يعد نادي كولتورال ليونيسا من أقدم الأندية الإسبانية حيث تأسس في عام 1923 في مدينة ليون ويعد النادي الوحيد الذي نجح في تمثيلها بدوري الدرجة الأولى (الليجا) حيث كان هذا الأمر في موسم 1955-1956. في 2011 شهد النادي واحدة من أتعس اللحظات في تاريخ كرة القدم بمدينة ليون، في ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقده قائد الفريق، سانتي سانتوس، وبكى خلاله حيث قال إن النادي قارب على الفناء بسبب مشاكله المادية. حينها كانت الادارة قررت إلغاء قطاع الناشئين، بل ووقعت بالفعل على الأوراق التي تعني اختفاء النادي الذي كان عاني من قرار هبوط إداري من دوري الدرجة الثانية (ب) إلى الدرجة الثالثة (رابع تصنيفات كرة القدم الإسبانية) والتي يتنافس فيها 360 فريقًا يصعد منها 18 فقط إلى الثانية (ب) في كل عام. تمكن كولتورال ليونيسا بفضل تبرعات الجماهير والتزام لاعبيه من الصعود للدرجة الثانية (ب) مجددًا في 2013 حيث تولى في تلك الفترة مجلس مؤقت إدارة النادي وظل يبحث عن مشترين محتملين حتى ظهرت أكاديمية (أسباير) القطرية التي استحوذت على النادي مقابل مليون و700 ألف يورو وسددت الديون المتراكمة عليه مؤخرا. وأصبح النادي الإسباني بهذه الطريقة بمثابة أحد مراكز الأكاديمية، التي تهدف ضمن أشياء أخرى لإنشاء منتخب قطري قوي وقادر على المنافسة في مونديال 2022، في الخارج وداخل واحدة من أكثر البلاد تميزا في مجال الكرة وهي إسبانيا. ولكن ما هو السبب وراء إقدام الأكاديمية على هذه الخطوة؟ لتفهم الأمر يجب تناول الخطة التي يتم تنفيذها منذ 2007 عن طريق برنامج (آسباير فوتبول دريمز) الذي يحمل طابعا تنمويا إنسانيا ورياضيا دوليا ظاهريا ويرتكز على ترويج الكرة في الأماكن الأكثر فقرًا بالعالم. وتستغل الأكاديمية ومقرها الدوحة هذا الأمر للتموضع في سوق أمريكا اللاتينية وشرق آسيا وأفريقيا لالتقاط المواهب صغيرة السن وتجنيسها، كما يحدث تحديدا في فرعها الموجود في السنغال. في الوقت الحالي وبعد شراء كولتورال ليونيسا أصبحت هناك فرصة مزدوجة للأكاديمية: حيث تتمثل الأولى في إرسال لاعبين قطريين للعب بين صفوف الفريق، وبالتالي يكتسبون قدرا أكبر من الخبرة في الاحتكاك، حتى ولو في درجات أقل في الكرة الإسبانية أو محاولة تجنيس لاعبين أوروبيين منذ الصغر لأجل مونديال 2022. تجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الحالي يوجد الكثير من المدربين والمعدين والإداريين الإسبان بأكاديمية (آسباير) في الدوحة مثل روبرتو أولابي وفيليكس سانشيز وخوان لويس ديلجادو وأليكس جارسيا وأوسكار فرناندز. هذا كما أنه بالتوازي مع مشروع (آسباير فوتبول دريمز) يوجد برنامج آخر بدأ في 2010 هو (هوب) والذي يعتمد على إرسال لاعبين تقل أعمارهم عن 18 عاما للحصول على التأهيل اللازمة في أندية أوروبية وقع معها على اتفاقيات خاصة مثل ريال مدريد وفياريال وريد بول سالزبورج. ومثلت الخطوة التي اتخذتها الأكاديمية طوق نجاة لكولتورال ليونيسا الذي كان على شفا الإفلاس لإعادة إطلاق مشروعه الرياضي، ولكن اختيار (أسباير) لناد غير مشهور نسبيا كان لأنها ترغب في أن تتم العملية بشكل سلس دون ضغط إعلامي. وجرى الإعلان رسميا عن عملية الاستحواذ في يوليو الماضي لتعلن الأكاديمية عن إنشاء ما سمته المركز الدولي لتأهيل اللاعبين في كولتورال ليونيسا والذي ضم هذا الصيف ثمانية لاعبين تتخطى أعمارهم 18 عاما وتقل عن 20 قادمين من فرعي الأكاديمية في الدوحةوالسنغال ومشروع (هوب). لم يتوقف الأمر عند هذا بل إنه تم تسجيل أربعة لاعبين منهم ضمن الفريق الأول ويمكنهم المشاركة في المنافسات تحت قيادة المدرب خوان فرناندو الذي توقع ألا توجد مشاكل في تأقلمهم على الرغم من الخلافات الثقافية. ومن أصل أربعة لاعبين سجلت أسماؤهم بالفريق الأول يوجد قطريان هما تميم المهيزع (19 عاما) وسلطان حسين البريكي 19 عاما، والاثنان المتبقيان هما النيجيري ستيفيت بابولولا (19 عاما) والاكوادوري سباستيان مينديز (18 عاما). ويلعب في الفريق الثاني لكولتورال ليونيسا الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية لمقاطعة ليون عقب عودته من الفناء في 2013 أربعة لاعبين هم صانع الألعاب القطري حسام حسنين (19 عاما) بجانب النيجيريين ألفيس ياموا وحسن أوي بالات وأوشي بول آسو.
