«المرأة العربية» توثّق معاناة اللاجئات بفيلم تسجيلي (فيديو)

«اتخليت عن حلمي كرما لاسجل أخواتي بالمدرسة» تحكي طفلة سورية ما مرت به بعد اندلاع الأزمة الدائرة في بلادها، قبل أن يمنعها البكاء عن الحكي، فيما شكت سيدة تتبع البلد نفسه قائلة «أنا والولدين الصغار لوحدي، وقالولي من يومين انتي مفصولة من كارت الغذاء تبع الUN. منين بدي عيش أنا؟»، تلك شكوتين ضمن أُخَر نقلتها وسجلتها منظمة المرأة العربية عن اللاجئات، في إطار توثيقها لزيارة وفد تابع لها مؤخرًا لمخيمات دول الجوار السوري، عبر فيديو نشرته، الأحد، على قناتها الرسمية في موقع «يوتيوب».
واستهلت المنظمة، الفيديو الذي تبلغ مدته نحو 7 دقائق، بكلمة قصيرة توضح الوضع القائم في البلاد العربية فيما بعد الأزمة السورية وتدفق اللاجئين إليها، نصّها «تبذل الدول المضيفة قصارى جهدها لدعم اللاجئين، رغم أعدادهم الكبيرة، والتي تصل أحيانًا إلى ما يوازي ربع عدد المواطنين. وفي ظل ما تواجهه هذه الدول من تحديات هائلة، ينبغي مدّها بالدعم الدولي الذي يكفل لها الاستمرار في توفير الضيافة الكريمة للاجئين».
وأظهر الفيديو، المصحوب بتعليق صوتي بالعربية وترجمة مكتوبة بالإنجليزية، لقطات لمعاناة اللاجئين، وأخرى لجولة الوفد الذي رأسته السفيرة ميرفت تلاوي، مدير عام المنظمة، داخل المخيمات، مشيرًا إلى أن الجولة جرت بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وذكرت المنظمة أن لبنان تضم أكثر من مليون و100 ألف لاجئ سوري هم المسجلون رسميًا، معلقة بالقول «وفي أوضاع غير آدمية، تعيش المرأة السورية مع أطفالها فريسة للفقر والجهل والمرض»، ونقل الفيديو عن لاجئات شكواهن من الظروف العصيبة المحيطة بهن، كالاستبعاد بعضه من «كروت الغذاء» التي يعتمدن وأطفالهن عليها للحصول على قوت يومهم.
ونقلت المنظمة صورة أخرى من مخيم الزعتري في شمال الأردن، وذكرت أن الجهود هناك «عاجزة» عن تغطية احتياجات نحو مليون لاجئ سوري، كما نقلت من العراق عبر الفيديو لقطات لمخيم لاجئين، ذكر أن عددهم يبلغ نحو مليوني سوري، وطالبت بتدخل سريع، خاصة في ظل وجود «نازحين» عراقيين، وذلك للحيلولة دون تكرار «مأساة الشعب الفلسطيني».
وبثت لاجئات سوريات في العراق، عبر الفيديو، شكواهن من انتقالهن من «خراب للاشئ»، مع قلة الغذاء ومعاناتهن كأمهات من هذا الأمر، كما ذكرت المنظمة أن عدد اللاجئين المسجلين رسميًا في مصر يبلغ 130 ألف لاجئ، فيما تقدره إحصاءات غير رسمية بنحو نصف مليون.
وأكدت المنظمة أن اللجوء أمر لا يُسأل عنه الدول العربية أو دول الجوار فحسب، لأنها «قضية دولية، نظرًا لطبيعتها الإنسانية والآثار الضخمة المترتبة عليها»، كما شددت على حرص وفدها على إعلان توصيات الزيارة، والتي كان منها «إيجاد حل سياسي لأنه السبيل الوحيد لإعادة اللاجئين لديارهم، وتفعيل القانون الدولي الإنساني لحماية المرأة في النزاعات المسلحة، وتسوية المشكلات القانونية المتعلقة باللاجئين مع الدول المضيفة، وتوفير الخدمات التعليمية والصحية والمراكز التدريبية والاجتماعية ووسائل الانتقال داخل المخيمات، وإعطاء أولوية لوضع المرأة في النزاعات المسلحة في الأجندة المستقبلية للأمم المتحدة».