فجر عدد من الصحف الإنجليزية، صباح الأربعاء، خبر اجتماع بين كبار المسؤولين التنفيذين بكبرى الأندية الإنجليزية «أرسنال – تشيلسي – مانشستر يونايتد – مانشستر سيتي – ليفربول» ووصفتهم بأندية الTop 5، مع مستثمر وملياردير أمريكي شهير من أجل البدء في فكرة السوبرليج الأوروبي. السوبرليج الأوروبي هو حلم كروي للجميع، فالكل يتوق لمشاهدة دوري يجمع بين كل الفرق الكبرى، ريال مدريد وبرشلونة والبايرن ويوفنتوس وقطبي ميلان وباقي الفرق الكبرى بالإضافة للفريق الإنجليزية، حلم كبير لكن تحقيقه يعتبر أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا. فكرة الدوري أن يكون مقتصرا على الأندية الكبرى هو تحطيم للبطولات المحلية وبطولة دوري الأبطال، وعلى الرغم من تمني الجميع لمشاهدة دوري تنافسي وقوي وحاد مثل السوبرليج، إلا أن ذلك سيأتي على حساب كل المسابقات الأوروبية سواء محلية أو قارية، مما يجعل تنفيذ هذا الأمر عسيرا للغاية. الصحافة الإنجليزية أرجعت هذا الاجتماع الذي تم، الثلاثاء، إلى رغبة أندية «التوب 5» الإنجليزية والتي أصبحت تحت ملكية مستثمرين أجانب (3 أمريكيين وروسي وإماراتي) في رفع مداخل الفرق أكثر وزيادة الأرباح، لأن مثل الدوري الأوروبي السوبر ستجلب مبالغ طائلة بأضعاف أضعاف ما يجلبه دوري الأبطال وبطولة الدوري المحلي مجتمعين. أيضًا الصحافة أعادت هذه الفكرة إلى اقتصار المشاركة في دوري الأبطال على 4 فرق فقط من إنجلترا، ما يعني سقوط فريق على الأقل من «التوب 5» وفشله في المشاركة، وهذا ما عانى منه من قبل مانشستر يونايتد وليفربول، وتسبب ذلك في خسائر مادية ضخمة من غياب عوائد المشاركة في دوري الأبطال. فكرة السوبرليج وغرضه سبق وأن عرضت وطرحت في أكثر من مناسبة في الماضي، فميلان الإيطالي نادى بهذه الفكرة في نهاية القرن الماضي بعدما فشل الفريق في الوصول لمركز يتيح له المشاركة في دوري الأبطال، وحاول المحامي الإيطالي الشهير خلق «عصبة» من الأندية الكبرى للضغط على الاتحاد الأوروبي لخلق حصة ثابتة للأندية الكبرى في دوري الأبطال بغض النظر عن ترتيب هذه الأندية في الدوري المحلي، وبالفعل تأسست مجموعة G14 في نهاية القرن الماضي «عام 2000» وتكونت من 14 فريقا من أكبر فرق القارة، في ذلك التوقيت، من إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا وفرنسا والبرتغال، بل وتوسعت هذه المجموعة بعد تأسيسها بعامين لتصبح 18 فريقا، ونجحت تلك الرابطة من الخروج بمكاسب مالية ضخمة من الاتحاد الأوروبي على المستوى البطولات الأوروبية وأيضًا من الاتحاد الدولي «فيفا»، من خلال مشاركات لاعبيها في الصعيد الدولي، لكن الرابطة تم حلها في عام 2008 بعد اتفاق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتحولت إلى رابطة الأندية الأوروبية التي شملت أكثر من 100 فريق من مختلف الدول بالقارة. طرح السوبرليج لم يتوقف مع تأسيس الرابطة الجديدة، بل زادت المطالبات بذلك وتم الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي على تأجيل مطالب الرابطة بتأسيس الدوري الأوروبي السوبر لوقت معين «سنة 2022» بعد أن قدم الاتحاد الأوروبي بعض الدعم والمساهمات للرابطة. بحسب الصحف الإنجليزية، «ذا صن ودايلي ميل وتايمز»، فالطرح الجديد للدوري الأوروبي السوبر هو مشابه لبطولة الNBA أو سباق الفورميولا 1، حيث تشترك جميع الأندية الأوروبية الشهيرة بهذه المسابقة، وأمام ذلك تتنازل عن المشاركة في أي بطولة أخرى على الصعيد المحلي أو القاري أو حتى العالمي «بطولة كأس العالم للأندية». وعلى الرغم مما سبق ذكره بناءً على مزاعم الصحف الإنجليزية التي أرفقتها بصور لمسؤولين «البيج 5» مع المستثمر الأمريكي والملياردير الشهير ستيفن روس، إلا أن الأندية ال5 نفت ذلك، وتزعم نادي أرسنال النفي بشكل رسمي ونيابة عن باقي الأندية الأربعة بتأكيده أن الاجتماع تم بالفعل مع الملياردير الأمريكي، لكن ليس من أجل الانسحاب من البطولات الأوروبية والمضي قدما في تنفيذ فكرة الدوري الأوروبي السوبر، بل كان بغرض مناقشة جولات الفرق الصيفية ومشاركتهم في كأس الأبطال الدولية ICC، وهي البطولة الودية التي تتم في كل صيف بشكل ثابت وتجمع بين كبار الأندية في العالم على الملاعب الأمريكية. سواء كان اجتماع «التوب 5» مع الملياردير الأمريكي بغرض دوري السوبر أو لغرض آخر، فتبقى الفكرة قائمة مطروحة في العديد من المناسبات وتلقى قبول من العديد من الأندية والإدارات نظرًا لم ستعود به من فوائد مادية «خيالية» للأندية المشاركة، بالإضافة لطبيعة المنافسة القوية والرهيبة، لكن تبقى تعقيدات عديدة أبرزها تدمير المسابقات المحلية والقارية ونزع الندية وحدة المنافسة منها هي ما تقف عائق في وجه تلك الفكرة الذهبية للمستثمرين وملاك الأندية الكبرى في القارة.
