زوجة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي وعدها الله من فوق سبع سماوات بالنار هي وزوجها أبي لهب، لأنها لم تكتف بعدم دخول الإسلام وإنما راحت تعادي الرسول وتأذيه لتكفه عن الدعوة إلى الله تارة بالفعل وتارة أخرى بالقول يشاركها في ذلك زوجها. هي أم جميل، أروى بنت حرب، أخت أبي سفيان صخر بن حرب، أحد زعماء قريش، وزوجة أبو لهب عم الرسول، وبالرغم من صلة القرابة التي كانت تجمعها برسول الله، وبالرغم من مجاورته له حيث كان بيتها بجوار بيت زوجة الرسول خديجة بن خويلد، ورغم أن ولديها كانا متزوجان من بنتين من بنات الرسول في الجاهلية وقبل البعثة النبوية إلا أنها كرست حياتها لأذى الرسول وتفننت في إلحاق الضرر به وصرف الناس من حوله. فكانت امرأة أبي لهب تحمل الشوك وتضعه في طريق النبي عليه الصلاة والسلام وعلى باب منزله حتى يتأذي، وقيل إن الوحي تأخر في النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لفترة، فذهبت إليه متشفية وقالت له: «يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد قلاك!»، فنزل قوله تعالى في سورة الضحى «والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلا ولا الآخرة خير لك من الأولى»، بحسب ما يروي موقع «قصة الإسلام». كما أنها أطلقت على الرسول صلى الله عليه وسلم اسمًا ساخرًا، فأسمته «مُذَمَّمًا» أي عكس محمد، وهو من الذم وليس الحمد، وصاغت شعرًا تهجو به رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه، فقالت «مُذممًا أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا»، وراحت تتحرك بإعلامها المضاد للإسلام هنا وهناك، ولم تستحي أن تغشى مجالس الرجال مخالفة فطرتها التي تدفعها إلى الحياء، فصار شُغلها الشاغل هو صرف الناس عن الإسلام وأهله. ونتيجة لكل هذه الأفعال الشنيعة التي ارتكبتها في حق الرسول صلى الله عليه وسلم توعدها الله من فوق سبع سماوات بالنار فقال تعالى: «﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَد».