حمادة طلبة: «إحنا رجالة مابنخافش من حد».. وانتظرونا في مونديال روسيا

تحمّل الكثير من النقد اللاذع والاتهامات حول عدم أحقيته ارتداء فانلة المنتخب، اتهمه البعض بأنه صاحب إمكانيات وقدرات فنية متواضعة، وأن انضمامه للمنتخب مجاملة من أسامة نبيه، المدرب العام، وأن هناك لاعبين أفضل منه فى مركزه ويستحقون الفرصة التى حصل عليها دون وجه حق، لكنه آثر الصمت ورفض الرد على كل هذه السهام التى كانت كفيلة بالقضاء على أى لاعب، وبذل جهده من أجل الحفاظ على التواجد بين صفوف المنتخب، ليحجز مكاناً أساسياً يصعب على أى لاعب آخر أن يبعده عنه، بعد تألقه أمام المنتخب النيجيرى، فى المباراة التى أقيمت فى مدينة كادونا النيجيرية.. إنه حمادة طلبة، الظهير الأيسر للمنتخب ونادى الزمالك، الذى اقتربنا منه وحاورناه وسألناه فى العديد من الموضوعات الشائكة أجاب عليها فى الحوار التالى:
■ بداية.. هل راودك شعور بالخوف من مواجهة المنتخب النيجيرى قبل مباراة «برج العرب» بعد المستوى المتميز الذى ظهروا عليه فى كادونا؟
- إحنا رجالة أوى والرجالة ما بتخافش من أى حد، واللى يخاف مايبقاش راجل، والحمد لله استطعنا بفضل الله تعالى نفوز عليه بملعبنا ونؤكد على أننا كنا نستحق الفوز عليه فى عقر داره بكادونا، وأن التعادل الذى حققناه لم يكن بمحض الصدفة، والحمد لله كنا جديرين بحصد النقاط الثلاث مثلما كنا قادرين على فعلها فى كادونا لولا الظروف غير الطبيعية التى واجهتنا فى المباراة الماضية، وأعتقد أننا نجحنا فى إبعاد النسور بكامل محترفيه عن دائرة المنافسة، وبات الأمر بيننا وبين المنتخب التنزانى الذى يداعبه فقط بصيص من الأمل.
■ ولكن من الناحية الفنية القدرات النيجيرية كانت أفضل؟
- هذا كلام غير صحيح بالمرة، فنحن نمتلك مجموعة من اللاعبين، هم الأفضل فى القارة السمراء، والفارق بيننا وبينهم أن معظم لاعبينا يلعبون فى الدورى المصرى وهم يلعبون فى الدوريات الأوروبية ولكن ما الجديد فى ذلك، ففى كل المواجهات التى تفوقنا عليهم فيها كانوا هم محترفين ونحن محليين وحتى على ملعبهم كنا قريبين أيضاً من تحقيق الفوز عليهم لولا الحكم سامحه الله، الذى ظلمنا ولم يعط محمد صلاح الفرصة كاملة فى الانفراد الذى جاءه فى آخر دقيقة ليحرمنا من فوز كان سيقضى على أحلام المنتخب النيجيرى.
■ ألا تتفق معى أن كلمة ذبحنا كبيرة جداً بالنسبة لخطأ تحكيمى؟
- الخطا التحكيمى عندما يؤثر على مشوار فريق ويهدد بتدمير جيل بأكمله فهذا يكون الذبح بعينه بخلاف الأخطاء العادية التى يتقبلها أى مخلوق، ولكن عندما يقوم بإنهاء المباراة مع الانفراد بالمرمى، وقبلها يحتسب علينا فاولات غير مبررة فتخيلوا لو تعرضنا للخسارة من المنتخب النيجيرى ماذا كان الوضع وقتها بالنسبة لمجموعة اللاعبين الحاليين.
■ من وجهة نظرك.. ما سر تفوقنا على نيجيريا؟
- نحن تفوقنا فنياً وبدنياً على المنتخب النيجيرى، بخلاف المؤازرة الجماهيرية، والتى كانت عند حسن ظننا بل وفاقت ما حلمنا به فى تلك المباراة الهامة والمحورية والتى سيساعدنا الفوز بها على التقدم خطوات كبيرة نحو الصعود للجابون، بخلاف الثقة التى سيمنحها لنا الفوز فى مشوارنا بتصفيات كأس العالم والتى لن نتنازل عن الوصول إليها هذه المرة، لتحقيق حلم الجماهير المصرية، وأعتقد أننا لا نقل عن جميع المنتخبات التى تشارك فى البطولة، وباتت لدينا المقومات التى تؤهلنا لذلك.
■ هل أنت واثق من الصعود إلى كأس العالم فى روسيا 2018؟
- بإذن الله، الجيل الحالى من اللاعبين تعاهد على شىء واحد فقط وهو كيفية إسعاد الجماهير المصرية، وأننا لن نتنازل عن تحقيق هذا الحلم مهما حدث، وأعتقد أننا بالفوز على المنتخب النيجيرى نجحنا فى كسر قاعدة عدم الفوز على الكبار، خصوصاً خلال الفترة الماضية، وأعتقد أننا لدينا مقومات عديدة ستساعدنا على حجز مقعدنا فى روسيا.
■ وما تلك المقومات من وجهة نظرك؟
- لو قدر الله لنا وصعدنا لكأس الأمم الأفريقية، والتى أصبحنا على أعتابها، سنكون بدأنا فى استعادة اسمنا فى القارة السمراء، والذى كانت الفرق الأفريقية تعمل له ألف حساب، هذا بخلاف أن لدينا محترفين على أعلى مستوى وهم محمد صلاح، ومحمد الننى، ويجب أن أشكرهما على المستوى الذى أدياه، والتفانى الذى بذلاه فى مباراتى نيجيريا، طبعاً بخلاف مجموعة المهارات الموجودة لدى لاعبى المنتخب سواء المجموعة الحالية أو المجموعة غير المنضمة وأعتقد أن كل هذه المجموعة بمقدورها فى النهاية تحقيق الحلم بالصعود لكأس العالم.
■ وما رأيك فى تصريحات سياسيا بأنكم لا تستحقون الصعود وأنكم خطفتم الفوز فى برج العرب مثلما خطفتموه بلعب غير نظيف فى كادونا؟
- أولاً نحن حققنا فوزاً مستحقاً على نيجيريا فى برج العرب، وصعودنا بإذن الله إلى كأس الأمم فى الجابون سيكون عن جدارة واستحقاق، فنحن تفوقنا على أنفسنا وقدمنا مباراة من أفضل المباريات فى برج العرب، وقبلها فى الجابون، وبخصوص مسألة عدم اللعب النظيف فى كادونا فقبل أن يوزع تلك الاتهامات عليه أن يحاسب لاعبيه أولاً عندما وقع عبدالله السعيد على الأرض ولم يقوموا بإخراج الكرة، إعمالاً بمبدأ اللعب النظيف، ومش هنسى كلام حسام غالى عندما انفعل داخل الملعب على اللاعبين، وقال لهم بالحرف الواحد: «عيب كده إنتوا لاعبين محترفين ولازم تخرجوا الكرة برة، وهناك لاعب واقع على الأرض»، وعندما حددوا المبدأ وضربوا بقاعدة اللعب النظيف عرض الحائط عاملناهم بنفس معاملتهم وأخذنا حقنا بذراعنا.
■ وكيف نجحت فى الحد من خطورة أحمد موسى؟
- أحمد موسى كان مرعوبا منى وكان متحفظا فى أدائه كل ما اقتربت منه علشان أنا بالبلدى كده «دبحت له القطة» فى كادونا، وضربته ضربتين جامدين، ففضل خايف منى من ساعتها وأعتقد أننى الحمد لله نجحت وباقتدار فى أداء المهام الموكلة لى، وفى تحقيق هدفنا القصير بالاقتراب من دق أبواب كأس الأمم الأفريقية المقبلة فى الجابون.
■ ما رأيك فى كوبر؟
- كوبر مدرب عبقرى كسبته الكرة المصرية ويعمل معنا، وتشعر وكأنه جدع وابن بلد وبيشتغل بذمة، وبيشعر باللاعبين ويعمل دائماً على رفع معنوياتهم، ولن أنسى له موقفه بعد الكرة التى أنقذتها فى مباراة نيجيريا بكادونا، عندما لم ينتظر أن تنتهى المباراة وأصر على توجيه الشكر لى داخل الملعب قبل انتهائها، وكانت كلماته بمثابة دافع كبير لى على مواصلة عطائى فى بقية المباراة وكذلك فى مواجهة برج العرب.
■ وما رأيك فى أداء صلاح والننى مع المنتخب؟
- صلاح والننى من العناصر التى تتفانى وتخلص فى عطائها من أجل رفعة منتخب بلادها ولا تدخر فى جهدها وسعا لتضع منتخب مصر فى المقدمة دائماً، وأعتقد أنهما لا يخشيان على نفسهما وهما يرتديان فانلة المنتخب ويقدمان مباريات قوية تليق باسميهما، وأعتقد أن وجودهما كان له دور كبير فى صعودنا بإذن الله إلى الجابون، ومعهما طبعاً أحمد حسن كوكا، الذى يبذل كل جهد هو الآخر من أجل المنتخب الوطنى.
■ وهل يراودك حلم الاحتراف الخارجى؟
- على الإطلاق أنا لا أشغل بالى بالاحتراف رغم تلقى العديد من العروض عن طريق بعض الوكلاء ولكنى لن أترك الزمالك أبداً، ولن أترك بيتى وأسرتى، لأننى لا أستطيع مغادرة مصر والعيش خارجها وهذه طبيعتى، وقد تختلف تلك الطبيعة من شخص لآخر، ولكننى أرى أن مكانى فى الزمالك أفضل بكثير من الاحتراف، فالزمالك عندى أفضل من ريال مدريد نفسه، ويكفى أنه صاحب الفضل فى شهرتى وتواجدى ضمن لاعبى المنتخب، ولا أفكر أبداً فى الرحيل عنه مهما كانت المغريات المادية والمعنوية، فالزمالك هو عشقى الأول والأخير وأعطانى فوق ما حلمت به وما تمنيته، لذلك لا أفكر أبداً فى الرحيل عنه حتى اللحظة التى أعلن فيها اعتزالى.
■ وهل ترى أنكم قادرون على الاحتفاظ ببطولة الدورى؟
- رغم أن المشوار لا يزال طويلا والمنافسة صعبة هذا الموسم إلا أننى على يقين بأن درع الدورى لن تغادر القلعة البيضاء، ومثلما نجحنا فى الموسم المنقضى فى إعادتها لجدران القلعة البيضاء بعد فترة غياب طويلة فأنا على يقين بأننا قادرون على الإبقاء عليها فى الزمالك، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نتركها تذهب إلى أى نادٍ آخر، ونجرع جماهيرنا مرارة فقدانها، فنحن نعلم جيداً قيمة جماهير نادى الزمالك.
■ ولكن الأهلى يتفوق عليكم فى النقاط ويسير بخطى ثابتة نحو استعادة الدرع؟
- المشوار أمام الأهلى لا يزال طويلا وسيخسر نقاطا عديدة خلال الفترة المقبلة، ونحن نعلم جيداً ذلك، ونحن أيضاً سنخسر نقاطا لكننا سنسعى لاستثمار أى فرصة يتراجع فيها الأهلى ونستعيد المقدمة من جديدة ونحافظ عليها، وأعتقد أن الفوز بالدورى سيكون للفريق صاحب النفس الطويل، والذى يضم بين صفوفه مجموعة متميزة من اللاعبين فى كل المراكز، والحمد لله لدينا العديد من اللاعبين المميزين فى كل المراكز وبمقدورهم الحفاظ على اللقب المحلى سواء الدورى أو الكأس.
■ وهل تعتقد أن تغيير المدربين كان سبباً فى تراجع النتائج؟
- من الوارد أن يحدث ذلك مع فريق صغير، لكن الزمالك من الفرق الكبيرة ولاعبوه لديهم من الخبرات التى تؤهلهم للتعامل مع أى مواقف قد تطرأ عليهم، وأعتقد أننا نجحنا فى ذلك إلى حد كبير بدليل استعادتنا سلسلة الانتصارات مع ماكليش، المدير الفنى الجديد للفريق، والذى أعتقد أنه سيكون قادرا على تحقيق أحلام الجماهير الزملكاوية.
■ وما رأيك فى قدرات ماكليش؟
- ماكليش نجح فى التأقلم مع الفريق بسرعة الصاروخ، وإجبارنا على احترامه وتقدير قدراته الفنية جيداً، فهو يلعب معنا على العامل النفسى ويقترب من اللاعبين بشدة، ويسعى لإنشاء علاقات قوية مع جميع اللاعبين، ولا يكتفى بدوره داخل المستطيل الأخضر فقط، وأعتقد أن هذه مقومات نجاح أى مدير فنى يرغب فى تقديم شهادة وأوراق اعتماده.
■ هل تغيير مركزك فى بعض المباريات مع الزمالك قد يُسبب لك بعض الضغوط؟
- أنا تحت أمر نادى الزمالك وجهازه الفنى فى أى مركز يطالبوننى باللعب خلاله، كما الحال مع المنتخب الوطنى، ومثلما لعبت ظهيرا أيسر، ولعبت فى مركز قلب الدفاع، سبق لى أن لعبت رأس حربة لفترات طويلة، وأنا مستعد أقف جون فى الزمالك لو طلبوا منى ذلك، فاللاعب الجيد هو الذى لا يفكر ولا يشغل باله بالمركز الذى يلعب فيه.
■ أخيراً.. من هو صاحب الفضل على حمادة طلبة؟
- والدتى ودعاؤها الدائم لى، فهى السند لى فى الحياة وبدونها لن أتمكن من أن أخطو خطوة واحدة للأمام، فأدعو الله أن يبارك لها فى صحتها ويجعلها دائماً سنداً وعوناً لى.