كوكو استغل نقاط ضعف مانشستر يونايتد.. والخاسر الأكبر هو فان جال

سقط فريق مانشستر يونايتد أمام مضيفه بي اس في إيندهوفن بنتيجة 1-0 ضمن منافسات الجولة الأولى لدور المجموعات من المجموعة الثانية لدوري أبطال أوروبا.
وقبل اللقاء بدا أن مانشستر يونايتد يعاني بقوة في الإلتحامات الهوائية الأمر الذي بدا واضحا في مباراة ليفربول، بالإضافة إلى ضعف الفريق في التعامل مع المرتدات لنرى كتيبة الشياطين الحمر تسقط بسهولة أمام مزارعي هولندا.
مساحات تظهر بقوة في الخط الخلفي، وإن كانت خسارة مانشستر يونايتد الكبيرة متمثلة في إصابة لوك شاو، إلا أن الهدف الثاني على سبيل المثال لا الحصر جاء من جهة دارميان.
والآن إلى تحليل الخاسرين والفائزين :
لماذا خسر مانشستر يونايتد؟
لا شك في أن التضخيم الإعلامي هو آفة في بريطانيا في المجمل، وهذا ما يحدث لماريتال المهاجم الفرنسي الشاب، لا يوجد أدنى شك في موهبته هو سريع ومراوغ وينهى الفرص بشكل جيد، لكن فان جال تسرع بشدة بالدفع به أساسيا في مباراة مهمة مثل هذه، خاصة مع العنف المبالغ به من دفاع الكتيبة الهولندية، فان جال كان يعرف أن دفاع إيندهوفن قوي للغاية وعنيف ويرتكب الأخطاء أمام منطقة الجزاء، ففضل
الدفع بمارتيال لأن الجميع يرى بأنه تأقلم لمجرد تسجيله هدفا في خط دفاع مرتبك من الأساس في الدوري الإنجليزي فكانت النتيجة أن المهاجم الفرنسي لم يحصل على فرصته كاملة، كما أن تبديلات المدرب الهولندي كانت متأخرة بغض النظر عن مشاركة روخو فبدا الأمر واضحا، الأرجنتيني سيصبح قلب دفاع وبليند يتحرك للجهة اليسرى فلم نرى الفريق يعاني في غياب شاو.
المعاناة الحقيقية كانت من جهة ماكسيم ليستيني، الذي استغل تراجع وضعف دراميان وارتباك يونج في المساندة الدفاعية خاصة مع تبديله الأماكن مع ديباي، الأمر الذي جعل الظهير الإيطالي لا يعلم كيف يساند فريقه ورأينا الهدف الثاني يأتي من جهته ومن كرة عرضية.
دفاع مانشستر يونايتد تلقى هدفين من كرتين عرضيتين، الأولى ارتباك وعدم تناغم تشعر وكأن اللاعبين لا يتحدثون في الملعب، ليسوا متناغمين بما يكفي ورأينا هذا الإرتباك في الخط الأمامي للفريق أيضا، وخطأ آخر لفان جال هو اشراك هيريرا في العمق بجوار شفاينشتايجر مما أرهق شفايني الذي كان يدافع ويساند العمق ثم يتقدم للربط بين الخطوط في حين أنه كان من الأفضل أن يشترك شنايدرلين بجوار شفايني لغلق أية مساحات ممكنة مادمت ستتحول في كثير من الفترات من 4-2-3-1 إلى 4-3-3 فهيريرا ليس بساحر وماتا نسى كيف يلعب كصانع ألعاب ربما.
تشكيلة الشياطين الحمر افتقرت للعمق الخططي، كان من الأولى ان نرى فيلايني أساسيا ومارتيال يشارك كبديل لماتا لكنا رأينا الحسابات صحيحة، لكن سقط المدرب ضحية لمحاولته الفاشلة في استغلال عنف خط إيندهوفن وخسر شاو وهي خسارة أكبر من النقاط الثلاث.
لماذا فاز بي إس في إيندهوفن؟
في البداية يجب أن تشيد بالمدرب فيليب كوكو، هو يلعب بطريقة 4-3-3، ومحاولة الاستحواذ على الكرة أمر صعب للغاية نظرا لقوة مانشستر يونايتد في ذلك حاليا، الفريق يعتمد بشكل كلي على الأطراف والكرة السريعة والاندفاع البدني والكرات الهوائية وهو مانجحوا فيه بجدارة ضد الشياطين الحمر.
بغض النظر عن تسبب هيكتور مورينو في إصابة شاو إلا أنه قدم مباراة ممتازة وساهم في هدف ربما لم تكن لتسكن الشباك لولا مساعدة بليند، كذلك ماكسيم ليستيني، أهم ما ميز بي اس في هو التزامهم الكبير بتنفيذ مخططات كوكو ببراعة، الإرتداد السريع استغلال الجانب الأضعف وهو الأيمن وبالفعل تم هذا وسجلوا هدفا.
كوكو ليس بساحر، ربما أهدى فان جال المباراة للكتيبة الهولندية بتبديلات خاطئة وقرارت غريبة لكن الهدية الحقيقية هي استغلال نقاط الضعف بالطريقة الأمثل وهز شباك الخصم مرتين من خلال نقاط ضعفه، المرتدات السريعة وضعف الفريق في التعامل مع الإلتحامات الهوائية، كوكو تعامل مع اللقاء بشكل جيد وهدوء كبير وتقبل هدية صديقه فان جال.
أغرب قرارات كوكو كانت بالدفع برينيت الظهير الأيمن كظهير أيسر، لكننا وجدنا جوشوا يقدم مباراة ممتازة مثله مثل زميله الظهير الأيمن آرياس، تمكن كوكو من حل مشاكل خط وسط على الأقل من العمق حينما تألق هندريكس في تشكيل جدار صلب رفقة كلا من بروما ومورينو، مما جعل كلا من بروبر وخواردادو يبدوان وكأنهما لا يقدمان شئ، فتراجع بروبر للخلف لمساندة الخط الخلفي، في حين أن صانع الهدفين ليستيني تألق واستخدم الجبهة اليمنى كأنها له، تلك التشكيلة لم تخذل مدربها أبدا.
حتى البدلاء الذين شاركوا وهما شارس ولوكاديا كانا جيدين لكن مشاركتهما جاءت لإراحة الثنائي ليستيني وخواردادو الأول قدم كل ما لديه وأصابه الإرهاق والثاني أصابه سمولينج، في المجمل كانت الليلة لفيليب كوكو الذي أثبت انه مدرب لا يعرف الإستسلام أبدا.
من هو أفضل لاعب؟
من دون شك هو البلجيكي الذكي ماكسيم ليستيني، اللاعب استغل عدم مساندة سواء ماتا أو يونج أو حتى ديباي لدارميان وسوء مستوى الظهير الإيطالي وعدم إشراك فان جال لفالنسيا في الوقت المناسب، لنراه يصول ويجول ويصنع.. كان متألقا فوق العادة.
من هو أسوأ لاعب؟
إنه خوان ماتا بكل تأكيد، ماذا قدم ماتا ضد إيندهوفن؟ لا شيء على الإطلاق وأتته كرة أمام الشباك وليس المرمى من شفاينشتايجر، كرة جميلة للغاية، مرت بغرابة من أسفل قدم ماتا الذي لم يعرف أحد فيما كان يفكر في تلك اللحظة!
في النهاية، قد تكون ضربة بداية سيئة للغاية، خسارة شاب اكتشف طريق التألق، و3 نقاط كانت في المتناول لكن نقاط الضعف التي لم يعالجها المدرب كانت كفيلة بجعل الليلة ليلة خالصة لمزارعي هولندا.