إدا كولاو.. ناشطة تخطف «العمودية» من محافظي برشلونة

«ضربة موجعة للحزب الحاكم».. كان الوصف الذي اختارته الصحف لنتائج الاقتراع الذي شهدته مدينة برشلونة الإسبانية الأحد الماضي، التي دٌعي إليها نحو 35 مليون مواطن، وأسفر عن تصدر لائحة المرشحة إدا كولاو للنتائج، متفوقةً على لائحة رئيس البلدية المنتهية ولايته خافيير ترياس.
«كولاو» أصبحت بفوزها «ضربة» ليس لأنها امرأة تفوقت على رجل، أو لكونها ستصبح أول سيدة تعتلي كرسي «العمودية» في تلك المدينة الإسبانية، ولا حتى لكونها قادمة إلى المنصب الحكومي من اليسار عكس العمدة المنتهية ولايته «اليمني المحافظ»، فأقوى الأسباب هو أنها ناشطة سياسية تعارض سياسات حكومة بلادها، خاصة الاقتصادية المتعلقة بالتقشف، ليصبح انتخابها انتصار من صناديق الاقتراع لواحدة كانت حتى أشهر مضت واحدة من مئات المتظاهرين، بل تعرضت للاعتقال على يد قوات الشرطة عام 2013 خلال تظاهرها أمام أحد البنوك احتجاجًا على حجزه على منزل جار لها.
«أعتقد أنه بات واضحًا أننا استنفذنا عقودًا من سياسة هيمنة الحزبين، بسبب سيطرة بعض الأحزاب الكبيرة على المشهد السياسي، والتي أسفرت عن أن المواطنين كانوا يقترعون كل أربع سنوات، لكن بشعور يحذو الجميع مرارًا وهو أننا لا نملك زمام اتخاذ القرار».. تنقل «يورونيوز» عن «كولاو»، (41 عام)، التي اختارت في حملتها التواصل مع قطاعات مختلفة من الشعب كان أبرزها البسطاء ممن تراهم أضيروا من سياسات حكومية.
ومن المقرر أن تدير «كولاو»، المنتمية لحزب «إكستريما» اليساري والفائزة لائحتها ب11 مقعدًا في الانتخابات، شؤون بلدة برشلونة ساعية لفرض سياسة جديدة قوامها «الشفافية»، وتتضمن الانتصار لمبادئ أخرى اشتهرت هي بالدفاع عنها كمناهضة ترحيل المهاجرين وتقليص الأجور، في مرحلة سياسية جديدة في إسبانيا حقق فيها المنتمون لحركة «غاضبون» المعارضة، ومنهم العمدة الجديدة، نجاحًا يسبق انتخابات تشريعية ينتظرها بلدهم نهاية العام الجاري.