«زي النهاردة».. وفاة المفكر القومي ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث

ميشيل عفلق، مفكر سياسي عربي، أحد مؤسسي حزب البعث، الذي أصبح فيما بعد حزب البعث العربي الاشتراكي، وصار الحركة السياسية المهيمنة في سوريا والعراق، مولود 1910 في في دمشق، لعائلة متوسطة من الطائفة الأرثوذكسية.
تلقّى «عفلق»، تعليمه في المدارس الفرنسية في سوريا الواقعة تحت الانتداب الفرنسي حينذاك، لمع على مقاعد الدراسة وانتقل إلى باريس ليلتحق بجامعة السوربون، حيث بلور أفكاره الحزبية، وبعد دراسته في جامعة باريس بين عامي 1929م و 1934 اعتنق الفكر الاشتراكي.
دعا «عفلق»، إلي تحرير العرب من القوى التقليدية الأرستقراطية، ومن الهيمنة الأوروبية. بعد رجوعه إلى سوريا عام 1933، عمل كمدرس وبدأ يبشر بأفكاره في أوساط الطلاب والشباب ونشط في الوسط السياسي. وفي عام 1941 كون أول جماعة سياسية منظمة باسم الإحياء العربي، وأصدرت بيانها الأول في شباط. وما لبثت الجماعة أن وضعت مبادئها القومية موضع التنفيذ عندما أعلنت تأييدها لانتفاضة رشيد عالي الكيلاني في العراق، ضد الاحتلال البريطاني عام 1941، وأسست حركة نصرة العراق.
وأسَّس عفلق حركة البعث عام 1943م، وأصبحت الحركة حزباً رسمياً عام 1946، وكان عين وزيرا للتعليم في 1949، واستقال من منصبه بعد فترة وجيزة. وفي 1952 فرّ من سوريا هرباً من الاضطهاد السياسي وعاد إلى بلده مرة أخرى عام 1954. في عام 1952 دمج حزب البعث العربي مع الحزب الاشتراكي بقيادة أكرم الحوراني ليصبح حزب البعث العربي الإشتراكي، وساعد عفلق على تحقيق الوحدة بين سوريا ومصر، فيما أطلق عليه الجمهورية العربية المتحدة، واستمرت من 1958إلى 1961 غير أن عفلق أخفق بعد 1963 في توحيد النظامين البعثيين في سوريا والعراق.
وفي عام 1966م طُرِد عُنوة من حزب البعث من الأعضاء المنافسين، وفي النهاية، اضطر عفلق للهرب إلى العراق حيث وصل البعثيون إلى سدّة الحكم للتو، وبالرغم من تعارض أفكار حزب البعث العراقي مع تعاليم عفلق، إلا أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين قلّده منصباً شرفياً في حزب البعث العراقي ليعطي الشق العراقي دعماً أكبر من الشق السوري. وتعامل البعث العراقي مع اعتراضات عفلق الحزبية بالتجاهل المتعمّد. إلي أن توفي «زي النهاردة» في 23 يونيو 1989.
دفن في العراق، وفي نوفمبر 2003، دمرت قوات الإحتلال في العراق قبر ميشيل عفلق إثر قرار مجلس الحكم الانتقالي باجتثاث البعث، واستنكرت العديد من الجهات إستنكرت ذلك العمل، وفي مارس 2004 أحبط الأردن محاولة تهريب شاهد القبر الخاص به إلى الأردن.