كلوب x كلوب: خمسة عناصر ستسهل مهمة ال«نورمال وان» في ليفربول

منذ توقيع فيرناندو توريس مهاجم أتليتكو مدريد للريدز في 2007، لم يصحب أي صفقة لليفربول هذا الكم من الصخب والإثارة والترقب كما حدث بعد توقيع المدير الفني السابق لدورتموند يورجن كلوب، يوم الجمعة الماضي، ليتولي إدارة النادي الإنجليزي الأعرق والأكثر تتويجًا لثلاث سنوات مقبلة مقابل خمسة ملايين جنيه إسترليني في العام، ترتفع لسبعة بتحقق عدة شروط منها التتويج بلقب البريمييرليج والتأهل لدوري الأبطال.
«كلوبو» كما يلقبه لاعبوه وجماهيره في السيجنال إيدونا بارك، ملعب البوروسيا الشهير، كان قد تنحى عن إدارة أسود الفيستيفاليا عقب الموسم الماضي، معلنًا أنه سيأخذ فترة للراحة، ومعلنًا كذلك أن العرض الوحيد القادر على إغراءه بقطع تلك الراحة سيكون من ليفربول.
يدٌ تمتد لتلمس شعار الريدز على الدرجات المؤدية لملعب الأنفيلد..«في الماضي كنت معدمًا لا أملك أي أموال»..قوس وسهم روبن هود اللذان تفوقا على بازوكا البايرن..لقطات في مسيرة كلوب أخذت تعاقده مع ليفربول لما هو أبعد، لا ليس مجرد مدرب واعد قد يصنع شيئًا، رودجرز مدرب واعد، كلوب حلم، وأجمل ما في الحلم هو أنه مشترك، هو تمنى تولي المهمة الأصعب وهي لم تكن لتحلم بأفضل منه، والمثير أن الأمر لم ينتهي بعد، بل أنه على وشك الوصول لذروة الإثارة حينما يبدأ كلوب في كتابة النهاية بطريقته الخاصة، قد يصنع ملحمة تصلح كقصة رائعة قبل النوم، وقد لا يفعل، لكن الكل متأكد أنه سيصنع أكثر الفترات إثارة في الربع قرن الأخير من عمر النادي، لذلك الكل متحمس، وبجنون.
الجنون ليس غريبًا على الألماني كذلك، الذي لقب نفسه في المؤتمر الصحفي الإفتتاحي بال«نورمال وان»، في إشارة لمؤتمر تقديم مورينيو مديرًا فنيًا لتشيلسي في 2003، لكنه في الحقيقة أبعد ما يكون عن المعتاد، وربما يكون اللقب الذي أطلقه إيان أيرز رئيس الريدز هو الأوقع..«يمكنك أن ترى القليل من شخصية البروفيسور المجنون في عينيه»، بالطبع لن يلقب أحد شينجي كاجاوا بال«سُجُقة» إلا إذا كان على شيء من الجنون.
جنون ممتع، جنون جذاب، جنون لا يخلو من تواضع وقصة كفاح ملفتة، لذا لفترة طويلة لا يستطع أحد تذكرها، لم يستطع أي مدرب أن يحظى بنصف الحب والتقدير الذي حظي به كلوب عبر ثمان سنوات تولى فيها تدريب دورتموند من كل مشجعي اللعبة بلا إستثناء، الرجل في حرب دائمة معلنة مع بايرن ميونيخ خصمه الأبرز، رغم ذلك يتمناه عشاق البافاري مدربًا لفريقهم بدلاً من جوارديولا، هذا يلخص الأمر.
ولأننا – شأننا كشأن كل عشاق اللعبة – نحب كلوب، سنحاول في هذا التقرير لفت الإنتباه لخمسة نقاط قد تساعد النورمال وان في مهمته الجديدة.
- نادي أكبر
ليفربول لم يفز بالدوري منذ 25 عامًا، لكن هذا لا يجعله من أندية الوسط، مقارنة سريعة بين دخل الريدز وميزانيتهم لمثيلتها في دورتموند، ستؤكد أن الألماني لن يعاني بنفس القدر، على الأقل لن تتسوق قطط أوروبا السمينة في ساحته الخلفية بنفس المعدل.
- الكل في كلوب
النورمال وان سيحظى بصلاحيات شبه مطلقة، وستكون له الكلمة الأولى والأخيرة في إستقدام اللاعبين وبيعهم، عكس رودجرز، الذي عانى كثيرًا من تدخلات لجنة الإنتقالات الخماسية، طبقًا لتصريحاته على الأقل، كما سيحظى الألماني بجهازه الفني الذي عاونه في دورتموند، متضمنًا مساعديه زيلايكو بوفاتش وبيتر كرافيتس.
- البركة في الشباب
بإستثناء الحارس مينيوليه (27 عام)، سكرتل (30 عام)، جيمس ميلنر (29 عام)، لوكاس ليفا (28 عام) وآدم لالانا (27 عام) فكل لاعبي قائمة ال18 للريدز تتراوح أعمارهم بين 19 و26 عامًا، كلوب يجيد تطوير الشباب والشباب قد يقتلون أنفسهم من أجله، هذا أمر له قوة القانون في كرة القدم ولم يعد خفيًا على أحد.
- إختراع البروفيسور
عطفًا على النقطة السابقة، فمن المعروف بالبديهة أن كلوب يقدم نوعًا من كرة القدم يعتمد بالأساس على الضغط الكاسح من المقدمة وشن الهجمات المرتدة السريعة من مواقع متقدمة، الجيجن بريسينج كما يسمونه Gegenpressing، تلك الطريقة تتطلب مستوى معين من اللياقة البدنية ومعدلات الجهد سيوفره معدل أعمار الريدز المنخفض، خاصة في خيارات الهجوم وصناعة اللعب: بنتيكي، ستوريدج، إنجز، أوريجي، فيرمينو، كوتينيو، وحتى ماركوفيتش المعار الذي يبدو أنه سيعود للأنفيلد قريبًا.
- ميراث الريدز
يتحدث الجميع عن صعوبة المهمة وتركة تاريخ الريدز البائس عبر 25 عامًا خالية من لقب الدوري، لكن المزيج المثير الذي يقدمه كلوب بين الواقعية والشغف ليس مثقلًا بتاريخ لم يصنعه، بدلاً من ذلك هو يأتي إلى إنجلترا بلا عقد من أي نوع، الألماني متفوق بالفعل على كل من مورينيو وبيليجريني في المواجهات المباشرة، بينما تفوق عليه أرسين فينجر وفان جال بفارق مباراة واحدة، ربما لأن الثلاثي أبناء فروع عدة من نفس المدرسة الكروية.