«الروب الأسود».. يتصدّى للانتهاكات ويدعم الحقوق

«أنا بقول للمحامين كلهم حقكم عليا، وأنا بعتذر لكم»، بهذه الكلمات، وهذا الاعتذار، حاول الرئيس عبدالفتاح السيسى تهدئة الأزمة المشتعلة بين نقابة المحامين ووزارة الداخلية، على خلفية اعتداء ضابط على محامٍ فى مدينة فارسكور، بتدخل مباشر منه، خلال كلمته بمناسبة افتتاح عدد من المشروعات التنموية، فى يونيو الماضى.
وأضاف الرئيس: «أعتذر لكل مواطن تعرض لأى إساءة، باعتبارى مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن أى شىء يحصل للمواطن، وأقول لأولادنا فى الشرطة أو فى أى مصلحة حكومية، لازم ينتبهوا أنهم بيتعاملوا مع بشر، والوظيفة تفرض عليهم التحمل، لأن المصريين أهلنا وناسنا، ومفيش حد ينفع يقسو على أهله».
اعتذار رئيس الجمهورية، الذى لم يقف عند المحامين، وتوجه به لكل مواطن تعرض لأى إساءة، من جهاز الشرطة، جاء على خلفية تصاعد الخلاف بين نقابة المحامين ووزارة الداخلية، بعد نشر صورة لأحد المحامين، تسيل الدماء من وجهه، بعد ضربه من قبل أحد الضباط بالحذاء، فى قسم شرطة بمدينة فارسكور، فى محافظة دمياط.
ودعت نقابة المحامين إلى إضراب عام، لا يشمل القضايا الجنائية، على خلفية هذه الأزمة، وهو ما استجاب له أصحاب «الروب الأسود»، دفاعًا عن كرامة زميلهم ومهنتهم.
يقول ماجد عبداللطيف، عضو مجلس النقابة ل«المصرى اليوم»: «هذه المعركة واحدة من معارك عديدة خاضتها نقابة المحامين دفاعًا عن كرامة أبنائها؛ مثل معركة محامى قسم المطرية، حال اعتداء أحد أمناء الشرطة على زميل».
يتجاوز عدد أعضاء نقابة المحامين ال 550 ألف محام، تجبرهم مهنتهم على الاحتكاك بجهاز الشرطة والسلطة القضائية، ما ينعكس على معظم المعارك التى تخوضها النقابة على المستويين العام أو الفرعى.
وإلى جانب المعارك التى تخوضها النقابة العامة، تخوض النقابات الفرعية معارك فى نفس السياق، منها الإضراب عن العمل، الذى خاضه عشرات المحامين، نهاية يناير الماضى، فى مركز نصر النوبة، شمال محافظة أسوان، وتجمعهم داخل محكمة نصر النوبة الجزئية، بعد مشادة كلامية نشبت بين أحد المحامين ورئيس المحكمة، وقول المحامى إن القاضى تعدى عليه لفظيًا وطرده من الجلسة.
وخاض المحامون إضراباً عن العمل فى مجمع محاكم مدينة السادات، محافظة المنوفية، احتجاجًا على اعتداء ضباط من قوة مباحث المدينة، على أحد المحامين بالسب والضرب بمساعدة أفراد شرطة، بحسب بيان أصدره المحامون المضربون، الذين طالبوا النقابة العامة بالتدخل.
المعارك التى تخوضها النقابة، فى هذا السياق، ليست شخصية يخوضها المحامون، كما يقول ماجد عبداللطيف، بقدر ما هى معركة حريات، تخوضها النقابة نيابة عن الشعب، ويضيف: «نقابة المحامين هى نقابة الحريات، وتتصدى لأى تجاوز ضد أى مواطن، مهما كانت مهنته أو ديانته أو جنسه، نحن فقط ننادى بضرورة إعلاء كلمة القانون، والمخطئ يجب أن يعاقب، والشعب كله يجب أن يكون سواسية أمام القانون، لا فرق بين محامٍ وقاضٍ أو ضابط أو صحفى، ولو طبق القانون بالعدل على الشعب، الكل سوف يستريح، ودور النقابة هو الدفاع عن تطبيق القانون».
ورغم المعارك، التى تخوضها نقابة المحامين، إلا أن عضو مجلس النقابة العامة ماجد عبداللطيف، يرى أن هناك تراجعًا لدور النقابة عما كان عليه فى السابق، ويقول: «يجب أن نعترف بأن نقابة المحامين، انسحب دورها قليلًا، وتصدرت المشهد نقابات مهنية أخرى؛ مثل الصحفيين والأطباء.