غنى عن القول ان هذا المصطلح بمعناه الذى يقصده العلمانيون لا علاقة له بالاسلام وانما هم يريدون لصقه به وهم على يقين بان دولة الاسلام ليست هى الدولة المسيحية فى العصور الوسطى ولست ادرى هل من العبث وتضييع الوقت محاولة اقناعهم بهذا ام انهم على يقين به وانما هم يريدون رفض الاسلام نفسه بدولته وعقيدته ولكنهم لا يصرحون بذلك كالمنافقين فى كل مكان وزمان لماذا لا يعلنون صراحة تبرأهم من الاسلام بدلا من محاولة تطبيق المفاهيم المسيحية عليه اى بلغة الفقه تغليب المسيحية على الاسلام المسيحية تقول دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر والاسلام يقول ( كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وما هى السياسة وما هى الدولة الا حكم اى امر ونهى وقد كنا الامة الوحيدة التى اضطلعت بهذا الامر اى بالحكم اى بالامر والنهى اما الامم من قبلنا فكانوا دعاة معلمين لا غير وان حدثت فى بعض الاحيان ان اضطلعت بعض الامم بهذا كبنى اسرائيل بعذ موسى ( اذ قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملكا نقاتل فى سبيل الله ) وهل كان لابد من ملك ليقاتلوا لماذا لا يقودهم النبى نفسه لانه لم يكن من عمله ولا رسالته ان يقود ويحكم حتى جاء داوود فجمع بين الملك والنبوة وقد يقول قائل اذا انت تقول ان النبى صلى الله عليه وسلم كان ملكا نبيا لانه كان يجمع بين الملك والنبوة الملك هو من تجبر عليه الرعية لذلك فبنى اسرائيل اجبروا على طالوت بعد ان رفضوه وقالوا ( كيف يكون له الملك علينا ولم يؤت سعة من المال ) وكذلك داوود لانه مبعوثا من الله نبيا ملكا اما النبى صلى الله عليه وسلم فقد اختاره اهل المينة بعد ان رفضته قريش فلم يجبر احدا على السمع له والطاعة وانما كانت مبايعة حرة لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ستكون خلافة على منهاج النبوة اى بالاختيار والمبايعة ثم يكون ملكا جبرياوهو ما قاصيناه من لدن معاوية بن ابى سفيان الى اليوم ثم دعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها اتدرى من هؤلاء انها تلك الاحزاب القائمة على الدعاية فهى لا تجبر احدا لكنها فقط تدعوه الى جهنم لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم فى اجابته على سؤال السائل فماذا افعل ان ادركنى ذلك قال اعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض على اصل شجرة حتى تموت على ذلك لهذا الواجب على المسلم لا ان يتسول اعتراف العلمانيين به وموافقتهم على مشاركتهم له فى تلك اللعبة القذرةالمسماة لعبة الديمقراطية وانما اما تغليب الاسلام وحده على كل ما سواه واما المقاطعة والدعوة الى المقاطعة حتى يسقط هذا النظام قبل ان يقوم فالامر بالمعروف والنهى عن المنكر اما ان يكون باليد وهو ما لا سبيل له الا للحكام واما باللسان وهو لكل احد واما بالقلب اتدرى ما معنى التغيير بالقلب هو بعدم المشاركة ابتداء اذ لا معنى ان تقول انك مؤمن بوجوب تغليب الاسلام على كل ما سواه لكنن اشارك فى تلك اللعبة لعل وعسى فالمشاركة جعلتك تفقد اخر ما لديك من ايمان