انطلقت الأربعاء، مسيرات حاشدة في جميع أنحاء إيران للاحتفال بالذکري 36 للثورة الإسلامية فى إيران، بمشاركة وفود إعلامية وشعبية من دول عربية وإسلامية وسط هتافات صاخبة ضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل، والإعلان عن إنتاج جهاز طرد مركزى متطور، وتأكيدات من الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، على الاستمرار في البرنامج النووى الإيرانى، ومواصلة المفاوضات بهذا الشأن وعدم الرضوخ للضغوط الغربية. وخرج مئات الآلاف من الإيرانيين الذين يحملون الأعلام الإيرانية وصور قائد الثورة الراحل، آية الله الخومينى، والمرشد الأعلى، على خامنئى، ولافتات تشيد بالثورة وقياداتها وتهاجم الولاياتالمتحدة وإسرائيل. رصدت «المصرى اليوم»، تجمع ما يزيد على مليون إيرانى فى ميدان «آزاد»، والذى يعنى «الحرية»، وسط العاصمة طهران، بمشاركة الرئيس الإيرانى حسن روحانى، وعدد كبير من المسؤولين الإيرانيين في حضور وفود إعلامية من مصر ودول عربية وإسلامية، مرددين هتافات صاخبة منها «الموت لأمريكا»، و«الموت لإسرائيل» و«الله أكبر». ولم تحول انخفاض درجات االحرارة والأمطار الغزيرة دون خروج الإيرانيين في مسيرات ضخمة بشوارع وميادين طهران، والمدن الإيرانية الأخرى، فيما قدمت عناصر من القوات العسكرية الإيرانية عروضا في ميدان «آزاد»، باستخدام الطائرات الهليكوبتر والقفز بالمظلات من الطائرات. احتفالات إيران بذكرى الثورة الإسلامية، 10 فبراير 2015. وكان من اللافت الحضور الكبير للنساء والفتيات الإيرانيات فى الميدان، الذى تم تقسيمه إلى نصفين، أحدهما تم تخصيصه للرجال، والآخر تم تخصيصه للنساء اللاتى كن يهتفن بحماس طوال الاحتفالات ويرتدين الزى الإيرانى ذو اللون الأسود. وحرصت الحكومة الإيرانية على دعوة وفود إعلامية ودينية من مصر ودول عربية وإسلامية، لحضور الاحتفالات، ومنهم وفد من رجال الإعلام والدين السوريين، وعدد كبير من الحوثيين اليمنيين، وإعلاميين ورجال دين من العراق ولبنان وتركيا وباكستان ودول أخرى. وقد استهل الإيرانيون الاحتفالات منذ مساء الثلاثاء، من خلال الخروج في مسيرات، والهتاف «الله أكبر»، لكى يعيدوا إلى الأذهان هتافات الثوار الإيرانيين الذين كانوا يرددون نفس الهتاف حينما خرجوا فى مظاهرات دامية لإسقاط نظام شاه إيران آنذاك، محمد رضا بهلوى. وفي كلمته أمام الحشود الغفيرة من الإيرانيين بميدان «آزاد»، قال الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، إن أهداف ومبادئ الثورة الإسلامية غير قابلة للتغيير، وإن تطلب الأمر بعض التغيير في الفروع، فإن ذلك سيتم في إطار الجمهورية الإسلامية، وعن طريق صناديق الانتخابات، ونحن دافعنا وسنظل ندافع عن استقلالنا فى المفاوضات. احتفالات إيران بذكرى الثورة الإسلامية، 10 فبراير 2015. وأضاف «روحاني» أن أبناء الشعب جميعا کانوا يدعمون المقاتلين في جبهات الحرب، مشيرًا إلى أن الشعب والقائد يدعمون جميع المتواجدين في الساحة الدبلوماسية، للدفاع عن حقوق ومصالح الوطن، لافتًا إلى أن أعداء الوطن هم الوحيدون الذين يعارضون المباحثات، مشيرا إلى أن الصهاينة يبذلون کل ما فى وسعهم لإفشال المفاوضات، لكن العالم بات اليوم مطلعًا علي خيانة الصهاينة خاصة بعد الجرائم التي ارتکبوها في غزه. وتابع «روحانى» أن الجمهورية الإسلامية متمسكة بقيمتين وهدفين، وهما السيادة الشعبية والدينية، وأن الجمهورية الإسلامية هي تجسيد للشريعة في طاقة شعب عظيم، وأن الجمهورية الإسلامية هي تبلور للحکم الإلهي في شعب نبيل، کما أنها تطبيق للإرادة الإلهية علي يد شعب متيقظ وواع. ووصف الرئيس روحاني، الاستقلال بأنه المطلب الثاني للشعب بعد نظام الجمهورية الإسلامية، معتبرًا أن الشعب ناضل لعقود بل لمئات السنين من أجل الاستقلال منذ نضال من أجل قطع يد الأجانب عن النفط وحتي فتوي الإمام الخمينى عام 1964 ضد منح الحصانة. وأردف «روحانى»، لقد وعدت الشعب الإيراني العظيم في 2014 من هذا المنبر، بتجاوز الرکود، واليوم أقولها وبکل اعتزاز، إننا تمکنا في الأشهر ال 6 الأولي من العام الإيراني الجاري، أن نحقق نموًا 4 %، ليعرف العالم کله أن الشعب الإيراني المقتدر سيواصل السير علي طريق التطور والتقدم. واستهلت الحكومة الإيرانية الاحتفال بذكرى الثورة الإيرانية بالإعلان عن إنتاج جهاز طرد مركزى جديد، حيث قال رئيس منظمة الطاقة الذرية فى إيران، علي أکبر صالحي، أن کوادر هذه المنظمة أکدوا أنهم سينتجون جهاز طرد مرکزي صغير بسرعة أکثر من 80 ألف دورة في الدقيقة، ويسلمونه في غضون 6 أشهر. احتفالات إيران بذكرى الثورة الإسلامية، 10 فبراير 2015. وأضاف «صالحي»، مساء الثلاثاء، في تصريحات له خلال مراسم تدشين الجيل الثالث من جهاز الطرد المرکزي الأنبوبي للأغراض الطبية، أن سرعة أجهزتنا من الطرد المرکزي لتخصيب اليورانيوم تبلغ 60 ألف دورة في الدقيقة، لکن أجهزتنا اللاحقة من الطرد المرکزي ستنتج بسرعة 80 ألف إلي 100 ألف دورة في الدقيقة. قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، إن علي الطرف الأمريکي وأوباما شخصيًا أن يتحلوا بالمزيد من الجرأة، وألا يخشوا مسؤولي الکيان الصهيوني، مضيفًا علي هامش مشارکته في مسيرات إحياء ذكرى الثورة الإيرانية، أن الرسالة الأهم التي تحملها المسيرات هي التزام الشعب بقيم الثورة، وعلي الجميع أن يعلم بأننا غير مستعدين للتخلي عن هذه النعمة الإلهية. احتفالات إيران بذكرى الثورة الإسلامية، 10 فبراير 2015. فيما اتهم وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، الدول الغربية بدعم الإرهاب قائلًا على الغرب أن يدرس لماذا ينشأ التطرف في البيئة الغربية، معتبرًا أن الذين يقطعون الرؤوس هم صنيعة الغرب نفسه، مضيفًا، اتضح الآن من هم داعمو الإرهاب و«داعش»، انظروا ماذا يفعل إرهاب الدولة الآن ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة. وردا علي سؤال عما إذا کان من الممکن التوصل إلي اتفاق مع القوى الغربية بشأن البرنامج النووى الإيرانى بنهاية الشهر المقبل، قال «ظريف» إن الاتفاق يتوقف علي الإرادة السياسية للطرف الآخر، وإن توافرت هذه الإرادة يمکن إنجاز الاتفاق، لکن إن افتقد الطرف الآخر للإرادة، فإن المفاوضات قد تستمر 10 سنوات من دون تسجيل إنجاز.