شئون البيئة: سوف نقدم دعمًا ماديًا لمصانع التبريد والتكييف في مصر خلال السنوات القادمة    شئون البيئة: مصر ستترأس اتفاقية برشلونة للبيئة البحرية خلال العامين القادمين    النائب الأول لرئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار يزور مصر اليوم    زيلينسكي: المفاوضات مع ويتكوف وكوشنر «ليست سهلة»    الرئيس التشيكي: قد يضطر الناتو لإسقاط الطائرات والمسيرات الروسية    لميس الحديدي: قصة اللاعب يوسف لا يجب أن تنتهي بعقاب الصغار فقط.. هناك مسئولية إدارية كبرى    "قطرة ندى" للشاعر محمد زناتي يفوز بجائزة أفضل عرض في مهرجان مصر الدولي لمسرح العرائس    بعد رحيله، من هو الفنان سعيد مختار؟    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    ياهو اليابانية.. والحكومة المصرية    نيجيريا تنشر قواتها في بنين وتنفذ غارات لطرد "الانقلابيين"    ترتيب الدوري الإسباني.. برشلونة يتفوق على ريال مدريد ب4 نقاط    خطط لا تموت.. لماذا عادت الملعونة لعادتها القديمة؟    أمريكا: اتفاق «قريب جدًا» لإنهاء حرب أوكرانيا |روسيا والصين تجريان مناورات «مضادة للصواريخ»    إيطاليا ترسل مولدات كهربائية لأوكرانيا بعد الهجمات الروسية    مجموعة التنمية الصناعية IDG تطلق مجمع صناعي جديد e2 New October بمدينة أكتوبر الجديدة    كأس العرب - بن رمضان: لعبنا المباراة كأنها نهائي.. ونعتذر للشعب التونسي    أوندا ثيرو: ميليتاو قد يغيب 3 أشهر بعد الإصابة ضد سيلتا فيجو    إبراهيم حسن: محمد صلاح سيعود أقوى وسيصنع التاريخ بحصد كأس أمم إفريقيا    أشرف صبحي: قرارات الوزارة النهائية بشأن حالة اللاعب يوسف ستكون مرتبطة بتحقيقات النيابة    لاعب الزمالك السابق: خوان بيزيرا «بتاع لقطة»    هل تقدم أحد المستثمرين بطلب لشراء أرض الزمالك بأكتوبر؟ وزير الإسكان يجيب    استكمال محاكمة سارة خليفة في قضية المخدرات الكبرى.. اليوم    وزير الزراعة: القطاع الخاص يتولى تشغيل حديقة الحيوان.. وافتتاحها للجمهور قبل نهاية العام    مدير أمن الإسكندرية يقود حملة مكبرة لإزالة إشغالات الباعة الجائلين بميدان الساعة وفيكتوريا    طعنة في الفخذ أودت بحياته.. "مهاب محمد" حاول فض مشاجرة في العجمي بالإسكندرية فأنهوا حياته    وزير الإسكان يعلن موعد انتهاء أزمة أرض الزمالك.. وحقيقة عروض المستثمرين    بدون محصل.. 9 طرق لسداد فاتورة كهرباء شهر ديسمبر 2025    غرفة عقل العويط    «القومية للتوزيع» الشاحن الحصري لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2026    رئيس "قصور الثقافة": السوشيال ميديا قلّلت الإقبال.. وأطلقنا 4 منصات وتطبيقًا لاكتشاف المواهب    كم عدد المصابين بالإنفلونزا الموسمية؟ مستشار الرئيس يجيب (فيديو)    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    كيف يؤثر النوم المتقطع على صحتك يوميًا؟    تجديد حبس شاب لاتهامه بمعاشرة نجلة زوجته بحلوان    وائل القبانى ينتقد تصريحات أيمن الرمادى بشأن فيريرا    ارتفاع ضحايا مليشيا الدعم السريع على كلوقي إلى 114 سودانى    وزير الأوقاف يحيل مجموعة من المخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة ومضاعفة الحوكمة    أحمد موسى يكشف أزمة 350 أستاذا جامعيا لم يتسلموا وحداتهم السكنية منذ 2018    اليوم.. المصريون بالخارج يصوتون فى ال 30 دائرة المُلغاة    حاتم صلاح ل صاحبة السعادة: شهر العسل كان أداء عمرة.. وشفنا قرود حرامية فى بالى    الموسيقار حسن شرارة: ثروت عكاشة ووالدي وراء تكويني الموسيقي    أحمد موسى: "مينفعش واحد بتلاتة صاغ يبوظ اقتصاد مصر"    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    أمن مطروح يفك لغز العثور على سيارة متفحمة بمنطقة الأندلسية    تعرف على شروط إعادة تدوير واستخدام العبوات الفارغة وفقاً للقانون    عاشر جثتها.. حبس عاطل أنهى حياة فتاة دافعت عن شرفها بحدائق القبة    حياة كريمة.. قافلة طبية مجانية لخدمة أهالى قرية السيد خليل بكفر الشيخ    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    كشف ملابسات فيديو عن إجبار سائقين على المشاركة في حملة أمنية بكفر الدوار    إضافة 4 أسرة عناية مركزة بمستشفى الصدر بإمبابة    الجامعة البريطانية بمصر تشارك في مؤتمر الطاقة الخضراء والاستدامة بأذربيجان    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    وزير الري أمام اجتماع «مياه حوض النيل» في بوروندي: ستستمر مصر في ممارسة ضبط النفس    الطفولة المفقودة والنضج الزائف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حارس بن لادن ل«المصري اليوم»: الشيخ أسامة قال لنا تدربوا عندى وافعلوا ما فى رؤوسكم
نشر في المصري اليوم يوم 07 - 04 - 2011

فى الحلقة الأولى قال ناصر البحرى: إن أول محطة ذهب للجهاد فيها كانت البوسنة، وإنه خرج إلى هناك دون موافقة والده، وإن أول من استقبله فى كتيبة المجاهدين عيسى المصرى، وهو عضو فى الجماعة الإسلامية، وإنه اشترك فى معركة بدر البوسنة، وفى هذه الحلقة يكشف «البحرى» كيفية خروجه من البوسنة، وذهابه إلى الصومال لاستكمال الجهاد، وإلى الحلقة الثانية من الحوار:
■ هل سبب خروجكم من البوسنة هو توقيع اتفاق دايتون للسلام الذى بموجبه تم إنهاء الصراع فى منطقة البلقان، وكان يمثله سلوبودان ميلوسيفيتش من الجانب الصربى، وفراتينو تودمان من الجانب الكرواتى وعلى عزت بيجوفيتش من الجانب البوسنى، وكان يوم 14 ديسمبر 1995؟
- نعم.
■ بعد أن خرجت من البوسنة هل فكرت فى أى مكان آخر تجاهد فيه خاصة أن أفغانستان فى ذلك الوقت كانت مشتعلة؟
- فكرنا فى أربعة أماكن: الصومال والفلبين والشيشان وطاجيكستان ولم نفكر فى أفغانستان، لأن الأحزاب الأفغانية كانت متناحرة، ولم يكن الظهور الحقيقى ل«طالبان» قد بدأ، ويعتبر عاما 96، 97 هما بداية الظهور الحقيقى للحركة.
■ بعد أن خرجت من البوسنة إلى أين ذهبت؟
- عدت إلى اليمن مرة أخرى.
■ أين ذهبت بعد ذلك؟
- إلى الصومال.
■ إذن.. وقع اختيارك فى هذه المرة على الصومال لاستكمال الجهاد؟
- نعم.
■ كم كان عدد كتيبة المجاهدين؟
- حوالى 450 مقاتلاً.
■ هل كلهم عرب؟
- عرب وأجانب من أمريكا اللاتينية وأفريقيا والصين وكندا وغيرها.
■ إذن ذهبت مباشرة إلى اليمن ومنها خرجت إلى الصومال؟
- نعم ذهبت إلى اليمن ومنها إلى الصومال، وعدت إلى اليمن مرة أخرى، ومنها ذهبت إلى طاجيكستان، وخط المرور من اليمن إلى طاجيكستان كان أفغانستان، وفى الفترة نفسها التى وصلت فيها إلى أفغانستان كان أسامة بن لادن، والأصح الشيخ أسامة، خرج من السودان فى اتجاه أفغانستان مع مجموعة القاعدة بالكامل.
■ ماذا فعلت بعد ذلك؟
- قلت لنفسى: «نحن سامعين عن القاعدة والتنظيم.. «بلا تنظيمات بلا مشاكل.. خلينا نطلع الجهاد على طول».. ولكن كانت هناك أفكار تدور فى رأسى إنه لا بد من عمل منظم من كيان يجمع المجاهدين، لأنه من غير المعقول أننا سنحارب قوى عظمى بمجموعة شباب فى رحلة، وهذا أمر مستحيل، خاصة أننى أفهم فى إدارة الأعمال، التى أحمل شهادة فيها وأفهم ما معنى العمل المنظم، إضافة إلى أننى تربيت تربية دينية منظمة فى الحركة السلفية فى السعودية، وهى حركة منظمة جداً.
■ أثناء ذلك وصلت إلى طاجيكستان؟
- نعم وصلنا إلى هناك، وكتب الله لنا ما كتب وعدت إلى اليمن، وسُدت أبواب الجهاد فى وجهنا و«كله اتقفل»، وفى هذا الوقت كان «بن لادن» يبحث عمن ينصره من شباب الجهاد، وشباب الجزيرة العربية خاصة، وكان قد سمع عن مجموعة عادت من شمال أفغانستان، وكان يطلق علينا مجموعة الشمال.
■ لماذا أطلقوا عليكم مجموعة الشمال؟
- لأننا كنا فى شمال أفغانستان، وكان يطلق علينا لقب آخر وهو مجموعة الكوماندوز الخاصة.
■ إذا أردنا تعريف مجموعة الشمال.. كيف تعرفهم؟
- هم خيرة شباب المجاهدين، الذين اجتمعوا من البوسنة والشيشان والفلبين والصومال، وانطلقوا تجاه طاجيكستان وهم نخبة.
■ ماذا تقصد ب«النخبة»؟
- هؤلاء الشباب هم نخبة من المجاهدين، وهذا يعنى أنهم ذوو فكر وقوة جسدية وخبرة قتالية، وهم مجموعة جمعها القدر.
■ هل عندما اجتمعت تلك النخبة فكرت فى الانضمام إلى القاعدة؟
- لا.. فكرنا فى تشكيل كيان خاص بنا.
■ تقصد «قاعدة خاصة»؟
- لا، ليست قاعدة خاصة، لكن تنظيماً يضمنا، وفكرنا فى العودة إلى اليمن وشراء صواريخ «ستريلا» و«سام 7»، وندخل السعودية ونسقط بها الطائرات الأمريكية، وكان تصورنا إذا استطعنا إسقاط طائرة أو طائرتين فى السنة فنحن «رجال»، وكان هذا فكرنا، وعندما التقت مجموعة الشمال الشيخ أسامة بن لادن فى «جلال أباد» قال لنا الرجل: أنتم لديكم فكرة وأنا «أهلكم»، وكنا شباباً بسيطاً تدرب تدريباً بسيطاً «45 يوم جهاد ورصاص» مثل الفترة الأولى.
■ ماذا شاهدتم فى القاعدة بعد لقاء الشيخ أسامة؟
- شاهدنا «شغل كبير».. عمليات خاصة وإنشاء خلايا واستكشاف مدن.
■ قبل الحديث عن العمليات الخاصة التى شاهدتها فى «القاعدة».. أين أسرتك من كل ذلك.. هل اتصلت بهم؟
- منذ قررت الخروج عام 1993، وأنا لم أتصل بهم سوى مرة واحدة وبعدها بعام تقريباً بعد رجوعى من البوسنة لدرجة أن لى أخاً اسمه إبراهيم لم أره طيلة حياتى، وأعرفه فقط من الصور، وولد وأنا فى الجهاد ودائماً ما يطلب أن يرانى، واتصلت بهم بعدها بعام آخر وأنا فى أفغانستان، خاصة أن أهلى فى السعودية مقيمون ولا يحملون الجنسية، إضافة إلى أننى كنت وقتها مطلوباً فكنت أخاف عليهم، حتى إن الاتصال الثانى كان من أفغانستان عبر تليفون يعمل من خلال الستالايت ولا يمكن رصده أو تعقبه.
■ أعود إلى موضوع القاعدة.. فى أى عام التقيت الشيخ أسامة؟
- عام 1996.
■ هل وصلتم إليه بسهولة؟
- كان الوصول للشيخ أسامة بن لادن فى منتهى السهولة، عكس ما كان يروَّج عنه.
■ ماذا قال لكم عندما قابلتموه أول مرة؟
- أولاً الشيخ أسامة يخصص من وقته من 3 إلى 4 ساعات، لكى يجلس مع الشباب، وعندما قابلناه قال لنا: يا شباب هل تريدون الجهاد؟ قلنا: نعم.. قال: تدربوا عندى وافعلوا ما فى رؤوسكم.
■ قلت إن الوصول إلى أسامة بن لادن كان سهلاً؟
- نعم، وكنت أعانى عندما كنت حارساً شخصياً له، وأنت تعرف إجراءات الدخول والخروج، إذا ما أراد أن يلتقيه أو يقابله أحد، لأن الرجل شعبى وجماهيرى واجتماعى.. وكنت أقول له: «يا أبوعبدالله لابد من التدقيق».. وكان يقول لى: «شوف سيبونى أنا وضيوفى ولا تزعلوا ضيوفى.. وأكثر من مرة كنت أقول له يا أبوعبدالله أنت لا يصلح الشغل معك، وأقوم بإعطائه الأسلحة التى أحملها»، وأقول له: «هذه عدة الحراسة تبعك، واحرس نفسك بنفسك».. فيقول: «يا أبوجندل تعال».. كنت أقول له: «يا إما تتبع التعليمات والنظام اللى عاملينلك إياه.. يا إما أقل شىء تعطينا مرونة ولا تدخل فى موضوع حراستك، خاصة أنك تتدخل فى كل كبيرة وصغيرة، إذن فلا داعى لوجودنا».
■ إذن كان الشيخ أسامة ديكتاتوراً يتدخل فى كل كبيرة وصغيرة؟
- لا.. كان يتدخل فقط فى موضوع الضيوف الذين يأتون لزيارته، وباقى الأمور لا يعارضنا فيها. ونحن كانت مشكلتنا مع الضيوف، لأننا كنا لا نعرف شخصية من يأتى لزيارته.. وهل هو مسلح أم لا؟ هل معه جهاز «جى. بى. إس»، وهل معه مصيبة.
■ من أطلق عليك اسم «أبوجندل».. ولماذا؟
- لا أخفيك سراً، وأريد أن أعطيك معلومة، وهى أن أكثر الناس فى الجهاد هم الإخوة المصريون، وهذه التسمية جاءت عندما ذهبت إلى البوسنة واستقبلنا هناك أخ يدعى عيسى المصرى، كان مسؤولاً فى مكتب العلاقات العامة، الذى يستقبل المجاهدين، فسألنى: يا أخى ما كنيتك قلت كنيتى فى السعودية «أبوالحارث».. فقال لى: أبوالحارث كتير فقلت له يا عمى فليكن «أبوحمزة»، فقال: أكثر، قلت «أبوحفص». فقال لى: كتير برضه، فقلت له: أقولك شغلتنى.. شوف لى كنية، ففكر قليلاً وقال: «أبوجندل» وقالها باللهجة المصرية، فقلت له باللهجة المصرية العربية أيضاً أبوجندل أبوجندل، وكانت تلك الكنية هى الوحيدة بين شباب الجهاد المعروفين، وعندما يقال «أبوجندل» يأتى فى ذهن الناس أنه أنا «ناصر البحرى».
■ لماذا التصقت بك هذه الكنية؟
- معروف أن شباب المجاهدين عندما يذهبون إلى بلاد مختلفة يغيرون كناهم، إلا أنا لم أغير كنيتى، لأننى كنت مسؤول حراسات كتيبة المجاهدين ومسؤول الحركة فيها، وبالتالى كل الشباب طوال الوقت يحتكون بأبى جندل، وبالتالى حفظت الكنية والصورة، وكان ذلك سبباً رئيسياً فى ثبات الكنية.
■ هل حاولت تغيير كنيتك؟
- نعم.. فى الصومال.
■ لماذا؟
- لأنه لا يوجد هناك أحد يعرفنى ونحن ثلاثة فقط عرب، والباقى صوماليون وعندما سألونى قلت لهم أنا «أبوبصير» وانتهى الموضوع.
■ على ذكر اسم «عيسى المصرى».. من هو؟
- عيسى كان عضواً فى الجماعة الإسلامية ومسؤول مكتب العلاقات العامة فى كتيبة المجاهدين التى كانت تسيطر عليها الجماعة الإسلامية المصرية.
■ لماذا لم تستمروا فى الجهاد بالصومال؟
- لأنهم كانوا يستغلون اسم الجهاد لتحقيق أرباح مادية.
■ هل سبب ذلك صدمة لك؟
- نعم، ولكن ما ثبتنى هو الخلفية الثقافية والدينية التى جئت منها، خاصة أننى أحب القراءة، فقد قرأت فى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وتاريخ الأمة الإسلامية، وكان طبيعياً أن نتعرض إلى مثل هذه المواقف، ولكن كنا نزداد فوق الصلابة صلابة.
■ وعندما عدت إلى أفغانستان بعد الصومال هل غيرت كنيتك؟
- نعم.. فعندما كان الشباب يسألوننى عن اسمى كنت أقول لهم أبوعبدالملك القاسمى.. فكانوا يردون: «إيش فيك يا أبوجندل»، وبالتالى عدت إلى كنيتى الأولى.
■ ما المدة التى مكثتها فى اليمن قبل سفرك إلى الصومال؟
- ستة شهور.
■ هل مكثت كثيراً فى الصومال؟
- 4 شهور فقط لا غير، ولكننا دخلنا أثناءها إلى «عمق الناس».
■ ماذا تعنى ب«عمق الناس»؟
- من ناحية فكرية وناحية تنظيمية، لأنهم أخذونا مباشرة من كينيا إلى إحدى المناطق.
■ هل يتكلمون اللغة العربية؟
- نعم.. يتكلم العربية الذين درسوا العلوم العربية، ويحفظون القرآن الكريم، أما الباقون فيتكلمون العربية «مكسرة»، خاصة أن الصوماليين لا يعرفون هل هم أفارقة أم عرب.
■ ولكن لم تذكر لى كيف وصلت إلى الصومال قبل أن ندخل فى تفاصيل الجهاد هناك؟
- عندما كنت فى اليمن بعد عودتى من البوسنة سافرت سفراً عادياً إلى الصومال من خلال بعض الإخوة الصوماليين، الذين يعيشون فى اليمن كطلبة يدرسون، وقاموا بتسهيل ذلك الأمر، وسافرنا إلى نيروبى فى كينيا التى لا تحتاج إلى تأشيرة دخول من صنعاء، والتقينا هناك الإخوة فى الاتحاد الإسلامى فى كينيا.
■ ذكرت أنكم كنتم ثلاثة عرباً فقط ذهبتم إلى الصومال؟
- نعم كنت أنا والأخ عبدالعزيز المقرن - رحمه الله - الذى قتل فى مواجهات بالرياض إضافة إلى شخص يمنى من مدينة «البيضاء».
■ ما الطريقة التى دخلت بها إلى الصومال بعد وصولك إلى كينيا؟
- دخلت الصومال بالطائرة، حيث قام الإخوة فى الاتحاد الإسلامى بتنسيق ذلك الأمر، ثم تبعنى بعد ذلك «المقرن» والأخ اليمنى بعد عشرين يوماً تجنباً للإجراءات الأمنية، حتى لا يقبض علينا جميعاً إذا حدثت مشكلة.
■ لماذا اختلفت مع الصوماليين؟
- اختلفت مع أفراد فى الاتحاد الإسلامى، لأنهم كانوا يزورون بيانات المعارك، ويذكرون أرقاماً بخلاف الحقيقة، إضافة إلى أننى جلست فى معسكراتهم 30 يوماً، ولا يعرفون من التدريبات سوى تمارين التايكوندو، التى يتدربون عليها ساعات طويلة، فكيف تريد أن تحارب وتجاهد وأنت لا يوجد عندك تنظيم ولا تخطيط ولا تدريب على السلاح.. ماذا يفعل التايكوندو فى مواجهة السلاح؟!
■ ولكنك قلت إن الخلاف معهم بسبب تزوير النتائج؟
- نعم.. كانت لديهم نشرة مطبوعة اسمها «الفجر»، وعندما تقرأها تجدهم يؤكدون أنهم دخلوا معركة وغنموا 1500 قذيفة آر بى جى، وكانوا يذكرون ذلك، لكى يحصلوا على أموال.
■ وكيف اكتشفتم ذلك؟
- عندما دخلنا مخازن السلاح لم نجد ما نشروا عنه، وتخيل أن 100 مقاتل مثلاً، الذين يملكون السلاح منهم 40 وال60 الباقون غير مسلحين فكيف سيحاربون فى منطقة الأوجادين.. وهل سيحاربون «الأوجادينى» بالكاراتيه؟! وكانوا يقولون: هذه تكتيكاتنا.
نشأة «القاعدة»
قبل 25 عاماً من الآن وتحديداً فى شهر مايو عام 1986 أنشأ الدكتور عبدالله عزام، مصرى الجنسية والمولد، أول معسكر لتدريب المجاهدين العرب داخل الأراضى الأفغانية، واختار له اسماً يحمل صفات القوة والخطورة فى آن واحد وهو «عرين الأسد».
الدكتور عزام التحق بجماعة الإخوان المسلمين وهو لم يكمل عامه الخامس عشر، وتأثرت شخصيته كثيراً بالإمام حسن البنا وأفكاره معتبراً رسائل البنا هى الدستور الذى يجب أن تقوم عليه الحركة الإسلامية فى أى مكان وزمان.
الدكتور عزام كان يعمل أستاذاً بالجامعة الأردنية وكان خطيباً مفوهاً يلقى خطباً حماسية جعلت من شباب الجامعة فى الأردن يلتفون حوله وبدأ بالفعل فى تجنيدهم للالتحاق بالجماعة، وكان ذلك من أهم الأنشطة الإخوانية التى مارسها قبل أن ينتقل إلى العمل بجامعة الملك عبدالعزيز فى جدة عام 1981.
وفى أواخر عام 1981 طلب عزام من مدير الجامعة ندبه للعمل فى الجامعة الإسلامية الدولية فى إسلام أباد فى أفغانستان ووافق مدير الجامعة.
وكان سفره إلى أفغانستان بناء على طلب من كمال السنانيرى أحد أهم رجال التنظيم الخاص فى جماعة الإخوان المسلمين فى ذلك الوقت الذى التقاه فى الحرم المكى، وكان مسؤولاً عن ملف الجهاد فى أفغانستان وطلب منه السفر إلى هناك ليكون فى استقبال الشباب الوافد من مصر والسعودية والأردن وباقى البلدان العربية والإسلامية الذين يرغبون فى الجهاد.
كان الشباب الذين وصلوا إلى أفغانستان لا يتجاوز عددهم عشرة أشخاص عام 1986 وانضموا إلى عزام، ولكن عام 87 ازداد العدد ووصل إلى 120 عربياً بعد أن أسس أول معسكر تدريبى كان يتابعه بنفسه ويشرف عليه ويرصد المعارك حتى يقف على السلبيات ليعالجها.
كان يعاون عزام خبراء من جميع الجنسيات.. ولكن بعد أن انسحب الاتحاد السوفيتى من أفغانستان انتهى دور المجاهدين العرب، وأصبحوا خطراً على الولايات المتحدة التى فكرت فى التخلص منهم دفعة واحدة.
أوعزت الولايات المتحدة للمجاهدين العرب بإعادة الهجوم على مدينة «جلال أباد» الحصينة التى تحميها المدفعية الثقيلة، وبالفعل هاجم المجاهدون المدينة بأسلحتهم الخفيفة المتمثلة فى الرشاشات الآلية وحدثت مذبحة مروعة فى صفوفهم، وكان من بين الذين شاركوا فى المعركة «أسامة بن لادن» وشاهد زملاءه يقتلون.
نجح الأمريكيون فيما خططوا له بمساعدة من قادة أفغان وثيقى الصلة بها وبمساعدة من جهاز المخابرات الباكستانى، حسبما قال عزام بعد هذه المعركة، التى ندد فيها وللمرة الأولى بالولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنه محسوب عليها من قبل البعض.
تطورت الأمور سريعاً، وقتل عزام فى شهر نوفمبر من عام 1989، حيث انفجرت عبوة ناسفة فى الطريق الذى يسير فيه ذاهباً إلى المسجد، وقتل معه اثنان من أولاده وصديقه المرافق له، وكان أسامة بن لادن قد اختلف قبلها مع عزام وطلق فكره واعتنق أفكار أيمن الظواهرى الذى أصبح منظر التنظيم.
خلت الساحة أمام أسامة بن لادن بوفاة عزام الذى اتهم بإصدار الأوامر بالتخلص منه.
فى عام 1988 ظهر اسم «القاعدة» كمسمى للتنظيم الذى يتزعمه بن لادن الذى طلب عبدالله عزام منه فى وقت سابق تسجيل أسماء المجاهدين الذين يفدون إلى أفغانستان لتسجيل حركتهم، خاصة أن أعدادهم فى ازدياد، ورصد من أسماء من يقتل منهم أو يصاب فى العمليات. ونفذ أسامة طلب عزام وأصبحت هذه السجلات إدارة مستقلة بها جميع بيانات المجاهدين، ولكنها تندرج تحت مكتب خدمات المجاهدين وأطلق عليها عزام اسم «سجل القاعدة» ويحوى أسماء المعسكرات والمجاهدين، والجبهات وأنواع الأسلحة وعددها والأنصار وأعدادهم وأماكن تواجدهم وغير ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.