الرعب يصيب مواطني أسيوط بعد انتشار «الضنك»

تسود حالة من الرعب بين أهالى أسيوط من انتشار فيروس «زيكا»، بعدما أعلن الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان، مؤخرا، أن البعوضة الحاملة للفيروس موجودة الآن في المحافظة، التي عانت انتشار «حمى الضنك»، أغسطس الماضى، والتى تسببت في وفاة حالتين وإصابة العشرات.
وكشف مصدر بقسم الترصد الصحى بإدارة الطب الوقائى بالمحافظة، ل«المصرى اليوم»، احتمالية وجود ارتباط بين بعوضة «الزاعجة المصرية»، الناقلة ل«الضنك»، وفيروس زيكا، خاصة أن هناك تشابهًا وربطًا بين بيئة وأعراض المرضين، مؤكدا وجود 16 موقعا بمراكز «ديروط» و«القوصية» و«منفلوط» تنتشر بها البعوضة الناقلة للمرض، حيث تم تحديدها بعد إجراء المسح الوقائى لعينات أُصيبت في أغسطس الماضى ب«الضنك».
وقال مصدر بمديرية الصحة بالمحافظة إن مصادر التلوث الصحى لا تتجزأ، محذرًا من خطورة صرف كميات كبيرة من مخلفات محطة الصرف الصحى بمنطقة «عرب المدابغ» بمدينة أسيوط على مصارف الترعة السوهاجية الممتدة حتى قرى منفلوط، وذلك بسبب أن الطاقة الاستيعابية للمحطة أقل من حجم مياه الصرف القادمة من محطات الطرد، خاصة مع انتشار البعوض بالترعة بسبب اختلاط مياه الصرف الصحى بمياه الزراعات.
ملف فيروس زيكا
وقال ممدوح كامل، من الأهالى، إن انتشار الحيوانات النافقة، ومخلفات الزراعة في الترع والمصارف يسبب التلوث، وانتشار البعوض في قرى «ساو» و«كودية الإسلام» و«جرف سرحان» و«الحوطا» بمركز ديروط، ما يؤدى إلى إصابة الأهالى والأطفال بالعديد من الأمراض.
وحذر سلامة طه، من مركز القوصية، من أن المخلفات على ضفاف الترع والمصارف تكون بيئة جيدة لنمو وتكاثر الحيوانات والحشرات الضارة، خاصة البعوض الذي يعمل على نقل الأمراض بين المواطنين، مشيرا إلى أن انتشاره ليلا داخل المنازل يجعلهم يعيشون في رعب، خوفا من إصابتهم بأمراض جراء لدغاته.
وقال أشرف عبدالباقى، من مركز منفلوط، إن الأطفال يلهون بجوار المخلفات الزراعية والمصارف، نظراً لقربها من المنازل، ما يصيب عددا منهم بالأمراض، مؤكدا أن هناك حالات أُصيبت بمرض التيفود خلال الفترة الماضية، بسبب المياه الملوثة والطعام غير النظيف وسط تلوث البيئة المحيطة بالأهالى. وطالب عدد من أهالى المحافظة بتوفير تطعيمات للتلاميذ مع بداية الفصل الدراسى الثانى، خاصة مدارس القرى الموجودة بالمراكز التي ينتشر بها البعوض الحامل للأوبئة، كوقاية للأطفال أصحاب المناعة الضعيفة.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد أنور، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، أنه تم اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية، تحسباً لوصول فيروس «زيكا» بجميع مستشفيات مراكز ومدن المحافظة، التي استعدت لاستقبال أي حالات مصابة وحجزها وإخضاعها للعلاج الفورى، داعياً المواطنين إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من العدوى أو انتشار أي أمراض وبائية، مع تكثيف حملات رصد أي حالات وبائية تظهر في فصل الشتاء، فضلاً عن حملات التوعية والإرشاد للمواطنين.
وقال «أنور» إن المديرية اتخذت عددا من الإجراءات الوقائية، ومنها رفع الوعى بين الأطباء والمسافرين بشأن تطور فيروس «زيكا» والأماكن المصابة به، وذلك لسهولة اكتشاف المرض بين القادمين، وتعزيز اليقظة تجاه الكشف المبكر للحالات التي يُشتبه في إصابتها بالفيروس والتفرقة بينه وبين أمراض أخرى مشابهة ك«حمى الضنك»، علاوة على رفع الوعى بين أطباء التوليد والأطفال والأعصاب، للقدرة على الاكتشاف المبكر للمرض، والعمل على تأجيل التبرع بالدم للأشخاص المصابين أو الذين لهم تاريخ سفر للدول التي بها إصابة بالفيروس.
وأكد المهندس مصطفى رشدى، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، أن المديرية- بالتعاون مع مديرية الصحة- تعملان للقضاء على مسببات الأمراض، وشن حملات لرش الشوارع والميادين في جميع أنحاء المحافظة، للقضاء على البعوض والناموس، مشيرًا إلى أن الحملات تعمل بصفة دورية منذ أغسطس الماضى لضمان سلامة أبناء المحافظة، خاصة خلال الفترات الموسمية التي تنتشر بها الأمراض.
وقال عبدالفتاح أبوشامة، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، إن المديرية- بالتنسيق مع مديرية الصحة بالمحافظة- ستعقد لقاءات لتوعية الطلاب وأولياء الأمور بالأمراض ومُسبِّباتها، لافتا إلى طبع ملصقات ونشرها في جميع المدارس لزيادة التوعية لدى الطلاب.
وشدد المحافظ المهندس ياسر الدسوقى على رؤساء المراكز والقرى بضرورة رفع المخلفات وتطهير الترع وجمع القمامة من الشوارع بشكل دورى ومنظم، حفاظا على الصحة العامة للمواطنين، وأشار إلى أنه تم الانتهاء من أعمال تطهير ترعة الدلجاوى التي تمر بقرى مركز ديروط، باستخراج 60 طن مخلفات منها حتى الآن.