كان نقيب الأشراف عمر مكرم زعيما شعبيا للمصريين ويتمتع لديهم بمكانة علمية ووطنية وشعبية رفيعة، وهو مولود في 1750 بأسيوط وانتقل للقاهرة للدراسة بالأزهر، وعين نقيباً للأشراف في 1793وظهر كقائد شعبى في 1795عندما قاد حركة شعبية ضد ظلم المماليك. وحين جاءت الحملة الفرنسية في 1798 قاد المقاومة التي هزمها الفرنسيون فرحل للعريش ومنها لغزة ثم يافا، وعاد للقاهرة وشارك في ثورة القاهرة الثانية وفشلت ورحل للشام وعاد للقاهرة في 1801، وفى 1805 بعد خروج الفرنسيين لعب دورا في تولية محمد على باشا غير أن تأثيره الطاغى جعل محمد على يفكر في التخلص منه سلميا فعزله من نقابة الأشراف ونفاه لدمياط «زى النهارده» عام 1809 وعاد للقاهرة في 1819 وتوفى في 1822. ويقول صلاح عيسى، الكاتب الصحفى، إن النفى كان نهجا متبعا في تلك الفترة مع أي اختلاف في وجهات النظر وكان نفى محمد على لمكرم قد تم في سياق رغبة محمد على ترسيخ السلطة والتفرغ لبناء الدولة، ولعل نفى عمر مكرم كان نتيجة لاختلاف المشايخ والعلماء فيما بينهم، ورفعوا محمد على للحكم كما تعرض الكثير من أولئك الشيوخ لإغراءات السلطة.