بالفيديو: الومضات الأخيرة لديربي ميلان في زمن ما قبل «إنترستيلر»

مستندًا على كتف غريمه بالقميص الأحمر والأسود روي كوستا، بينما ينظران مع بقية العالم بكل الدهشة إلى طوفان من حمم الشماريخ القادمة من «كورفا نورد» قررت أن تنهي المباراة وقتما أرادت، لم يكن ماركو ماتيراتزي يدرك أن عشر سنوات فقط ستكون كافية لتحويل ديربي «لا مادونينا» من المباراة الأكثر جاذبية في كرة القدم العالمية والعلامة المسجلة لكل لقاءات الجيران في العالم، إلى مجرد مباراة بين فريقين في منتصف الجدول يبحث متابعوها عن مقهى يوافق على عرضها لهم بدلًا من مباريات «البريمييرليج» والدوري الإسباني.
لم يبق إذن سوى بقية من الشغف ومشاهد من آخر ومضات ما كان يومًا ما عنوانًا لأكثر الأشياء أصالة في كرة القدم، تحتفظ بها ذاكرة عشاق الإنتر في زمن لم يكن فيلم «إنترستيلر» قد حل محل «النيراتزوري» في صدارة كلمات البحث عن هذا الإسم.
إنتر «3-2» ميلان «11 ديسمبر 2005»:
أدريانو أمبراطور الدقيقة تسعين، بعد ثلاث سنوات من غياب الفوز والتفوق المطلق للجار الأحمر محليًا وأوروبيًا، كانت كل الأمور مهيأة لفوز جديد لميلان في الديربي، ومع جلوس هداف الإنتر سابقًا كريستيان فييري على دكة الميلان، حملت المباراة سببًا يضيف المزيد من الغضب، لكن المفاجأة جاءت من الطرف الآخر من المدينة.. «أدريانو» و«مارتينز» يتقدمان مرتين للإنتر ويعدل «شيفشنكو» وياب ستام لميلان، لكن الإمبراطور البرازيلي أبى إلا أن يكون هو من يضحك أخيرًا، عندما ارتقى فوق الجميع في الدقيقة الأخيرة ليضع برأسه هدف الفوز ويكتب لنفسه بداية، تحولت في وقت لاحق إلى أحد أكبر المواهب المهدرة في كرة القدم الحديثة.
إنتر «4-3» ميلان «28-6-2006»:
فيلم ل«تارانتينو» في السان سيرو، هيرنان كريسبو من الأحمر إلى الأزرق مجددًا، أول ديربي بعد «الكالتشيوبولي»، «بيرلو» و«جاتوزو» و«نيستا» وأسماء أبطال العالم مع إيطاليا في ميلان، أمام ممثل الإنتر الوحيد في تشكيلة الأتزوري، وهو «ماتيراتزي»، وثلاثة أهداف كاملة ل«كريسبو» و«ستانكوفيتش» و«إبرهيموفيتش» يتقدم بها الإنتر، قبل أن يرد ميلان بهدف ل«سيدروف» ويعقب عليه «ماتيراتزي» بهدف رابع يمارس بعده هوايته في استفزاز «الميلانيستا» ليطرد على الفور تاركًا المجال للميلان للعودة بهدفين ل«جيلاردينو» و«كاكا» لم يكونا كافيين لمنع فوز الإنتر، الذي مضى للنهاية ليحصد «السكوديتو»، بينما انطلق ميلان لبطولته الأوروبية السابعة في نهاية الموسم.
إنتر «2 -1» ميلان «11 مارس 2007»: ليلة القبض على «رونالدو»
كانت نظرات زلاتان إبراهيموفيتش التي اختلط فيها الانبهار بالاستياء للظاهرة «رونالدو» قبل ضربة بداية المبارة عنوانًا لكل ما حدث فيها، «رونالدو»، بعد كل الحب والتعاطف وإصابتين بالرباط الصليبي قبل الرحيل لمدريد، يعود إلى ميلان، لكن بالألوان غير المناسبة لجماهير المدرج الشمالي، التي استخدمت ما يقرب من ثلاثين ألف صفارة للترحيب بعودة الظاهرة ل«الجيوزيبي مياتزا»، صفارات سكتت بعد يسارية نادرة لرونالدو تستقر في شباك الحب الأول، وتتقدم للميلان، قبل أن يحمل «إبرا» على عاتقه مسؤولية إصلاح ما أفسده الرجل الذي كان يحتفظ بصورته على جدران غرفته في مدينته مالمو، ويعيد الإنتر بهدف تعادل صنعه بنفسه للمجتهد المنسي دائمًا خوليو كروز، ثم يرد «كروز» الدين ويصنع لإبراهيموفيتش هدف الفوز، لتعود الصفافير للسيطرة مرة أخرى على أجواء ملعب لا يمل من المفارقات.
إنتر «2 – 0» ميلان «24-1-2010»: الرجل الخاص ضد الجميع
بعد رباعية ممتعة في ديربي الدور الأول توقع الجميع فوزًا مريحًا للإنتر، الذي ينافس على كل الجبهات، أمام ميلان، الذي يعاني محليًا وقاريًا.
هدف الأرجنتيني دييجو ميليتو المبكر يعزز التوقعات برباعية جديدة، أو ربما رد لسداسية الميلان الشهيرة في التسعينيات، لكن «تصفيقة» ويسلي شنايدر، التي لم ترق كثيرًا للحكم جانلوكا روكي، دفعت «النيراتزوري» لإكمال ساعة من اللعب بعشرة لاعبين أمام ميلان، الذي انتفض لانتهاز الفرصة، لكنها كانت ليلة «مورينيو» الذي لم يجلس على الخط منذ طرد «شنايدر»، حتى عندما عززت ركلة «بانديف» الحرة تقدم فريقه بالهدف الثاني استمر «مورينيو» واقفًا كأنه اللاعب الناقص في التشكيلة.
الإنتر أكمل المباراة بتسعة لاعبين، بعد إبعاد «لوسيو» أيضًا، لكن شباكه بقيت نظيفة حتى مع ضربة جزاء ميلانية من الساحر رونالدينيو، تصدى لها مواطنه جوليو سيزار، لتتحول هذه المباراة إلى نقطة انطلاق لقطار قاده «مورينيو»، لم يتوقف إلا ومعه الثلاثية التاريخية في ملعب البرنابيو.
إنتر «4-2» ميلان «6 مايو 2012»: الأغنية الأخيرة لجيل ذهبي
في الليلة الأخيرة للكثير ممن صنعوا الحدث في عشر سنوات أخيرة من فخامة الديربي، سجل إنتر الثلاثية لمرة أخيرة ليقدم عرضًا بعيدًا عن كل الضغوط ويفسد ليلة ابن ضال آخر هو زلاتان إبراهيموفيتش، الذي سجل هدفين لم يكونا كافيين لإنقاذ ميلان من الخسارة في آخر مبارياته على «سان سيرو»، قبل الانتقال لأموال باريس سان جيرمان، لأن بطل نهائي مدريد دييجو ميليتو كان قد قرر ألا يخرج هذا الجيل في وداعيته للديربي إلا بفوز يستحقه، فأضاف «هاتريك» أخير لأهدافه التي لن تسقط أبدًا من ذاكرة جمهور الأزرق والأسود، قبل أن يختتم دوجلاس مايكون الاحتفال بتسديدة لخص بها كل الجنون الذي حفلت به مسيرته مع الإنتر، ليحتفل جمهور الإنتر، ربما للمرة الأولى، بتتويج غريمه الآخر يوفنتوس، بعد أن حرم ميلان من كل آماله في المنافسة، قبل أن يدخل قطبي مدينة القديسين والموضة نفقًا مظلمًا لم يغادراه حتى الآن.