انطلقت فعاليات المؤتمر الإسلامي الدولي الرابع والعشرين، السبت، دون حضور الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في سابقة تعد الأولى من نوعها، حيث يُشارك في المؤتمر وفود ووزراء أوقاف وعلماء من جميع دول العالم الإسلامي. بحسب بيان ل«الأزهر» صدر مساء الخميس الماضي، فإن «الطيب» اعتذر عن حضور المؤتمر بسبب «نزلة برد» عقب مشاركته في مؤتمر مكافحة الإرهاب بمكة المكرمة، وأدائه العمرة، وأناب عنه عباس شومان، وكيل الأزهر. مصادر كشفت ل«المصري اليوم»، أن الهجوم المستمر من الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على «المشيخة» واتهامها ب«الأخونة»، هو السبب الحقيقي وراء اعتذار «الطيب» عن عدم حضور المؤتمر، وهو ما يفتح الباب مجددًا حول التساؤل عن حقيقة الخلاف بينهما. كلمة السر في الخلاف، بحسب المصادر، هو محمد عبدالسلام، المستشار القانوني لشيخ الأزهر، اسم ظهر فجأة على الساحة، ونال هجومًا كبيرًا من بعض الإعلاميين، على رأسهم إبراهيم عيسى، الذي اتهمه ب«الانتماء لجماعة الإخوان». «عيسى»، قال في برنامجه «25/30» المُذاع على فضائية «أون تي في»، في ديسمبر الماضي: «مكتب شيخ الأزهر يجمع رموز الإخوان، مستشار شيخ الأزهر وهو محمد عبدالسلام تم ترقيته بالخلاف للقانون لهذا المنصب بتوصية من الإخوان وقتها حيث إنه كان مندوبًا في مجلس الدولة، وتم ترقيته لمستشار بالإخلال بالقانون». «عبدالسلام» كان يتولى أيضًا منصب مستشار وزارة الأوقاف، قبل أن يُقيله الوزير محمد مختار جمعة، بدعوى سيطرته على لجان كثيرة في مؤسسة «الأزهر»، و«الأوقاف»، حيث كان المسؤول عن توجيه الدعوات لحضور مؤتمر «مكافحة الإرهاب»، الذي عُقد برعاية «الأزهر»، بحسب المصادر ذاتها. المصادر نفسها تُضيف: «يحاول وزير الأوقاف إبعاد (عبدالسلام) عن مؤسسة الأزهر، لكن الطيب تصدى له، ومن هنا نشبت الخلاف بينهما»، مشيرة إلى أن «الطيب» انتقم من «جمعة» باستبعاده من عضوية المكتب الفني للأزهر. رد «جمعة» على استبعاده من المكتب الفني للأزهر، بحسب المصادر، بحملة ممنهجة على «المشيخة»، متهمًا إياها ب«الأخونة»، حيث وصلت «الطيب» معلومات، الشهر الماضي، بأن وزير الأوقاف يقف وراء الحملة التي يشنها عدد من الإعلاميين والكُتاب على «الأزهر». وأوضحت المصادر، أن مؤسسة الرئاسة، والمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، تدخلا لحل الأزمة بين «الطيب» و«جمعة»، لكن دون جدوى، متابعة: «الطيب أكد أنه حُر في اختيار مستشاريه، ورفض تدخل أحد في عمله». الدعوة السلفية دخلت على خط الأزمة، واتخذت صف شيخ الأزهر، في المقابل ضغط الأخير من أجل إعادة قياداتها إلى المنابر مرة أخرى، وهو الأمر الذي نجح فيه، وذلك بدعوى أن إعادتهم ضرورة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». المصادر اعتبرت عودة السلفيين ضربة قوية لوزير الأوقاف، الذي اعتقد أنه سيطر على المنابر، وخلصها من تيار الإسلام السياسي، الذي يتزعمه «الإخوان». رغم الخلاف الذي كشفته المصادر، إلا أن وزير الأوقاف يؤكد قوة العلاقة التي تربطه بشيخ الأزهر، حيث قال في مؤتمر صحفي عقده في الخامس من الشهر الجاري: «أحترم الإمام الأكبر كعالم، ووالد، وإمام للمسلمين»، مثنيًا على التعاون بين «الأوقاف»، و«الأزهر»، وأعضاء المؤسسة الدينية كافة في مصر. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة