أنهى مانشستر سيتي، الموسم الماضي، في المركز الثاني بالبريميرليج، ولكنه لم يقدم الأفضل رغم ذلك، حيث شهد موسم الفريق العديد من الانكسارات والانهزامات، خصوصًا أمام المنافسين، وسقط الفريق في شهر فبراير سقوطًا كبيرًا كاد يضعه خارج الأربعة الكبار، لولا استفاقة متأخرة أعادته إلى المركز الثاني، بعد أن كان منافسًا رئيسيًا لتشيلسي البطل. ومع بداية سوق الانتقالات، أكد الفريق استمرار المدرب «بيلجريني» مع الفريق للموسم المقبل، رغم فشله في مهمته الرئيسية هذا الموسم بالوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، فاكتفى بالخروج من دور ال16، بجانب خروج مخيب من بطولتي الكأس الإنجليزيتين. وتنتظر جماهير الفريق صيفًا مشتعلًا بالتعاقدات والتدعيمات، والأهم من ذلك النزول بمعدل أعمار الفريق الذي وصل إلى 28.5، وهو معدل أعمار يعتبر كبيرا، خصوصًا أن التشكيلة الرئيسية للفريق لم تتغير منذ 2011، ولا يتواجد فيها سوى ثلاثة لاعبين فقط بعيدين عن عامهم ال30. كما أُجبر السيتي على الاهتمام بلاعبين إنجليز بسبب قاعدة «الهوم جرون»، التي تجبر الفرق الإنجليزية على تسجيل أكثر من 7 لاعبين، سواء إنجليز أو من قضى ثلاثة أعوام في البريميرليج قبل أن يكمل عامه ال21، مع عدم تواجد سوى خمسة أسماء فقط بقائمة الفريق. ولكن بداية صيف الفريق كانت غريبة، فبدلا من الاحتفاظ باللاعبين الإنجليز بالفريق، تم إعلان فشل الوصول إلى اتفاق مع «ميلنر» لتجديد عقده، ليكون الإنجليزي الأول الذي يرحل، يليه إعلان بيع المدافع البلجيكي بوياتا إلى سيلتك، ليكون سيتي قد تخلص من لاعب آخر محسوب على ال«هوم جرون»، إضافة إلى بيع إنجليزي آخر وهو سكوت سنكلير إلى أستون فيلا، ومعه الإنجليزي الآخر ميكا ريتشاردز. كما أعلن السيتي عن تسريحه للمهاجم الشاب السويدي جون جوديتي، وبيع نهائي للمدافع الشاب الآخر ناستاسيتش إلى شالكه، ليكون سيتي في بداية الصيف قد تخلص من كل الإنجليز والشباب بالفريق، بدلًا من الحفاظ عليهم وتدعيمهم، خصوصًا أن الأسماء الراحلة لم تكن سيئة، ف«ميلنر» كان أحد نجوم السيتي الموسم الماضي، وكان يمكن إقناعه بالتجديد لو كانت هناك جدية أكثر في المفاوضات معه، و«بوياتا» كان اللاعب الذي لا يعترض لتواجده كبديل دائم، وميكا ريتشاردز أحد أبناء فريق السيتي وكان أحد أعمدة الفريق الأساسية قبل وصول «بيلجريني» وتعرضه للإصابات المتتالية التي تغلب عليها الموسم الماضي، وبدأ في استعادة بعض من مستواه. أما «ناستاسيتش» و«جوديتي» فلم يحصلوا على فرصة مناسبة للظهور حتى يتم الحكم عليهم. بينما كانت اهتمامات السيتي للاعبين الإنجليز في سوق الانتقالات هي مع رحيم سترلينج، جناح ليفربول، وجاك ويلشير، لاعب وسط أرسنال، بجانب فابيان ديلف، لاعب وسط أستون فيلا، والثلاثي صغير في السن ومتميز، ولكن الحصول عليهم ليس سهلًا، فباستثناء «ديلف»، سيضطر السيتي للوصول إلى أرقام فلكية للتعاقد مع ثنائي ليفربول وأرسنال لتدعيم قائمته بلاعبين إنجليز «مجبرًا»، ولكنه سيتعرض للمساءلة مرة أخرى من الاتحاد الاوروبي بسبب خرقه المنتظر للائحة العدالة المالية، وحينها ستكون العقوبات مضاعفة. إدارة غريبة وعجيبة من المدير الفني «بيلجريني» والمدير الرياضي «بيجرستاين» لسوق انتقالات السيتي في العامين الأخيرين، فكل الصفقات التي وصلت إلى الفريق فشلت بامتياز، وإن لم تفشل فلم تقدم المنتظر منها بل أقل، ولم يأخذ الفريق خلالها حذره لا من ارتفاع متوسط الأعمار ولا من خلو قائمة الفريق من لاعبين «هوم جرون»، وزيادة على ذلك التعرض لعقوبات من الاتحاد الأوروبي بسبب مخالفته للوائح المالية، وهي سقطة كبرى توضح عدم وجود رؤية مستقبلية للثنائي لمانشسستر سيتي بعد خمس سنوات من الآن. ومازال جمهور مانشستر سيتي ينتظر التصرف الصحيح من إدارة الفريق لدعم الفريق وإصلاح الأخطاء التي تمت في العامين الأخيرين، مع خوف من فشل يُسقط الفريق في الهاوية، مع تدعيمات المنافسين الرئيسيين لقوائمهم وسط وقوف فريقهم السماوي كمتفرج حتى الآن.