الرجل الثاني: كلاوديو ماركيزيو.. أهم من «بوجبا» و«فيدال» و«بيرلو»

في انتقالات كل موسم يدور الحديث حول بول بوجبا وأرتورو فيدال والنادي الذي قد يذهب إليه «اثنان من أفضل لاعبي الوسط في العالم». الجميع يعرف قيمة «بوفون»، كارلوس تيفيز هو ال«أباتشي» هداف الفريق، أندريا بيرلو المايسترو الأنيق الذي عادت معه البطولات، وفي كل هذا لا يُذكر كلاوديو ماركيزيو بكلمة، كأن وجوده أمر مسلم به، أو أن أي لاعب آخر يمكنه القيام بما يقوم به هو، رغم أن الحقيقة الواضحة في الأسابيع الأخيرة من موسم يوفنتوس أن «ماركيزيو» من الأسباب الكبرى في الوصول لبرلين.
ربما لا يقوم بمراوغات أنيقة بقدر «بوجبا»، ليس بالقوة البدنية التي يظهر عليها «فيدال»، وهو بالطبع ليس قادرًا على اللعب بعقله ك «بيرلو»، ولكنه أكثر لاعب في وسط ملعب اليوفنتوس - وهو ربما أقوى خط وسط في العالم- يمكن أن يطلع عليه لقب (شغيل)، لاعب لا يهدأ في وسط الملعب، لا يتوقف عن الركض، قطع الكرات، وعي تكتيكي عالٍ في المهام المطلوبة على تغيرها باختلاف المباريات، مع قدرات هجومية جيدة تجعله حاسمًا في بعض الأوقات المهمة.
كان أقل في مواسم قيادة «كونتي» من أقرانه، ولكن هذا الموسم تحديدًا لا يمكن مقارنة (قيمة) و(أهمية) ماركيزيو بزملائه الثلاثة في وسط الملعب، غاب «فيدال» و«بوجبا» و«بيرلو» عن أوقات مهمة خلال الموسم بسبب الإصابة وما وازن الفريق هو أن «ماركيزيو» موجود دائمًا. هو الأعلى في معدل صناعة الأهداف (6).. وفي صناعة الفرص (49).. وفي عدد التمريرات الإجمالية (2065).. وفي متوسط طول تلك التمريرات –لا يتفوق عليه في هذا إلا بيرلو.
دفاعيًا أيضًا هو الأفضل، أكثر معطل للهجمات على مدار الموسم –عطل 70 هجمة لخصوم يوفنتوس في مقابل 17 فقط لبوجبا.. 47 لفيدال.. و29 لبيرلو، وأكثر من قطع كرات من التحامات فردية، وأكثر من قطع مسافات جري بطول الملعب.
«ماركيزيو»، ومنذ تصعيده للفريق الأول في يوفنتوس عند الهبوط لدوري الدرجة الثانية بسبب فضيحة الكالتشيوبولي، هو نموذج للاعب الذي تريد مثله في فريقك، 8 مواسم متتالية لعبها بدأب ومثابرة وانتماء للنادي الذي لم يعرف غيره، وارتضى بدور الرجل الثاني، وأحيانًا مجرد لاعب وسط قائمة اللاعبين، قبل أن ينفجر تحت قيادة «أليجري» هذا الموسم، ويصبح بالأرقام والأداء أفضل لاعبي الوسط في يوفنتوس، وواحدا من أهم 3 لاعبين في الفريق طوال الموسم.
مباراتا ريال مدريد كانتا نموذجين على ما يمكن أن يمنحه «ماركيزيو»، ليس فقط (أكثر من ركض)، سواء في استاد يوفنتوس أو البيرناربيو، ولكنه أيضًا أكثر من قطع كرات من لاعبي الريال، وأكثر من قام بتمريرات، ومن كل مكان بالملعب، طاقة لا تهدأ، وفي معركة تفوق بدني كالتي خلقها «أليجري».. كان «ماركيزيو» هو لاعبه الأهم.
وإن كان ليوفنتوس فرصة واحتمالية تفوق ما في نهائي برلين.. ف«ماركيزيو» سيكون كلمة السر، أكثر من أي لاعب آخر في صفوف بطل إيطاليا.