اشتهرت مدينة عكا عبر التاريخ بأنها مدينة حصينة، وفى 636 وصلها الفاتحون المسلمون بقيادة «شرحبيل بن حسنة»، وفى 1104 سيطر الصليبيون عليها حتى 1291، وزاد اليونانيون على تحصيناتها في القرن الرابع ق.م، وتعاظم تحصينها مع تعاقب العهود عليها، وصمدت بتحصيناتها وقلعتها أمام زحف نابليون بونابرت في 1799. وكان الجيش المصرى في عهد محمد على باشا، وبقيادة أحمد المونوكلى، «زى النهارده» في 27 مايو 1832، قد استطاع فتح مدينة عكا بعد إعلان محمد على الحرب على والى عكا، واستسلمت بعد حصار دام 6 أشهر. يقول الدكتور عاصم الدسوقى: «لقد أسس محمد على باشا جيشاً قوياً وحديثاً، وحقق هذا الجيش بطولات عظيمة، وقد اسند تأسيس هذا الجيش للكولونيل سيف الفرنسى، الذي صار بعد ذلك سليمان باشا الفرنساوى، وأصبح هذا الجيش تعبيراً عن الإرادة المصرية والشخصية المصرية والأهمية الاستراتيجية لمصر، ففى 1815 كانت بروسيا (ألمانيا لاحقاً) وإنجلترا وروسيا والنمسا قد عقدت مؤتمراً في فيينا لتحديد موازين القوى الدولية، لكن مع ظهور القوة المصرية لاحقاً شكلت تهديداً لهذه المخططات، ما جعل قوى الغرب تتكالب عليه، وتضرب الأسطول المصرى في نفارين، ولكن محطة فتح عكا تمثل محطة مهمة تدلل على قوة هذا الجيش، فقد فعل في عكا ما استعصى على نابليون فعله.
