أسرة دربالة تتراجع عن طلب تشريح جثمانه.. ومحامي الجماعة يتهم السجون بالإهمال

شهدت مشرحة زينهم، بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، مساء الأحد، توافد العشرات من أقارب وذوي عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق، انتظارًا لإنهاء تصاريح دفن دربالة، والذي وافته المنية، صباح الأحد، داخل سجن العقرب التابع لمنطقة سجون طره.
ووصل جثمان دربالة إلى المشرحة في السادسة والنصف مساءًا، وسط حضور من أعضاء حزب البناء والتنمية وأعضاء مجلس شورى الجماعة وأهل المتوفي، بعد أن نقلت إدارة السجن جثمانه بالتنسيق مع أسرته إلى المشرحة، تمهيدًا لتشريحه، إلا أن أهليته تراجعت عن طلب تشريحه في اللحظات الأخيرة، وتقرر إجراء مناظرة للجثمان فقط دون التشريح قبل التصريح بالدفن.
وسادت حالة من الغضب وسط ذويه، بسبب تأخر تصريح الدفن، والذي تم توقيعه عقب مرور ثلاث ساعات من وصول الجثمان، وسط تواجد أمني في محيط المشرحة، لتأمين خروج الجثمان.
وروى عادل معوض، ل«المصري اليوم»، تفاصيل اللحظات الأخيرة لوفاة دربالة داخل سجن العقرب، حيث أوضح أن دربالة تعرض خلال ال10 أيام الأخيرة في حياته لعدد من غيبوبات السكر، مرجعًا وفاته الطبيعية للإهمال الطبي والغذائي وأمراض الشيخوخة، بحسب قوله.
وقال معوض، أثناء انتظاره لخروج جثمان المتوفي، إنه التقى دربالة منذ 20 يومًا خلال نظر تجديد حبسه في إحدى قضايا أمن الدولة (لم يسمها)، وأن صحته كانت متدهورة إلى حد ما.
ووصف محامي الجماعة الإسلامية، الرعاية الطبية للمحبوسين، بأنها ليست بكفاءة الرعاية في المستشفيات الخارجية، قائلًا: «النظام الغذائي في السجون ضعيف، والوجبات لا تكاد تكفي المسجونين، كما أنه ممنوع دخول العلاج الخارجي للمساجين، وبالتالي يتم علاجهم بعلاج مستشفى السجن، وأحيانًا يتم إعطاءهم بدائل علاجية».
وقال معوض، إنهم تلقوا خبرة وفاة دربالة فجر الأحد، وأن طبيبة الشجن أجرت مناظرة للجثمان، ووجدت «زرقان» في منطق البطن والحوض، وطلب منها شقيق المتوفي «المستشار ناجي»، فعل ما يمليه عليه ضميرها بحد قول المحامي.
وأوضح معوض أن أسرة المتوفي تراجعت عن طلب تشريح الجثمان، مشيرًا إلى أن صلاة الجناز ستقام في مسقط رأس دربالة بمحافظة المنيا في الثامنة من صباح الإثنين.
واختتم محامي الجماعة الإسلامية بقوله: «قد نختلف سياسيًا، وقد يدان أحد وتنفذ عليه عقوبة، فهذا وارد، إلا أن الإهمال الطبي والغذائي لا يتفق مع الإنسانية نفسها».
كانت وزارة الداخلية أعلنت وفاة عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، في محبسه بسجن العقرب، ووصفت أسباب الوفاة بأنها «مرضية».
وألقت قوات الأمن القبض على دربالة، بداية العام الجاري، بتهمة التحريض على العنف والانضمام لجماعة تأسست على خلاف القانون.
وقالت وزارة الداخلية إن دربالة كان يعاني من ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر بالدم، وأنه وأثناء نقله للمستشفى لتلقي العلاج حدث نزيف من الأنف وهبوط بالدورة الدموية والتنفسية مما أدى لوفاته، مشيرة إلى أن حالته الصحية ساءت عقب عودته من المحكمة لحضور جلسة لتجديد حبسه.