زلزال «الخدمة المدنية» ينهي حلم أغلبية «دعم مصر»

أنهى رفض قانون الخدمة المدنية أحلام «ائتلاف دعم مصر» في الحفاظ على أكثرية برلمانية متماسكة، سعى منذ انتهاء الانتخابات لتشكيلها بضم عدد كبير من النواب المستقلين إليه حتى بلغ عدد أعضائه حوالى 340 نائباً.
وكشف رفض القانون ب332 صوتاً وتأييد 150 نائباً فقط، من بينهم 120 عن القائمة، وعدد من نواب الوفد والمصريين الأحرار، عن عجز «دعم مصر» في حشد الأصوات لتأييد القانون خلال جلسة عاصفة استمرت حوالى 4 ساعات، اضطر خلالها الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، عضو الائتلاف، إلى رفع الجلسة نصف ساعة بعد ظهور اتجاه قوى لرفض القانون، إضافة إلى خروج الجلسة عن السيطرة وظهور حالة من الهرج بالقاعة.
هذا الأمر أكده النائب عماد جاد، حيث أشار إلى أن أغلب الأحزاب رافضة للقانون باستثناء ائتلاف دعم مصر، وأن المنصة فشلت في تمرير القانون لعدم وجود أكثرية داعمة له، مضيفاً ان «دعم مصر» مجرد «وهم» وثبت أنه لا وجود حقيقياً له.
وبدا واضحاً خلال الجلسة، ضعف «دعم مصر» في معركته لتأييد القانون، وهو ما دفع رئيس الائتلاف، سامح سيف اليزل، للحديث للمرة الأولى في الجلسة بطرح فكرة لإقناع الرافضين بالقبول بحل وسط، وهو تمرير القانون وتشكيل لجنة فورية لتعديله، لكن هذا الأمر أطاح به تصريحات النائب عبدالرحيم على، عندما أكد أن الشارع يرفض القانون، لأن دعاة الفوضى في مصر ينتظرون إقراره قبل 25 يناير، وإنه لو حدث ذلك ستدفع مؤسسات الدولة ومجلس النواب ثمناً باهظاً، وهو ما أثار ضجيجاً في القاعة وقابله النواب بالتصفيق.
من جانبها، أكدت مصادر ب«دعم مصر»، أن التصويت على قانون الخدمة المدنية أظهر وجود عشوائية داخل الائتلاف، سببت انقساماً داخله، ما أدى إلى عدم القدرة على حشد الأصوات لتأييد القانون. وقالت المصادر إن أحادية اتخاذ القرار داخل الائتلاف تسببت في فشل الحشد وعدم قدرة قيادة الائتلاف على تشكيل أكثرية مرجحة، وأظهرت العشوائية.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً كبيراً من أعضاء الائتلاف أكدوا عجز قيادة الائتلاف على دعم أي قرار، وهو ما ظهر في معركة وكيل المجلس، حيث إن الائتلاف فشل في دعم علاء عبدالمنعم، ما أدى إلى فوز السيد الشريف، بمقعد الوكالة، وكان السبب الرئيسى في ذلك دعم نواب الصعيد له من داخل وخارج الائتلاف.
وأضافت المصادر أنه يتم التحضير حالياً لاجتماع للائتلاف سيتم خلاله بحث أسباب فشله في تمرير «الخدمة المدنية»، وأسباب الانقسام الذي حدث بداخله، وكذلك أسباب خسارة علاء عبدالمنعم، في انتخابات وكيل المجلس، رغم وصوله إلى جولة الإعادة، وخسارته بفارق 4 أصوات عن سليمان وهدان.
ولفتت المصادر إلى أن الائتلاف سيتخذ إجراءات ضد المتسببين في الانشقاق داخله، كما سيسعى لضم أعضاء مستقلين جدد بعد خسارته لعدد من النواب المستقلين، رفضوا أحادية القرار، وما اعتبروه سيطرة وتبعية للائتلاف، مشيرة إلى أن الاجتماع سيشهد طرح فكرة اختيار قيادة جديدة للائتلاف.