توقعات بفشل مفاوضات «جنيف 3» قبل انعقاد مؤتمر بريطانيا لدعم سوريا

تستقبل العاصمة البريطانية لندن، غدا الخميس، المؤتمر الدولي «مساعدة سوريا والمنطقة» بهدف توفير التمويل اللازم للاحتياجات العاجلة للمتضررين من الأزمة السورية سواء من خلال الرعاية الصحية أو التعليمية أو توفير فرص عمل لهم.
ويستهدف المؤتمر، الذي يشترك في تنظيمه كلاً من بريطانيا وألمانيا والكويت والنرويج والأمم المتحدة، لجمع نحو 8.96 مليار دولار كمساعدات عاجلة لدعم الشعب السوري داخل الأراضي السورية وخارجها.
ووفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فقد 250 ألف شخص أرواحهم نتيجة الصراع الدائر في سوريا، بينما بلغ عدد النازحين إلى خارج الأراضي السورية حوالي 4.59 مليون لاجئ عام 2015 حسبما ذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويوجد 13.5 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر بالتزامن مع اجتماعات مؤتمر «جنيف 3»، الذي يشهد شدًا وجذبًا بين أطرافه فقد أعلن رئيس الوفد الحكومي السوري، بشار الجعفري، أن دمشق لن تقبل أي شروط مسبقة من أي أحد في حين تأخرت المعارضة عن المشاركة فيه.
وقال الدكتور سامح راشد، المتخصص في الشأن العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الغرض من استضافة بريطانيا لهذا المؤتمر هو الدعم الاقتصادي للدول الأوروبية المستضيفة للاجئين السوريين للحدد من إجراءاتها السلبية المتخدة ضد لاجئ سوريا.
وأضاف «راشد» أن الهدف من المؤتمر بالأساس هو دعم قضية اللاجئين لاسيما أنها تعد كارثة للدول المستضيفة العربية كالأردن والأوربية التي بدأت تغير موقفها تجاه اللاجئين، مشيرا إلى أن كل أطراف الصراع السوري لا تعطي أهمية للجانب الإنساني ما حيث كل طرف يسعى لخدمه مصالحه وحساباته الخاصة.
وحول مدي ارتباط مؤتمر دعم سوريا بجنيف 3، قال إن الربط بينهما ضعيف فالذي يقود المسار السياسي للأزمة هي روسيا والملف الإنساني غير موجود في حسابات الأخيرة.
وحول الدور الخليجي لحل الأزمة الإنسانية بسوريا، أشار إلى أن دول الخليج تقوم بالدور المطلوب منها في كل المحافل والمؤتمرات الدولية من خلال تقديم الدعم المالي.
وردًا على أن المؤتمر يستهدف جمع 9 مليارات جنيه، لفت إلى أن المؤتمر لن يستطيع تجميع هذا المبلغ فضلاً عن أن هناك بعض الدول تتنصل عن وعودها.
وفيما يتعلق بمؤتمر جنيف 3، أكد «راشد» فشل المفاوضات لعدة أسباب منها عدم وجود أجندة واضحة ومحددة والأطراف مختلفة على الوفود المشاركة كما أن الأسس المنعقدة عليها غير واضحة فالجانب الأمريكي يريد الاستناد إلى جنيف 1 بينما المعارضة السورية تريد الاستناد إلى قرار مجلس الأمن 2254.
وأشار إلى ان الهدف الأساسي من هذه المفاوضات هو تمرير الوقت فمن مصلحة واشنطن تمرير الوقت لأنها منشغلة داخليًا بالانتخابات الرئاسية فهي تريد إيجاد حلول تحت مظلة تفاوضية بينما الطرف الروسي لا يريد تحمل عبء العلميات العسكرية، والأكثر تضررًا من تمرير الوقت هو المعارضة السورية فتمرير الوقت في ظل مفاوضات غير واضحة وغير منصفة في غير صالحها.
وقالت الدكتور نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن عقد مسارات محتلفة كجنيف 3 ومؤتمر دعم سوريا يعقد حل الأزمة ولا يساعد على تسوية الصراع السوري السوري، مطالبة بوجود مسار واحد لحل الأزمة يناقش خلاله كل قضايا الدولة سواء من حيث أزمة اللاجئين أوالمساعدات الإنسانية أوالنظام الانتقالي.
وأضافت «الشيخ» أن مثل هذه المؤتمرات كأصدقاء سوريا ومساعدة سوريا تستخدم كمظلة لدعم المسلحين والتنظيمات الإرهابية.
وشككت «الشيخ» حول نوايا بريطانيا لاستضافتها مؤتمر دعم سوريا فلا توجد أجندة واضحة والأهداف غير واضحة والفئة المستهدفة غير واضحة، موضحة أن بريطانيا سياستها متشددة تجاه اللاجئين السوريين.