حقق فريق إنتر ميلان فوزا هاما على ضيفه ميلان بنتيجة 1-0 في المباراة التي جمعت بين الفريقين ضمن منافسات الأسبوع ال3 من الدوري الإيطالي. ويعد هذا هو السقوط الثاني لميلان بعد الخسارة أمام فيورنتينا في الجولة الأولى، بينما حقق إنتر ميلان العلامة الكاملة، وحينما نتحدث عن فريق لديه مدرب جديد ويحاول تغيير الشكل ومهمته أصعب نسبيًا من مانشيني الذي يمتلك كل مقومات النجاح فماذا حدث؟ تواجه الفريقان في وقت سابق في ودية لكن ميلان ميهايلوفيتش كان له الكلمة العليا في ذلك الوقت انضباط تكتيكي وقوة هجومية ومرتدات سريعة واصطفاف دفاعي جيد لكن تشعر دومًا أن هناك قطعة ناقصة. على الجانب الآخر إنتر مانشيني لازال يعاني، الدوري لم ينتهي بعد، إنها فقط 3 أسابيع ولا تعبر عن أي شئ، على الرغم من أن الفريق يمتلك عناصر قوية للغاية إلا أن روبيرتو لم يجد الخلطة القوية المناسبة بعد. إذًا.. لماذا خسر ميلان؟ خسارة ميلان لم تكن متوقعة بتلك الطريقة، ميهايلوفيتش قام بعمل ممتاز في فترة قصيرة، لكن القطعة الناقصة تكمن في عناد المدرب نفسه، ربما هذب بالوتيلي واستعمل تشيرشي جيدًا وأشرك بولي في وقت مناسب لكنه مصر إصرار غريب على البدء بهوندا وهذا ما اعاق ميلان، اللاعب لم يكن متزنا وميلان كان يلعب بطريقة 4-3-1-2 أي أن هوندا دوره كان الربط بين الفريق بأكمله ولا يمكنك ابدًا أن توكل تلك المهمة للاعب متردد ومن الواضح ان ثنائية أدريانو وباكا يعيبها شئ، ما فكيف سارت الأمور؟ محورا إتزان ميلان كانا كوتشكا وبونافينتورا كلاهما قدم مباراة ممتازة ويبدو أن «ميها» وجد ثنائي متميز وفي العمق مونتوليفو، ربما لم تكن أفضل مبارياته على الإطلاق لكنه قدم مباراة لا بأس بها، مع مشاركة بالوتيلي بدلًا من باكا كانت نقطة تحول بعض الشئ فيبدو أن ماريو يحاول بدء صفحة جديدة فعليًا، لكن كان يجب أن يشارك بدلًا من لويز أدريانو الذي كان ضعيفًا وساهم في إهدار فرص فريقه بدلًا من إنهائها داخل شباك الإنتر. في المجمل ميلان لم يقدم مباراة سيئة، بالعكس، بغض النظر عن كرة الهدف، فالروسونيري قدموا مباراة تشي بمستقبل جيد وفي تطور، ما يحدث لهم حدث لمانشستر يونايتد مع فان جال على سبيل المثال لا الحصر، في البداية ميهايلوفيتش بحاجة لبعض الوقت والوصول لشكل نهائي ثابت لتشكيلته، تكتيكاته واضحة لكن يعيبها أن الخط الدفاعي مكشوف بعض الشئ ودييجو لوبيز أخطأ في تقدير الكرة، لكن الفريق أصبح يخلق فرصًا تهديفية من خلال استخدام مهاراتهم الفردية وهذا يشي بأن المدرب أعاد جانب كبير من الثقة المفقودة للاعبين. الفريق أيضًا يسدد من بعيد ولو حالف بونافينتورا الحظ في نهاية المباراة وسدد جيدا على المرمى لهز شباك إنتر ميلان، ورأينا عرضيات، المحاولات الأكثر على المرمى كانت لصالح الفريق الخاسر، قدموا اداءًا جيدًا لكنهم لازالوا مفتقرين للحبكة التي تقودهم لهز شباك الخصوم وتخلي سينيسا عن فكرة إشراك هوندا، ولا بأس بإشراك بولي في دور دفاعي وإعطاء بونافينتورا مهمة هوندا، فاللاعب أثبت أنه يطور من نفسه ويمكنه أن يتحمل المسئولية خلال الفترة الحالية على الأقل. ميلان خسر بتسديدة ولم يخسر من اللعب المفتوح، جوارين الذي قدم مباراة ممتازة استغل مساحة في العمق يحاسب عليها قلبي الدفاع ومونتوليفو بطيء الإرتداد هو السبب في سقوط ميلان، نسب الإستحواذ متقاربة فقط بعض التناسق والوقت ونرى الفريق يقدم عروضا جيدة مع مدربهم المجتهد لكن لازال عليه وضع بعض التحسينات على الخط الخلفي وخط الوسط إن أراد ان يصل بعيدًا هذا الموسم. لماذا فاز إنتر ميلان؟ مستوى إنتر ميلان تحت قيادة مانشيني توجد عليه العديد من علامات الإستفهام، لديه تشكيلة قوية للغاية، وقام الفريق بعدد من الصفقات المتميزة، لكن لازلنا نرى فريق ضعيف في بناء الهجمة، سجلوا 4 أهداف وتلقت شباكهم هدفا. ربما لازال مانشيني يبحث عن بعض التوازن لكن بحساب بسيط على الورق لبعض الأسماء الموجودة في الجانبين واللعب بنفس الطريقة تقريبا 4-3-1-2 لذا هناك أسماء قادرة على صنع الفارق هنا تظهر الفروق الفردية وأيضا يظهر تفوق المدرب المتميز لكن مانشيني لم يكن متميزا، فقط المهارة الفردية من جوارين هي ما قادت إنتر ميلان لقمة جدول الترتيب. في المباراة سقط إنتر ميلان في فخ خطير وهو ارتكاب الأخطاء على حافة منطقة الجزاء منح ميلان فرص تهديفية كتلك كانت لتكون مقلقة لو أن الروسونيري يستخدمونها بقوة ربما كادوا ان يسجلوا فعليا لولا الحظ واشياء أخرى، بالإضافة إلى السقوط في مصيدة التسلل، كيف لمدرب يرغب في إظهار تميزه واستغلال اندفاع الخصم من أجل التعادل وهو يلعب بتكتيك متشابه أن يسقط فريقه في فخ التسلل مرارا وتكرارا؟ ولماذا يشرك بالاسيو وليس بيابياني؟ ومشاركة تيليس كانت متميزة فاللاعب أظهر أن إنتر ميلان يمتلك البدائل لكن من الواضح ان المدرب الإيطالي لم يعرف بعد كيف يخرج من مأزق استعمال الأسماء الموجودة بحكمة.