد نقاط غير مسبوق «102 نقطة» وتحقيق الفريق ل33 انتصارا وهو أيضًا رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ الكالتشيو، قبل أن يترك منصبة للمدرب ماكسميليانو أليجري، الذي أكمل المسيرة وحقق اللقب الموسم الماضي ويتصدر حاليًا الدوري الإيطالي بفارق 6 نقاط عن أقرب المنافسين.
كونتي خلال فترة تدريبه لليوفنتوس شبهه كثيرًا بكبار المدربين في القارة، فبعض النقاد شبهوه بمدرب تشيلسي الأسطوري جوزيه مورينيو، كذلك شبهه البعض بالسير ألكس فيرجسون.
لكن مثل أي مدرب، يمتلك كونتي بعض العيوب، فأسلوب المدرب معروف وواضح للجميع، بالإضافة كشخصية فهو مدرب صارم للغاية، ربما بدرجة مشابهة للبرتغالي جوزيه مورينيو، الذي فشل في السيطرة على الفريق في الموسم الحالي ولم ينجح في الخروج من دوامة النتائج السلبية التي كان السبب فيها بنسبة لا بأس بها أسلوب المدرب الصارم والمشابه لأنطونيو كونتي.
كونتي كذلك يمتلك عقلية صدامية مع الإدارة، فخروجه من يوفنتوس لم يكن بسبب سوء النتائج أو نهاية عقد المدرب، بل جاء بسبب الخلاف بين المدرب والنادي حول الصفقات والأهداف التي حددها المدرب وفشل النادي في جلبها للمدرب، وعليه قرر كونتي الخروج من النادي وإنهاء عمله كمدرب ليوفنتوس في صيف 2014، صدام كهذا سيكون متوقعًا وطبيعيًا في نادي مثل تشيلسي مع وجود مدير رياضي مثل مايكل إيمليانو يستحوذ على الثقة المطلقة من مالك النادي الروسي رومان إبراموفيتش، الذي يتميز بقلة الصبر على المدربين.
أخيرًا أبرز عيوب كونتي هو أداءه كمدرب في دوري الأبطال، فعلى الرغم من نجاحه المحلي الساحق مع يوفنتوس، إلا أنه فشل في تحقيق مردود أوروبي يذكر، ففي أول مواسمه في دوري الأبطال نجح في الوصول لدور الثمانية وخرج على يد بايرن ميونخ الألماني، وكان هذا أداءً مقبولًا، لكن في الموسم الثاني تعرض الفريق لنكسة كبيرة بالخروج من دوري المجموعات، وانتقد أداء كونتي التدريبي في يوفنتوس وبالأخص في المباريات التي كان يحتاج فيها الفريق للفوز والهجوم بشكل أكبر، وربما يكون هذا الأمر معلق بعض الشيء مع تشيلسي، في ظل عدم إمكانية تأهل الفريق لدوري الأبطال الموسم المقبل مع ابتعاده بشكل كبير عن الوصول لمركز في مسابقة الدوري حاليًا يتيح الوصول للمسابقة الأوروبية الأصغر «الدوري الأوروبي».