جرائم هنا.. وهناك

■ يحتاج العراق كى يخرج من المقبرة الجماعية المفتوحة إلى وطنيين مخلصين لا إلى عملاء يتصارعون إلى بيع بلادهم لأى لص يدفع أكثر. لا تفرق بين نورى المالكى، رجل إيران فى العراق، وإياد علاوى، المعترف بعمله مع أجهزة مخابرات كثيرة.
■ سافر أحمد عز إلى نجع حمادى ليؤكد أن الحزب الوطنى الذى يقوده، يدعم خراب الصعيد ويشجع على تفشى الفتنة. الزيارة غريبة فى توقيتها، عجيبة فى أهدافها، تنصر برلمانياً على أبناء دائرته.
■ الشعب المصرى توريثى بامتياز.. انظروا إلى القضاة والضباط والأطباء والصحفيين والفلاحين.. هؤلاء ورثوا مهنهم لأبنائهم وينتظرون أن يكون الرئيس مبارك أكرم منهم، ولا يفعلها.
■ نواب الصعيد فى البرلمان يؤيدون ويبايعون ويصفقون ويشجعون ولا يشاركون ولا يرفضون.. المهم مصالحهم ومقاعدهم.. نواب الصعيد هم الأكثر ولاءً، والأقل وعياً، وإن لم تصدقوا اقرأوا المضابط أو تابعوا البرامج.
■ من يطالب بضرب المتظاهرين بالنار يخشى على نفسه من لحظة حساب ويخشى هتاف المقهورين، لأنه يراه فى المنام أصواتاً لقضاة فى وطن آخر يحاسبون كل مجرم وكل فاسد تاجر بلحم هذا الشعب.
■ تعليمات عليا، وإنى مثلكم لا أعرف معنى كلمة عليا، لكن هذه التعليمات العليا صدرت أخيراً للجهات المعنية، كمان المعنية ليست مفهومة، المهم التعليمات صدرت للجهات المعنية بضرورة الاستثمار فى دول منابع النيل وشراء اللحم من إثيوبيا.. تلك محاولات تشبه الصدمات الكهربائية، التى تسعى لإفاقة ميت.
■ نحن لا نملك أن نفرض على دول منابع النيل عدم توقيع اتفاق يقلل من حصة مصر من مياه النيل، لأن تلك دول محمية باستثمارات أجنبية عملاقة، هى التى تسعى لعقد اتفاق.. يحرمنا من شريان الحياة.
■ إن وقعت دول منابع النيل اتفاقها وقللت من حصتنا لن نحاربها وسنهرول فى المحافل الدولية نلطم الخدود ونشق الجيوب ولن نجد من يرق لحالنا، فحتى أبناء العم فى دول الخليج يستثمرون مليارات فى تلك الدول على «حس» مياه النيل.
■ جريمة لن يغفرها التاريخ لكل الذين فرطوا فى شربة ماء بسبب انكبابهم على مصالحهم الشخصية وحماية النظام دون أن يدركوا أن النظام الذى لا يرى أمنه فى حماية موارده بكل الطرق سيقتله الظمأ، وخسارة معركة النيل ليست وليدة الأمس القريب، فالمعركة تدور رحاها منذ سنوات وكم من الباحثين والكتاب حذروا من تلك اللحظة، لكن النظام «عمل ودون من طين وأخرى من عجين» حتى غرقنا فى الوحل.. وربما لن نجد حتى الوحل، ونكتفى بالتراب.
■ الجرائم تحدث فى كل المجتمعات، لكن الجرائم الكبرى لا تقع إلا فى البلدان المختنقة.