من يقود الأهلي؟ مانويل جوزيه «ابن النادي»

قرر مجلس إدارة النادي الأهلي، برئاسة محمود طاهر، الإطاحة بالجهاز الفني للفريق الأول بالكامل بمن فيهم علاء عبدالصادق، المشرف العام على الكرة.
في تاريخ النادي الأهلي القديم والحديث سوف ترى إجماعًا من قبل الملايين من محبي وعشاق القلعة الحمراء على بعض الشخصيات في النادي سواء كانوا لاعبين أو إداريين مثل صالح سليم ومحمود الخطيب ومحمد أبوتريكة، ولكن هناك مدير فني فرض نفسه بشخصيته ومبادئه التي توافقت مع قيم ومبادئ القلعة الحمراء ليجد تأييدًا وحالة من العشق من قبل الجموع الأهلاوية داخل وخارج مصر.
اعتدنا سرد السيرة الذاتية لجميع المدربين المرشحين لتولي قيادة القلعة الحمراء ولكن مع مانويل جوزيه أنت لا تحتاج لسرد فقط تذكر اسمه وهذا يكفي لجميع جماهير كرة القدم المصرية وليس جمهور الأهلي فقط.
المدير الفني البرتغالي هو في الأصل مشجع أهلاوي قبل أي شيء، ذو شخصية صارمة يعلمها القاصي والداني، يتمنى التدرب تحت قيادة أي من لاعبي الفريق الحاليين بل أي لاعب داخل القارة السمراء، عند الخسارة يخرج أمام الجميع ويحمل نفسه المسؤولية، أما في الغرف المغلقة فيعرف كيف يعاقب لاعبه المتخاذل، ويحفز لاعبه المقهور، ويعنف لاعبه المتعجرف المتعالي، ويستفز داخلهم جميعًا حب الكيان وبذل أقصى جهد لإسعاد الجماهير وتحقيق الإنجازات الجماعية التي سينتج عنها إنجازات فردية بكل تأكيد.
الطاووس البرتغالي قاد القلعة الحمراء لتحقيق أرقام قياسية إعجازية، وسيطر على الكرة في القارة السمراء بعد تربعه على قمة الكرة المصرية، بل ووصل بالأهلي لمنصات التتويج العالمية ولم يكتف بالمشاركة في كأس العالم للأندية بل نجح في تحقيق المركز الثالث في البطولة موسم 2006.
سحر جوزيه وسر إنجازاته مع الأهلي يكمن في الثقة نعم الثقة التي زرعها في نفوس لاعبيه من أول موسم له مع الفريق بل من أول مباراة، حيث نجح في تحقيق الفوز على ريال مدريد وفرح لإسعاد الملايين من جماهير الأهلي، ولكن رفض الإفراط في الفرحة فقد قال وقتها للاعبيه عليكم أن تصدقوا أنفسكم نعم تستطيعون مقارعة الكبار وتحقيق الفوز عليهم ولكنها مباراة ودية نحتاج للطموح لنعمل على تحقيق البطولات والإنجازات معًا.
مانويل جوزيه القادم من البرتغال الذي لم يتربى داخل جدران القلعة الحمراء كان محملًا بما يكفي من قيم ومبادئ الأهلي جعلته يعاقب الحارس الأول في مصر بل وفي القارة الأفريقية كلها بسبب خطأ له في حق فريقه، قام بوأد وقتل كل بوادر الفتن داخل فريقه من قبل أي لاعب مهما كانت قيمته الفنية في الفريق ففي مباراة ريال مدريد أشرك كافة اللاعبين الشباب وقوبل بهجوم حاد من نجوم الفريق أمال سمير كمونة والذي طالب بالاحتراف وقتها وعنفه جوزيه بشدة في المران على مرأى ومسمع من جميع زملائه ليكون عبرة لهم وهو ما حدث بالفعل واتعظ الجميع وعرف كل منهم دوره... وبالمناسبة هذا ما يحتاجه الأهلي.
مانويل جوزيه على المستوى الفني كان للفريق تحت ولايته شكل فني واضح وكنا نرى جميعًا الجمل التكتيكية التي تنفذ والأهداف المكررة والتشكيل الثابت لسنوات وليس لمباريات وتعويض الغيابات مهما كان اسم وقيمة اللاعب الغائب، الأهلي مع جوزيه عرف طعم الفوز خارج مصر، ذاق طعم الانتصارات على فرق شمال أفريقيا أمثال الترجي والنجم والصفاقسي التونسيين، والرجاء البيضاوي المغربي وشبيبة القبائل واتحاد العاصمة الجزائريين.
مانويل جوزيه عرف قيمة الأهلي الحقيقية والتي تكمن في مبادئه وقيمه وعرف من خلالها طريقه للوصول لقلوب وعقول عشاق ومحبي القلعة الحمراء، بالطبع هو مكسب مهما مر الزمان فهو يعرف في الأهلي كيف يدير الأمور فقط في ظل مناخ مناسب يُفضل العمل من خلاله.