الحمار والفيل.. رمزان رسميان للحزبين الديمقراطى والجمهورى فى الانتخابات الأمريكية، وإذا كان ذكرهما لا يستدعى فى الذهن العربى سوى صفتى البلادة والبدانة، إلا أنهما تحولا فى العرف السياسى الأمريكى إلى رمز للمنافسة الانتخابية المقصورة دوما على هذين الحزبين. وتدين السوق الرائجة لشعارى الحمار الديمقراطى والفيل الجمهورى ومشتقاتهما التجارية فى الولاياتالمتحدة، بالفضل لفنان الكاريكاتير الأمريكى، توماس ناست، الذى رسم فى مجلة «هاربرز» الأسبوعية، فى القرن التاسع عشر، كاريكاتيرا عنوانه «الحمار الحى يرفس الأسد الميت»، يظهر فيه حمار أسود «عنيد» كرمز للحزب الديمقراطى، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى». وبعد 4 أعوام، ألحقه برسم فيل مذعور وهائج مكتوب عليه «الصوت الجمهورى»، كناية عن انحراف الحزب برأيه عن مبادئ المجتمع الليبرالى الأمريكى آنذاك. وبدأت قصة إلهام «ناست» بالحمار أيقونة الديمقراطيين فى 1828، عندما اختار المرشح الديمقراطى لخوض سباق الرئاسة آنذاك أندرو جاكسون شعار «لنترك الشعب يحكم»، وسخر منافسه الجمهورى من الشعار ووصفه بأنه «شعبوى ورخيص»، فما كان من «جاكسون» إلا أن اختار حمارا رمادى اللون جميل المظهر وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية، وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه للدعاية لبرنامجه الانتخابى «الشعبوى» ضد منافسه «النخبوى» البعيد عن هموم شعبه. منذ ذلك الحين، أصبح الديمقراطيون يفخرون بحمارهم، بل يدللونه عبر تنظيم مسابقات لرسم أفضل بورتريه للحمار الديمقراطى وإطلاق أفضل الشعارات السياسية التى يمكن أن ترافق صورته. وظهر الفيل كشعار للحزب الجمهورى لأول مرة فى دعاية سياسية مساندة ل«لينكولن» فى الانتخابات التى فاز بها، لكن الفيل لم يتحول إلى شعار سياسى للجمهوريين إلا عام 1870، عندما عاد «ناست» ليعبر عن تذمره مما وصفه بخروج الحزب الجمهورى عن قيمه الليبرالية واختصر الحزب فى رسم كاريكاتورى لفيل ضخم مذعور يحطم كل ما تطؤه قدماه، كتب على جسمه عبارة (الصوت الجمهورى). وقال «ناست» إنه اختار الفيل الضخم للدلالة على كثرة المال لدى الجمهوريين إضافة إلى صوتهم الانتخابى.