انتهت الجولة السادسة للدوري الإنجليزي، مساء الأحد، والتي شهدت خسارة أرسنال أمام تشيلسي بسيناريو معتاد، وفوز مانشستر يونايتد على ساوثهامبتون، والسقوط الأول لقطب المدينة الآخر، مانشستر سيتي، كما شهدت ما يبدو أنه المسمار الأخير في نعش بريندن رودجرز في ليفربول. إذن، ما الذي تعلمناه من تلك الجولة؟ 1- أنتوني مارسيال على طريق النجاح أنتوني مارسيال سجل 3 أهداف من 3 تسديدات على المرمى في الدوري الممتاز مع مانشستر يونايتد. «أنتوني مارسيال» هو أول لاعب تحت 20 عاما في تاريخ البرميرليج يسجل أهدافا في أول مباراتين له. يا لها من بداية للفرنسي الشاب، 3 أهداف في مباراتين، هداف مانشستر يونايتد بعد مرور 6 جولات في البرميرليج، صاحب ال19 عاما الذي قدم لصفوف النادي في آخر أيام موسم الانتقالات في صفقة مثيرة للجدل جعلته أغلى لاعب في فئته العمرية على مستوى تاريخ كرة القدم. مدربه فان جال خرج بعد مباراة ساوثهامبتون، وخفف الضغط عنه بتذكير الجميع أن هذا النجم يبلغ فقط من العمر 19 عاما، لايزال أمامه وقت ليتعلم ويستقر ويصبح أقوى مما هو عليه، لكن يجب أن يتذكر الكل أنه لاعب صغير السن. مارسيال يبدو مليئا بالثقة، أهدافه ال3 التي سجلها شهدت «رباطة جأش» رائعة من اللاعب في إنهاء الفرصة وبهدوء، المستقبل يبدو مشرقا للاعب الفرنسي الشاب الصاعد الذي شبهه البعض بأسطورة أرسنال والبريمييرليج تييري هنري. 2- ويست هام، المطارق التي تضرب الكبار في عقر ديارهم: «هذا الفريق (ويست هام) لم يهزم أرسنال وليفربول على ملعبيهما بالحظ». هكذا كان تعليق مانويل بيليجريني على نتيجة مباراة الفريق (مانشستر سيتي) أمام الضيف ويست هام، الذي ألحق بمتصدر الترتيب الهزيمة الأولى له هذا الموسم في البطولة. سلافين بيليتش، مدرب الفريق اللندني، قام بعمل كبير في صفوف الفريق، من حيث التنظيم الدفاعي والشراسة الهجومية، فيكفي أن تعلم أن ويست هام الذي حقق 3 انتصارات من 19 مباراة خارج ملعبه في موسم 14/15، حقق نفس الرقم «3» انتصارات من أصل 3 مباريات خارج ملعبه في موسم 15/16، أي بنسبة نجاح 100%. ويست هام لم يكتف فقط بتحقيق 3 انتصارات خارج ملعبه، بل إن الفرق التي نالت الهزائم كانت أرسنال وليفربول ومانشستر سيتي، فرق القمة في إنجلترا والقارة الأوروبية. تكتيك بيليتش الذي أعتمد بشكل واضح على الصلابة الدفاعية «ركن الباص» بحسب ما صرح به المدرب الكرواتي، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة واستغلال الفرص المتاحة من الضربات الثابتة أو اللعب المفتوح، تكتيك يسير بنجاح كبير، ويست هام لأول مرة في تاريخه يهزم أرسنال ومانشستر سيتي وليفربول على ملاعبهم في موسم واحد في البرميرليج.. تطور رهيب للهامرز الذي اكتسب سمعة «قاهر الكبار» هذا الموسم عن جدارة واستحقاق. في انتظار مواجهة المطارق (الهامرز) مع تشيلسي ومانشستر يونايتد. في انتظار مواجهة المطارق (الهامرز) مع تشيلسي ومانشستر يونايتد. 3- مقاتلي ليستر 4 مباريات متتالية، يعود فيها ليستر سيتي من التأخر للتعادل أو الفوز، محققًا 6 نقاط بدلًا من صفر، ومحافظًا على سجل متميز عن باقي فرق البرميرليج، الكبير منها والصغير في هذا الموسم، الفريق الوحيد الذي لم يتعرض للهزيمة بعد مرور 6 جولات في البرميرليج. لابد أن نقر ونعترف أن دور المدرب رانييري ظهر بشكل كبير مع الفريق، فعودة الفريق أتت بعد أن كان منهزما في الشوط الأول أمام بورنموث وأستون فيلا وستوك سيتي، قبل أن يدخل الشوط الثاني بقوة وحماس ويعود ويعدل النتيجة، بل وفاز على أستون فيلا في آخر 18 دقيقة من المباراة، سجل فيها 3 أهداف في واحدة من أشهر «العودة من التأخر في النتيجة» في تاريخ البرميرليج. هذا بالإضافة للتعادل مع توتنهام بعد أقل من دقيقة من تسجيل السبيرز لهدف التقدم في آخر 10 دقائق من المباراة . ليستر سيتي يقدم موسما متميزا، وجميع عناصر الفريق متفوقين بشكل واضح، الأمور تسير بشكل محبب للفريق، علاقة المدرب باللاعبين، دعم الجماهير المتواصل التي لم تتوقف عن التشجيع للحظة سواء كان الفريق متأخرا بهدفين (كما حدث أمام أستون فيلا وستوك سيتي) أو الفريق متقدما، تبقى فقط للفريق تحسين أداء الخط الخلفي للفريق الذي استقبل أهداف في جميع مباريات البطولة حتى اللحظة، الأمر الذي دفع مدربهم رانيري لدعوة لاعبيه على وجبات بيتزا مجانية إذا حافظوا على نظافة شباكهم أمام ستوك سيتي، وهذا ما فشل فيه الفريق في تحقيقه، للمباراة السادسة على التوالي، لكن الفريق عاد من التأخر على ملعب بريطانيا ستاديوم الصعب (ملعب فريق ستوك)، وحافظ على سجله نظيف من الهزائم متفوقًا على جميع الفريق الكبرى في البطولة في هذا. 4- متى سيتعامل فينجر تكتيكيًا بشكل سليم في المواجهات الكبرى؟ حينما يعتدي لاعب على 3 لاعبين بدون كرة، ولا يحتسب ضده أي أخطاء طيلة فترة تواجده في المباراة التي تخطت ال80 دقيقة، بل يتسبب في طرد لاعب الخصم بسبب استفزازاته، ويتسبب في إفساد الديربي اللندني بسبب تصرفاته، ربما لا نستطيع أن نلوم أحدا وأولهم أرسين فينجر على الغضب في ردود الأفعال والتصريحات بعد المباراة من تصرفات وأسلوب دييجو كوستا، وما آلت إليه المباراة من جراء هذا. لكن عندما تنظر إلى النتيجة النهائية والتي تعني أن فينجر فشل في تحقيق أي نتيجة إيجابية على ملعب ستامفورد بريدج للموسم الرابع على التوالي، بل إن النادي فشل في هزيمة تشيلسي في بطولة الدوري للمباراة ال8 على التوالي (تشيلسي لم يخسر في 8 مباريات متتالية ضد آرسنال للمرة الأولى في تاريخ البرميرليج (فاز في 5 وتعادل 3)، تتعجب من كيفية اعتبار أرسنال منافسا كبيرا ومنافسا محتملا على اللقب، وتتعجب أكثر من صبر إدارة أرسنال على هذا المدرب الذي دأب على الفشل في التعامل مع المواجهات الكبرى في السنوات الأخيرة. أرسين فينجر أستمر في مسلسل تخييب أمال جماهير المدفعجية، فخروج لاعبين من فريقه بالورقة الحمراء لم يكن ظلما، كلا اللاعبين كازورلا وباوليستا أستحقا البطاقة الحمراء، الجدل كان في بقاء كوستا في أرضية الملعب من البداية بعد اعتدائه على كوسيلني وباوليستا، والذي تسبب لاحقًا في طرد البرازيلي. أرسنال المرشح للقب البرميرليج لم يسجل أي هدف في آخر 482 دقيقة لعب ضد تشيلسي في الدوري الممتاز، بل إنه من الأرقام الغريبة والصادمة للنادي أن أرسنال حصد 22 نقطة فقط من أصل 75 نقطة ممكنة في آخر 25 زيارة للستامفورد بريدج والأنفيلد والاتحاد والأولد ترافورد بالبريمييرليج، ملاعب الخصوم الكبار في إنجلترا، 22 نقطة في ال8 مواسم السابقة، بالإضافة لمباراة الفريق أمام تشيلسي في الموسم الحالي. الخلل واضح في أرسنال وهو التعامل الفني في المباريات الكبرى، فنتائج الفريق على ملعبه أمام الكبار في السنوات الأخيرة أيضًا ليست بالجيدة، فالفريق الموسم الماضي حصد 5 نقاط من أصل 12 في الموسم الماضي 14/15، وحصد 6 نقاط في الموسم قبل الماضي 13/14 على النقيض تمامًا من نتائج فينجر تشيلسي بقيادة مورينيو ربح 24 من أصل 43 مباراة في الدوري الممتاز ضد آرسنال/مان سيتي/مان يونايتد/ليفربول (تعادل 15 خسر 4 فقط)، هذا بالإضافة إلى أن تشيلسي في آخر موسمين جمع 20 نقطة من أصل 24 أمام الخصوم ال4 الكبار على ملعب الستامفورد بريدج. العجوز الفرنسي فقد سحره التكتيكي تمامًا، المدرب الذي صنع ربيع أرسنال بداية من سنة 1996 وحتى نهاية موسم 2004 عندما حقق لقب فريد للبرميرليج لم يحققه أي مدرب آخر حتى الآن بالفوز بالبطولة دون أي هزيمة، لكن الفرنسي في السنوات الأخيرة حول أرسنال من منافس على اللقب لفريق صاحب أهداف معينة بعيدة عن الألقاب الكبرى، سوء الإدارة في سوق الانتقالات، ومن بعدها سوء الإدارة الفنية للمباريات، فينجر عليه أن يقدم حلولا سحرية تكتيكية أفضل من ذلك إذا أراد أن يعيد أرسنال إلى ما كان عليه، أو عليه بالرحيل من الإدارة الفنية للنادي ويكتفي بما قدمه من خيبات للفريق في المواسم الأخيرة من خسارة بطولات كبرى والهزائم الثقيلة أمام الأندية الكبيرة الأخرى.