معظم النار من مستصغر الشرر, وقد بدأت الشعلة فى تونس- الصغيرة مساحة و الكبيرة مقاما- ثم انتشرت فى الكثير من الدول العربية بدءا بالجمهوريات ثم ما لبثت أن طالت الملكيات, و أستجابت الشعوب وانطلقت تجاة ثقب الحرية الذى دخل منة شعاع الحرية فأضاء الطريق للكثير وبالتأكيد أنة من السذاجة الا نتوقع ان ينتشر ضوء الحرية لينير ظلام الفساد فى باقى الجمهوريات والملكيات بلا استثناء مهما سمعنا من أحاديث مكررة بحمق عن أن هذا يختلف عن ذلك وخلافة, وقد لا أكون مبالغا اذا توقعت انتشار التجربة فى الكثير من دول افريقيا واسيا سريعا. ولا يختلف اثنان على التأثيرالايجابى للثورات التى تقوم من أجل الحرية على الاشخاص فرادى, ناهيك عن تأثيرها على المجتمع ككل. وهنا نتحدث عن تأثير ايجابى فى كل المجالات الثقافية والأجتماعية بل وخصوصا السياسية , فالجميع الان فى الطريق الى النضج السياسى بعد فترات طويلة جدا من عدم المعرفة مطلقا بماهية السياسة ودهاليزها وطرق ممارستها نتيجة المنع القسرى والتعتيم التام بل والتحريم فى بعض الأحيان, فكانت السياسة ككلمة مرادفها الحكومة والرئيس وأحيانا أمين عام الجامعة العربية وفقط وذلك لغالبية أفراد الشعب العربى. وأثناء مرحلة النضج السياسى والتعلم السريع لمفهوم السياسة ومعنى الديموقراطية وبرغم انة من الطبيعى وجود الكثير من المشاكل والعقبات فى طريق الديموقراطية الحقيقية كما هو الحال فى كل ديموقراطيات العالم المتقدم, مايلبث أن يبدأ الشخص والمجتمع فى التفكير والبحث فى السياسة الخارجية ودراستها وتكوين رأى فيها بعيد عن تأثير الديكتاتور واملاؤة وتوجيهه للرأى العام فى اتجاة رأى محدد. وبالطبع ستكون أول قضية سياسية ستطرح تلقائيا على التفكير الخاص والعام للمواطن العربى فى مرحلة التفكير الحر هى العلاقة مع اسرائيل وعلى أى أساس سياسى يجب أن تبنى العلاقة ان وجدت هذة العلاقة اصلا لأن بعض التيارات وخصوصا المتطرفة منها سيكون رأيها عدم الموافقة على وجود علاقة أساسا مع اسرائيل سواء عبرت هذة التيارات عن ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة, الا أنه من المتوقع أن تكون الأغلبية وراء احترام المعاهدات والمواثيق. ولكن ماهو الوضع فى الجانب الأسرائيلى وكيف ينظرالاسرائيلين لما يحدث وما هى الخطط والخطط البديلة لكل الاحتمالات؟ أغلب الظن أن هذة الأسئلة لها الأولوية القصوى فى اسرائيل الأن حتى مع حدوث القصف والانفجارات الأخيرة. هل يتقمص نتنياهو دور السادات ويذهب الى رام اللة ليبادر بالسلام الشامل كما سألة مذيع السى أن أن وتلعثم فى الرد؟ أم يستمر فى العنجهية؟ هل تنتظر اسرائيل نتيجة ما يحدث فى الجانب السورى وتتحمل مخاطر وجود العشرات من الطوائف هناك والتى سيكون من المستحيل التحدث مع طرف واحد ليمثل كل الطوائف فى حالة ذهاب النظام العلوى؟ أم تبادر بتقديم المساعدة للنظام عن طريق الانسحاب من الجولان لتحقيق سلام سريع مع الجبهة السورية وفى نفس الوقت تضمن وحدة صف سوريا خصوصا أن الجولان هى منطقة فصل أمنية ولا تمثل أهمية اقتصادية لأسرائيل حيث أن الاستثمارات الزراعية الاسرائيلية معظمها فى دول افريقيا وليست فى الجولان. تساؤلات صعبة عديدة ستجيب عنها الاسابيع والشهور القادمة, ولكن ما أجمل أن نري مجتمع عربى حر ينتمى الى دول العالم الأول بعد أن كان حلما مستحيلا. أحمد عبد المقصود محرم