10 وجوه من «الثورة الإجبارية» للكرة المصرية

5 سنوات عجاف عاشتها الكرة المصرية منذ التتويج الأخير بلقب كأس الأمم الأفريقية «أنجولا 2010» حُرمت خلالها من الوصول للبطولة القارية، بعدما تعثرت 3 مرات متتالية في التصفيات، إضافة إلى الإخفاق المعتاد في الوصول لكأس العالم.
رحل حسن شحاتة، صاحب الثلاثية التاريخية، وحل بوب برادلي مكانه، أخفق الأمريكي بعد بداية ممتازة وسلّم الراية لشوقي غريب الذي أسندت المهمة إليه على أمل إنقاذ سفينة الكرة المصرية من الغرق وتكرار تجربة شحاتة، لكنه هبط بها، خلال عام واحد، لمكان سحيق، إذ خاض المنتخب معه 6 مباريات في التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2015 خسر في 4 مباريات وفاز في مباراتين فقط ليرحل ويترك مكانه لهيكتور كوبر.
كانت الأزمة الكبرى خلال تلك الفترة هي كيفية «إحلال وتجديد» المنتخب دون التأثير على قوامه الرئيس، كانت محاولة إصلاحية تدعو لتغيير طفيف، ترفض تثوير المنتخب واقتلاع بعض العناصر التي تقدم بها العمر مرة واحدة، وتدعو لإعادة هيكلة تدريجية بإدخال لاعب تلو الآخر في القائمة ثم في التشكيل الأساسي خوفًا من أي «هزة» يتعرض لها المنتخب حال الاعتماد على لاعبين شباب «لا يمتلكون الخبرة الكافية» دفعة واحدة.
في حقبة برادلي، انتزع محمد صلاح مكانا أساسيًا خاصة بعد تألقه في أوليمبياد لندن 2012 وضمن رفيقه محمد النني مكانًا في تشكيل المنتخب ومعهما أحمد حجازي المدافع العملاق، وخلال تواجد المدرب الأمريكي لاح طيف بعض الوجوه الشابة الأخرى التي ظهرت على فترات متباعدة.
مع غريب كانت الحاجة للتجديد أكثر إلحاحًا، وهو أمر أعلنه المدرب فور تستلمه المهمة، لكن المنتخب في عهده لم يسر في طريق واضح المعالم، إذ لجأ غريب في مباريات كثيرة للاعبين «كبار» مفضلاً إسناد المهام إليهم وفي مباريات أخرى حاسمة دفع بوجوه لم يسبق لها ارتداء قميص المنتخب في أي مباراة رسمية.
وخلال قيادته للمنتخب استدعى المدرب المحلي 43 لاعبًا لخوض 10 مباريات فقط، 6 مباريات رسمية و4 مباريات ودية.
مع كوبر، تحول الأمر من ضرورة واجبة إلى أمر واقع فرض نفسه على المدرب الأرجنتيني الذي وجد نفسه مجبرًا على منح شارة القيادة في مباراة مصر الأخيرة أمام تنزانيا ل«دودو» الجباس (27 عامًا) ومن خلفه حازم إمام (27 عامًا) في ظل منتخب قوامه الأساسي من اللاعبين دون ال25 عامًا.
وساهم الدوري المصري في نسخته الحالية «2014 – 2015» التي تلفظ أنفاسها الأخيرة حاليًا في تقديم وجوه شابة جديدة، خاصة مع إتاحة بعض الأندية الفرصة أمام اللاعبين الشباب بسبب طول المنافسات التي خلّفت إصابات متعددة في صفوفها.
هذا التقرير يرصد مجموعة من الوجوه الشابة التي تألقت في المنافسات المحلية أخيرًا ونجحت في حجز مكان بفرقها وتمكن بعضها من الالتحاق بركب المنتخب الأول.
1- محمود حسن «تريزيجه» (20 عامًا)
يمتلك لاعب الأهلي الشاب مميزات متعددة حُرم منها المنتخب المصري في خط الوسط خلال السنوات الأخيرة، هو فائق السرعة، مراوغ جيد، قوي في الالتحامات ويجيد انتزاع الكرة من الخصم، كما يمتلك لمسة أخيرة متقنة تساعده على إسكان الكرة الشباك حال وصوله لمرمى المنافسين.
تألق تريزيجيه هذا الموسم حين حصل على واجبات هجومية من خوان كارلوس جاريدو، المدير الفني السابق للأهلي، الذي أرجع اللاعب إليه الفضل في تطوير مستواه، ويجيد ابن ال20 عامًا اللعب على أطراف الملعب إضافة إلى تألقه كلاعب ارتكاز في وسط الملعب.
تلقى لاعب الأهلي عرضًا من أندرلخت البلجيكي هذا الصيف لكن النادي رفضه لأنه «ضعيف من الناحية المادية» على حد قول أحد مسؤوليه، وتلقى تريزيجيه أيضًا عروضًا رسمية في الموسمين الماضيين من أندية فرنسية وهولندية وإسكتلندية رفضها الأهلي جميعًا بسبب «حاجة الفريق لخدمات اللاعب».
في رصيد تريزيجيه 3 مباريات دولية مع المنتخب الأول.
2- مصطفى فتحي (20 عامًا)
في أكتوبر 2013 فاز الزمالك بأحد أبرز صفقاته خلال المواسم الأخيرة، مصطفى فتحي لاعب بلقاس سابقًا وصاحب ال18 عامًا حينها.
سريعًا أثبت فتحي صاحب القدم اليسرى إمكاناته الفنية المتميزة، خاصة في المراوغات والتسديد على المرمى، واتسمت أهدافه خلال الموسم الماضي (2013 – 2014) بخصوصية شديدة إذ جاء بعضها بعد مراوغات مهينة للمنافس كهدفه في شباك وادي دجلة حين خادع عصام الحضري أو بلمسة دقيقة للكرة كهدفه في اتحاد الشرطة.
وخلال الموسم الحالي ورغم قوة المنافسة في الزمالك تمكن فتحي من حجز مكان أساسي في صفوف الفريق قبل أن يتم استدعاؤه للمنتخب الأول في مباراته الأخيرة أمام تنزانيا.
3- طاهر محمد (17 عامًا)
بعد أن أتّم عامه ال16 بشهر واحد خاض طاهر محمد لاعب وسط المقاولون العرب مباراته الرسمية الأولى في الدوري الممتاز في يناير 2014 أمام الأهلي لعب حينها دقيقة واحدة واكتفى بالظهور في 6 مباريات الموسم الماضي (2013 – 2014) شارك خلالها كبديل في الدقائق الأخيرة.
يلعب طاهر في وسط الملعب، لاعب ارتكاز قادر على الربط بين خطوط الملعب الثلاثة، شارك هذا الموسم في 14 مباراة، منها 8 مباريات في التشكيل الأساسي للفريق، سجل هدفين وصنع مثلهما.
4- رمضان صبحي (18 عامًا)
قطع لاعب الأهلي الواعد خطوات واسعة في مسيرته الاحترافية في زمن قصير، عام واحد احتاجه رمضان صبحي لينتقل من خانة الناشئ المتألق إلى اللاعب الجدير بالمشاركة مع الفريق الأول إلى نجم الشباك في فريقه وأحد أبرز لاعبي الكرة المصرية.
رمضان لاعب يسهل توظيفه في أكثر من مركز داخل الملعب، سواء على الأطراف كجناح هجومي، أو خلف رأس الحربة كمهاجم متأخر، مراوغ جيد، ويعرف الطريق إلى الشباك، يتشابه أسلوبه إلى حد كبير مع محمد أبوتريكه أسطورة الأهلي المعتزل.
شارك صبحي في 22 مباراة في الدوري هذا الموسم سجل خلالها 5 أهداف وصنع هدفًا وحصل على 4 إنذارات وشارك في مباراة دولية وحيدة أمام تنزانيا الشهر الماضي.
صبحي تلقى عروض احتراف متعددة مؤخرًا، لكن الأهلي رفض أيضًا بيع لاعبه الشاب.
5- محمد سالم (21 عامًا)
جذب الأنظار إليه أمام الأهلي في مباراة الدور الأول بالموسم الماضي (2013 – 2014)، عرف محمد سالم مهاجم المقاولون العرب حينها الطريق للتألق ولم يحد عنه هذا الموسم.
يمتلك سالم مميزات عديدة كمهاجم، قوي البنية، خفيف الحركة، مراوغ جيد وصانع للأهداف ويجيد ألعاب الهواء، حجز مكاناً لنفسه في المنتخب الأوليمبي وشارك أيضًا مع المنتخب الأول في مباراة واحدة أمام مالاوي.
سجل سالم 14 هدفًا خلال 51 مباراة خاضها في الدوري ويحتاج اللاعب الشاب الذي ارتبط اسمه بالانتقال لسموحة مؤخرًا زيادة فاعليته التهديفية.
6- محمد فتحي (18 عامًا)
منحته إصابة حسني عبدربه ثم محمود عبدالعزيز الفرصة للمشاركة في صفوف الفريق الأول بعد أن أتمّ عامه ال18 بأيام معدودة.
نجح محمد فتحي لاعب الإسماعيلي في حجز مكان أساسي بالفريق منذ يناير الماضي كلاعب وسط ارتكاز يغلب على لعبه النزعة الدفاعية، مهمته الرئيسة حماية خط الدفاع والمساعدة في بدء الهجمات وهي مهمة أجادها اللاعب الشاب وتفوق فيها.
7- كريم نيدفيد (18 عاماً)
أندية عديدة تتسابق للفوز بخدمات لاعب الأهلي الشاب الذي لعب في صفوف حرس الحدود على سبيل الإعارة خلال النصف الثاني من موسم (2014 – 2015).
يلعب كريم وليد «نيدفيد» في مركز لاعب الوسط المهاجم، ويجيد أيضًا مهام المهاجم المتأخر إضافة لإجادته اللعب على أطراف الملعب، شارك في 16 مباراة مع حرس الحدود سجل هدفين وصنع هدفًا.
تلفى اللاعب الشاب عروضًا عديدة لكن فتحي مبروك المدير الفني للأهلي رفض بيعه وطلب تقييده في قائمة الفريق للموسم المقبل.
8- عبدالله جمعة (19 عامًا)
انطلاقاته السريعة أمام الأهلي في مباراة الدور الأول بالموسم الماضي (2013 – 2014) جذبت إليه الأنظار، نجح وقتها عبدالله جمعة لاعب إنبي، والشقيق الأصغر لصالح جمعة، في إرهاق الدفاعات الحمراء.
انتقل جمعة إلى صفوف يونيون برلين الألماني على سبيل الإعارة في يناير 2014 وعاد في نوفمبر الماضي، وهناك شارك مع فريق الشباب والفريق الثاني وخاض 3 مباريات مع الفريق الأول في دوري الدرجة الثانية لعب خلالها بديلاً.
يمتاز جمعة، الذي يجيد في مركز لاعب الوسط المهاجم، بسرعة فائقة إضافة إلى قدرته على الاحتفاظ بالكرة بين قدميه فترات طويلة.
لم يحصل جمعة على فرصة للمشاركة مع إنبي هذا الموسم إلا مرات معدودة للغاية لاحترافه في النصف الأول من الموسم ولعدم قدرته على حجز مكان من الوجوه المتواجدة في هجوم الفريق البترولي مثل محمود عبدالمنعم «كهربا» ومحمود قاعود وغيرهما.
9- محمد هاني (19 عامًا)
الظهير الأيمن الشاب للأهلي يجد صعوبة في المشاركة بشكل منتظم مع الفريق الأول لكنه يُثبت حين تطأ قدماه أرض الملعب أنه أحد العناصر المهمة في كتيبة فتحي مبروك.
هاني لعب هذا الموسم في 3 مراكز.. ظهير أيمن، وجناح أيمن ولاعب وسط ارتكاز وقدم في الأول والثاني أداءً جيدًا وكان دون المستوى المنتظر في المركز الثالث.
لعب هاني 14 مباراة مع الأهلي منذ انطلاق الموسم 12 في الدوري و2 في دوري الأبطال.
10- عمر الوحش (20 عامًا)
رغم قلة مشاركات عمر الوحش لاعب وسط الإسماعيلي مع الفريق هذا الموسم إلا أنه كان على أعتاب الانضمام للمنتخب للوطني لولا الإصابة وفقًا لتصريحات أسامة نبيه المدرب العام للفراعنة.
الوحش لاعب وسط ارتكاز، تغلب النزعة الهجومية على أدائه، قوي البنية، تمريراته متقنة ويجيد صناعة الأهداف لزملائه.
اكتفى الوحش بالمشاركة في 12 مباراة فقط مع الإسماعيلي هذا الموسم سجل خلالها وصنع آخر.