ما الذي تعلمناه من الجولة الثامنة للدوري الإنجليزي؟

مرت الجولة الثامنة للدوري الإنجليزي بشكل مثير ومفاجئ كعادة الجولات السابقة لهذا الموسم.
تشيلسي واصل السقوط والبداية الأسوأ للنادي ولأي حامل لقب سابق في البرميرليج، مانشستر سيتي استعاد القمة مرة أخرى بعد أن فقدها الجولة الماضية، بينما سقط مانشستر يونايتد في 20 دقيقة أمام أرسنال؛ ليخسر قمة الترتيب ويحقق أرسنال انتصاره الأول على اليونايتد بعد غياب 4 مواسم كاملة في البرميرليج.
الجولة شهدت أيضا انتهاء القيادة الفنية لبريندن رودجرز من ليفربول، وسبقه بساعات قليلة ديك أدفوكات مدرب سندرلاند.
نستعرض معكم أبرز النقاط التي شهدتها تلك الجولة:
1- مورينيو يغرق
لا أحد يعلم متى سيعود تشيلسي للطريق الصحيح هذا الموسم، في كل جولة ننتظر الإجابة ويتضح أننا سننتظر للجولة التالية، وهكذا.
«تشيلسي» حامل لقب البرميرليج لموسم 14 /15، والذي كان المرشح الأبرز قبل انطلاقة الموسم الحالي للحفاظ على لقبه، نال هزيمته الرابعة هذا الموسم، متجاوزًا عدد الهزائم التي نالها الموسم الماضي، الفارق أنه نال 3 هزائم واستقبل 15 هدفا الموسم الماضي من أصل 38 مباراة في الموسم الماضي، لكنه تلقى 4 هزائم واستقبل 16 هدفا في 8 مباريات فقط من الموسم الحالي، كارثة حقيقية هي ما يمر بها النادي اللندني الأزرق.
مورينيو يبدو أنه فقد زمام الأمور، أو أنه فقدها بالفعل، فكما ذكرنا لا أحد يعلم متى سيعود تشيلسي مع خوض الفريق ل12 مباراة في مختلف البطولات لموسم 15 /16، 4 انتصارات فقط هي محصلته مع 6 هزائم وتعادلين، بالإضافة للمشكلة الأبرز والأوضح وهي الهشاشة الدفاعية باستقبال هدفين أو أكثر في المباراة على مدار 9 مباريات من أصل 12 مباراة لعبها الفريق هذا الموسم.
بعد آخر مباراة والتي خسر الفريق تقدمه بهدف، لسقوط مدوٍّ بثلاثية أمام الضيف القوي ساوثهامبتون، خرج المدرب مورينيو بتصريحات حول بقائه واستمراره وأنه الوحيد القادر على إعادة الفريق لوضعه الطبيعي، كل هذا كان حديثا مفهوما من المدرب صاحب الإنجازات والسمعة الكبيرة، لكن المدرب أخذ منحى آخر في حديثه بعد المباراة وأخذ يتحدث عن أخطاء التحكيم وعن ركلة جزاء، أجمع جميع الخبراء والمحللين والمعلقين على عدم صحتها واستحقاق لاعب تشيلسي «فالكاو» الإنذار لادعائه السقوط، إلا أن البرتغالي المثير للجدل دائمًا اتهم طاقم التحكيم بالافتقار إلى الشجاعة، ثم تحدث عن «الجميع» الذين دائمًا ما يرغبون في رؤية تشيلسي يسقط وأن يكون في موقف سيئ كما هو الحال الآن .
حديث مورينيو عن المؤامرات وتكالب الجميع لإسقاط البلوز تكرر كثيرًا ، ونتذكر جميعًا تصريحه الموسم الماضي عن وجود "حملة" تحكيمية لإسقاط تشيلسي، قبل أن يُعاقب على أثرها بغرامة مالية من قبل الاتحاد الإنجليزي، ثم اعتذر بعدها عن ذلك التصريح في مرحلة متقدمة من الموسم
بالمناسبة، تصريح الموسم الماضي جاء أيضًا بعد مباراة الفريق ضد ساوثهامبتون، وبسبب أيضًا عدم احتساب حكم المباراة ركلة جزاء للاعبه "فابريجاس".
مورينيو في ورطة، ويكفي أن نعلم أنه لم يسبق لأي فريق بدأ الموسم بشكل مماثل ونجح بنهاية الأمر من الوصول لأبعد من المركز الخامس بنهاية الموسم، واستمرار مورينيو وتشيلسي بهذا المردود قد يعني أن مالك النادي سيتدخل لتعديل الوضع، فإبراموفيتش (مالك النادي) لن يجازف ويخاطر بفكرة خسارة فريقه فرصة التأهل لدوري الأبطال، كما أن فقدان النقاط المستمر مع الهشاشة الدفاعية الواضحة يظهران وكأنهما ليس لهما آخر في هذا الموسم.
1- ألكون أجويرو .. والمدرب الذي حرمه من دخول التاريخ
بداية من الدقيقة 42 وقبل نهاية الشوط الأول ب3 دقائق، وحتى الوصول للدقيقة 62 من عمر الشوط الثاني، انفجر إعصار سيرجيو أجويرو في وجه دفاعات نيوكاسل يونايتد.
20 دقيقة هي كل ما استلزمه مانشستر سيتي بقيادة أجويرو لتسجيل 6 أهداف، قضوا بها تمامًا علي نيوكاسل الذي كان قبلها متقدمًا بهدف نظيف وأضاع فرصة لتعزيز تقدمه في أكثر من مناسبة.
أجويرو، نجم العرض، خرج بنصيب الأسد مع تسجيله 5 أهداف من أصل 6 أهداف، ليعادل أرقام الهدافين الكبار السابقين الذين سبق لهم تسجيل 5 أهداف في مباراة واحدة في البرميرليج (ألان شيرر – أندي كول – جيرمين ديفوه – ديمتار بيرباتوف).
أجويرو سجل أسرع خماسية في تاريخ البرميرليج، 20 دقيقة بالتمام والكمال، قبل أن يتدخل مدربه ويسحبه من الملعب لحساب ويلفريد بوني في تبديل غريب وغير مفهوم، ولا يمكن أن نفكر فيه سوى أن المدرب بليجريني قرر أن يرفق بنظيره مكلارين وفريق نيوكاسل.
التاريخ يقول إنه لا يوجد لاعب سجل أكثر من 5 أهداف في البرميرليج من قبل، وأجويرو كان مشتعلًا، ويشعل أي شيء يقترب منه من مدافعي نيوكاسل الذين كانوا في حالة لا يرثى لها أمام تفجر الأرجنتيني الرهيب الذي سجل 4 أهداف في أقل من ربع ساعة مع بداية الشوط الثاني، وكان من الممكن أن يزيد اللاعب من غلته التهديفية وبالأخص مع تبقي نصف ساعة تقريبًا علي نهاية المباراة، مع ضياع تام لدفاع نيوكاسل وفشل كل محاولات المدرب مكلارين لإيقاف اللاعب الرهيب من التسجيل، إلا أن حل الإيقاف جاء علي يد مدربه هو، التشيلي مانويل بيليجريني.
1- الإصرار والرغبة الكبيرة قد يعيدان اللقب لأرسنال
لا أحد توقع ما حدث في معركة يوم الأحد بين أرسنال ومانشستر يونايتد، فقط 20 دقيقة هي كل ما استلزمه المدفعجية لإنهاء المباراة بتسجيلهم 3 أهداف، قضوا بها على المباراة تمامًا قبل نهايتها الفعلية ب70 دقيقة.
لاعبو أرسنال وكأنهم يردون على كل المنتقدين ويدافعون عن مدربهم الفرنسي الذي يتلقى اللوم على كل خطأ وكل مشكلة تحدث، انتشروا في الملعب بشكل رائع وضغطوا بشكل رهيب على لاعبي اليونايتد وجعلوهم يفقدون الكرة بسهولة، ثم قدموا درسًا رائعًا في سرعة الارتداد الهجومي وحطموا واحدًا من أقوى دفاعات الموسم في 20 دقيقة، بل سجلوا هدفين لا يفصل بينهما من المدة الزمنية سوى 74 ثانية (الفارق بين الهدف الأول والهدف الثاني).
أرسنال أمتع وأبدع، وصدم اليونايتد تمامًا وأضاع فوزًا أكبر مما حققه بإضاعة رامسي وجيرو وأوزيل لأهداف محققة أخرى، رغبة اللاعبين كانت واضحة في الفوز، والفوز بشكل جمالي رائع أيضًا، قدموا أداءً جعل الجميع يتساءل: "لماذا لا يلعب أرسنال جميع مبارياته بهذه الطريقة والأسلوب والروح العالية؟".
ما قدمه أرسنال أمام مانشستر يونايتد كان مميزًا، ويدعم فكرة ترشحه للمنافسة على الحصول على لقب البرميرليج، أرسنال فقط عليه أن يتعامل بشكل جيد مع المباريات، ويعلم كيف يتعامل مع المباريات المختلفة.
ما قدمه أرسنال يوم الأحد كان أمام واحد من المرشحين الأبرز على اللقب، استغل الدعم الجماهيري والشحن المعنوي، وصدم الضيوف بشكل واضح، لكن فينجر ولاعبيه عليهم أن يدركوا أن كل منافس له أسلوب في التعامل، ولنا في مباراة أرسنال أمام مانشستر سيتي الموسم الماضي في ملعب الاتحاد درس واضح، شكل وأداء مختلف تمامًا، لكن وقتها أرسنال خرج فائزًا 2-0، وهذا ما على أرسين فينجر ولاعبيه إدراكه، تغيير سياسة وأسلوب اللعب كما ينبغي وفي التوقيت السليم، هذا ما يمكن لأرسنال من خلاله الوصول للقب الغائب عن خزائن النادي منذ 11 عاما.
1- المسمار الأخير في نعش رودجرز
لم يكن التعادل الأخير لليفربول مع إيفرتون هو السبب الرئيسي لإقالة رودجرز بعد المباراة بساعات قليلة، فإيفرتون ليس بالمنافس السهل، وملعب الجوديسون بارك ليس بالملعب الخفيف على الضيوف، وليفربول نجا من هزيمة كانت بالإمكان لولا تألق الحارس منيوليه.
نية إقالة رودجرز كانت مبيتة وحاضرة منذ الموسم الماضي وبعد الأداء المخيب في دوري الأبطال، إدارة النادي اتخذت سياسة الصبر وإعطاء الفرصة كاملة وتزامن هذا مع أداء استثنائي للفريق في بداية عام 2015 استمر ل3 أشهر تقريبًا، قبل أن يعود الفريق لسلسلة النتائج المخيبة وما تلاها من إنهاء الموسم بشكل مخيب، بل كارثي عندما تلقى الفريق الهزيمة القصوى على مدار البرميرليج بسداسية أمام ستوك سيتي.
ملاك ليفربول في الموسم الماضي امتلكوا فرصتين ذهبيتين للتخلص من رودجرز، المدرب الذي وصل لعامه الرابع (في الموسم الحالي) مع الفريق دون أي ألقاب، الفرصة الأولى جاءت عقب الخروج من نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي أمام أستون فيلا وانتهاء الموسم بشكل رسمي للنادي العريق بدون ألقاب، أما الفرصة الثانية فجاءت بعد النهاية الكارثية للنادي في البرميرليج موسم 14 /15 والسقوط المدوي في ملعب بريطانيا ستاديوم أمام ستوك سيتي ب6 أهداف مقابل هدف وحيد، لكن إدارة النادي وبشكل عجيب ومستفز لجماهير النادي، قررت الإبقاء عليه ومنحه فرصة أخرى للموسم الرابع على التوالي.
رحيل رودجرز كان منتظرا هذا الموسم بعد أن قدم أداءً متواضعًا حتى عندما كان فريقه يفوز ويحقق الثلاث نقاط، فليفربول لم يعد ذلك الفريق الممتع الذي يقدم كرة جميلة وجذابة، انتصارات بشق الأنفس، الأداء الوحيد القوي والجيد هذا الموسم ظهر أمام أرسنال وتحديدًا لمدة 45 دقيقة في ملعب الإمارات وكان الفريق سيئ الحظ لعدم التسجيل.
بعدها نال الفريق أقصى هزيمة على ملعبه (بفارق 3 أهداف) أمام ويست هام يونايتد، لتفتح أبواب النار في وجه المدرب، تلاها سقوط في ملعب الغريم التقليدي مانشستر يونايتد بثلاثية أيضًا، جعلت الجماهير تصرخ وتطالب برحيل المدرب، ثم الفشل في هزيمة نورويتش سيتي الصاعد حديثًا للبرميرليج هذا الموسم، وما تلاه من أداء مخيب أمام أحد أندية الدرجة الرابعة في بطولة الكابيتال وان، كل هذا جعل حساب المدرب يتراكم عند الإدارة التي اختارت الوثوق به وتركته يصرف الملايين على صفقات في هذا الصيف لإعادة النادي لمكانة "محترمة" في البطولات المحلية أو الأوروبية، وهو على ما يبدو ليس ما في الطريق.
ملاك ليفربول اختاروا حل إقالة رودجرز، والبحث عن مدرب شهير لإعادة النادي لوضعه الطبيعي، في وضع يليق بعملاق إنجليزي وواحد من أفضل الأندية في تاريخ إنجلترا والقارة الأوروبية والعالم كله، حل قد يبدو مرضيا لجماهير الريدز، لكن يبقى أن الإدارة عليها تفسير سر التأخر في هذا القرار، سر ترك رودجرز يجلب صفقات في الصيف الماضي بمبالغ تخطت ال80 مليون باوند، ثم جلب مدرب جديد قد لا يرى نفعًا في تلك الصفقات.