الحكومة ومُختطف الطائرة: تضارب تصريحات ينتهي باعتذار

شهدت التصريحات الصادرة عن الحكومة خلال أزمة اختطاف الطائرة المصرية تضارباً كبيراً حول هوية وجنسية المختطف. وصدرت تصريحات من مصادر رسمية مختلفة منذ بداية الأزمة ثبت عدم صحتها فيما بعد.
وكانت شركة «مصر للطيران» قد أعلنت، في الثامنة والنصف من صباح الثلاثاء، عن اختطاف طائرتها رقم «إم إس 181» المتوجهة من مطار برج العرب إلى مطار القاهرة الدولي. وأجبر الخاطف الطائرة بالتوجه إلى مطار لارنكا القبرصي، حيث جرى التفاوض مع الخاطف حتى انتهت الأزمة بإخلاء جميع ركاب الطائرة، وإلقاء القبض على الخاطف.
وجاءت أبرز التصريحات غير الدقيقة الصادرة عن السلطات المصرية، من رئاسة الجمهورية عندما قال المتحدث باسم الرئاسة علاء يوسف لقناة «سي إن إن» الأمريكية، إن «خاطف طائرة مصر للطيران التي حطت في مطار لارنكا يحمل جنسيتي مصر والولايات المتحدة، وهو أستاذ جامعي يدعى إبراهيم سماحة»، وهي نفس المعلومات التي أعلنها التليفزيون المصري.
تصريحات المتحدث باسم الرئاسة على موقع "سي إن إن" باللغة الإنجليزية
واضطر المتحدث باسم الرئاسة إلى نفي تلك التصريحات بعد وقت قصير، مؤكداً أن الخاطف يدعى سيف الدين مصطفى، وليس إبراهيم سماحة كما أعلن من قبل. وبدا ذلك التضارب واضحاً على موقع «سي إن إن» باللغة العربية الذي نشر التصريحات نقلا عن نسخته الإنجليزية ثم حذفها سريعاً.
الجهة الوحيدة الرسمية التي اعتذرت عن تضارب التصريحات وعدم صحة بعضها كانت رئاسة الوزراء الذي أعلنت اعتذارها من المواطن إبراهيم سماحة، وهو أستاذ طب بيطري بجامعة الإسكندرية، لاتهامه خطأ باختطاف الطائرة المصرية.
استمرت حالة التضارب في التصريحات وإدارة أزمة اختطاف الطائرة حتى عندما عقد شريف فتحي، وزير الطيران المدني، أول مؤتمر صحفي للحكومة للإعلان عن مستجدات الأزمة. وجاءت تصريحات الوزير خلال المؤتمر مقتضبة ولم تقدم معلومات جديدة عن الأزمة، حيث رفض الوزير الإفصاح عن اسم الخاطف، أو جنسيات الركاب. وقال في بداية المؤتمر: «فيه معلومات ممكن نتكلم عليها وفيه معلومات لن نستطيع الإعلان عنها» مرجعاً ذلك إلى الوضع الأمني والحفاظ على سلامة الركاب.
المتحدث باسم الرئاسة ينفي تصريحاته الأولية عن حادث اختطاف الطائرة
لم تقدم تصريحات الوزير أي معلومات جديدة للصحفيين بل أثارت المزيد من الشكوك والتساؤلات حول حقيقة الدوافع وراء عملية الاختطاف، خاصة بعد أن طلب الخاطف إطلاق سراح سجينات في مصر مقابل الإفراج عن الرهائن، لتتراجع رواية الخاطف الذي يعاني مشكلات مع طليقته، وتتزايد الأسئلة حول دوافعه السياسية.
لم يتوقف تضارب التصريحات حتى فيما يتعلق بأبسط التفاصيل مثل جنسية الخاطف، حيث أكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الخاطف مصري يحمل الجنسية الأمريكية، لكن مصادر في وزارة الطيران المدني عادت لتنفي أن يكون الخاطف مصرياً حتى انتهت عملية الاختطاف، وأعلن رئيس الوزراء شريف إسماعيل مجدداً أن الخاطف مصري، وسيخضع للتحقيقات لمعرفة أسباب ارتكابه لواقعة الاختطاف.