تدخل الحرب على داعش، منحى جديدًا، بعد استعداد المملكة العربية السعودية، توجيه ضربات لتنظيم داعش الإرهابي الإسلامية بطيرانها من الأراضي التركية. وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، السبت، أن السعودية ترسل طائرات إلى قاعدة إنجرليك العسكرية في تركيا لمحاربة تنظيم الدولة، مؤكداً دعم بلاده للاستعداد السعودية المشاركة في التدخل العسكري البري في سوريا. ويرى الدكتور وليد قزيحة أستاذ العلوم السياسية، بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن المملكة العربية السعودية لا تستطيع دخول سوريا، بمعزل عن موافقة روسيا وأمريكا. وأكد جاويش أوغلو، ضرورة التدخل البري في سوريا ضمن استراتيجية معينة، واستعداد بلاده والسعودية للمشاركة فيه. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن جاويش أوغلو إن السعودية ترسل طائرات إلى قاعدة انجرليك في تركيا لمحاربة تنظيم داعش. وكشف جاويش أوغلو عن أن القيادة السعودية أرسلت فرقاً استكشافية إلى تركيا لإجراء عدد من التحريات، وذلك تمهيداً لإرسال مقاتلاتها التي ستشارك في الحرب على التنظيم، وفقاً لما نشرته صحيفة ديلي صباح التركية. وأشار أيضاً إلى احتمال إرسال قوات برية سعودية إلى تركيا في حال لزم الأمر. ويقول قزيحة: «تركيا والسعودية يريدان إقامة منطقة عازلة في المنطقة الشمالية من سوريا منذ وقت طويل». ومن جانبها، علقت نورهان الشيخ، دكتورة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على إعلان «أوغلو» بعن إرسال السعودية طائرات حربية لقاعدة «انجرليك» التركية، قائلة «اعتقد أن هذه الخطوة جاءت بسبب إعلان كندا وهي حليف رئيسي للولايات المتحدةالأمريكية إنهاء ضرباتها الجوية في سوريا، وبعد أن بدأ دور التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في التراجع، واعتقد أن هذه الخطوة التي اتخذتها جاءت للحفاظ على التحالف واستمراره». تحذير روسي وعن الموقف الروسي، قال قزيحة، روسيا ترفض أي تدخل، وعلى استعداد لكل درجات الطوارئ لمواجهة الموقف. وأضاف قزيحة، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، لن تقف بجوار السعودية، مشيرًا إلى أن الرئيس أوباما لدية قضايا أهم في الوقت الحالي، من بينها استكمال تنفيذ الاتفاق مع إيران، والعلاقات مع الصين. وحذر رئيس الوزراء الروسي، دميتري ميدفيديف، في لقاء مع صحيفة «Handelsblatt» الألمانية، السعودية وحلفائها من الإقدام على ذلك الأمر لأنه سيؤدي ذلك إلى «حرب دائمة» قائلا: «كل أنواع العمليات البرية، عادة، تؤدي إلى حرب دائمة، كما حصل في أفغانستان وعدد من البلدان الأخرى، والعملية البرية ستقحم جميع المشاركين فيها في الحرب». وأوضح منسق الدراسات العليا بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، أن المشكلة الحقيقة ستكون في موقف روسيا، مضيفَا، أنه إذ حاربت السعودية تنظيم «داعش»، فقط، يمكن أن توافق روسيا على التنسيق، أما إذا تدخل الطيران السعودي في المعارك الدائرة في شمال سوريا وفي حلب، سيكون هناك مشكلة دولية كبيرة. وقال قزيحة: «السعودية تورط نفسها بالتدخل، لأنه لا يمكن تنفيذه فعليا دون تنسيق روسي». وترى «الشيخ» في تصريحات ل«المصري اليوم»، السبت، أن خطوة السعودية جاءت بعد أن باتت الولاياتالمتحدة لا تتدخل بشكل مباشر فأمريكا لم يعد بمقدروها المواصلة بمفردها وإدراة العمليات العسكرية بمفردها لأنها مكلفة كذلك هناك غياب للإرادة السياسية في الاستمرار». السعودية بين اليمن وسوريا وتساءل قزيحة، عن إمكانية تحمل المملكة العربية السعودية، التكلفة الاقتصادية في فتح جبهتين في نفس الوقت، في اليمن وسوريا، خاصة في ظل تراجع أسعار البترول. الأمر الذي اتفقت معه، نورهان الشيخ، الخبيرة في الشؤون الروسية «لا أعتقد أن السعودية قادرة على فتح جبهتين للقتال في اليمن وفي سوريا، كما أن الصراع في سوريا أشد ضراوة والممكلة هتتأنى وسيقتصر الأمر على الطائرات حربية دون الدخول البري حتى إن المملكة أخذت فترة طويلة قبل التدخل البري في اليمن واعتمدت بشكل كبير في البداية على الطائرات الحربية».
