صحيت الفجر اتوضيت ونزلت عالجامع, لقيت الناس داخلة تصلى ولقيت الواد احمد جارنا الفيلسوف قاعد عالمصطبة قدام الجامع حاطط ايدة على خدة, قلت : صباح الخير ياواد ياحمد مالك؟ , قالى صباح النور, تعالى نصلى وبعدين نتكلم. حرما-جمعا, خرجنا قعدنا كلنا بعد الصلاة على المصطبة نسمع , فية اية بقى مالك؟ , طلع الكبريت وولع السيجاراللى جابهولة ابو مسلم من المطار وهو راجع من العمرة, أخد نفس جامد واتنهد وقالنا: عارفين يارجالة احنا لما بنربط البقرة فى الساقية بنغمى عينيها لية؟ عشان لو كانت شايفة كانت حاتعرف انها بتلف حوالين نفسها فى حتة واحدة وتدوخ وتقع أو تقف وتحرن . احنا بقى حصلنا كدة فى البلد دى , اللة ينتقم منهم غموا عنينا وخلونا نلف حوالين نفسنا فى نفس الحتة وهما عمالين يلموا المحصول من الغيط من ورانا , دول حتى فحتوا الارض وطلعوا الاثار وسرقوها, كل دة واحنا بنلف, انما الظاهر ان كان فية شوية عينيهم مش مغمية على الاخر وكانوا شايفين شوية من اللى بيحصل حوالينا واحنا بنلف, وكانوا بيشاوروا لبعض من تحت لتحت, ولما الحرامية أخدوا بالهم انهم شافوهم شاورولهم كدة من غير صوت انهم يسكتوا عشان احنا مانسمعش وقالولهم انهم حايدوهم شوية طلبات كانوا عايزنها بس يسكتوا والا حايضربوهم. طب ياواد ياحمد يافيلسوف ماخلاص احنا بطلنا نلف اهو وشيلنا المنديل الاسود من على عنينا قلقان لية بقة ؟ - دة انا اللى سألتة - قام اتنهد تانى وقالى: شوف هوة احنا مش لسة خارجين من الجامع و كنا بنصلى؟ وكلنا بندفع زكاة للمحتاجين؟ واللى بيقدر يطلع يحج او يعمل عمرة بيطلع؟ وكلنا مؤمنين وموحدين؟ كلنا قلنا فى نفس واحد: الحمد للة, رجع قال طب مش كلنا بنحب جرجس وعيالة ومينا وعيالة اللى عايشين معانا هنا وبنعيد عليهم فى عيدهم وبيعيدوا علينا فى عيدنا وبناكل فى طبق واحد فى الفطار فى رمضان؟ انا بقة اللى قلتلة اول واحد: طبعا. قام واخد بق شاى جامد كدة من اللى بعتة الحاج منصور اللى ساكن ورا الجامع وقال: انا بقة قلقان عشان الناس اللى كانت شايفة نص نص دى وبتلف معانا جايين يقولوا دلوقتى ان الصح اننا نلبس جلاليب قصيرة ونربى كلنا دقونننا ونركب عربيات ملاكى قريش. طب لية ؟ ماحنا بنعمل اللى قالنا علية ربنا, والرسول علية الصلاة والسلام - كلنا قلنا عليك افضل صلاة يانبى - قال ان خير الامور الوسط. لا نخلى البلد ماشية فى سكة الغازية والواد سوستة اللى معاها ولا نلبس جلابية قصيرة, طب ياأخى انا عايز انعكش شعرى زى مانت عايز تربى دقنك, انت حر وانا حر طالما ماجيتش ناحيتك وماتجيش ناحيتى. الدين للة والوطن للجميع لية عايزنا نبقى زى ايران؟ ويبقى الفرق انهم شيعة واحنا سنة واكيد برضة لو حصل نرجع نتخانق احنا وهما. لية مانبقاش فى النص ؟ لية مايبقاش كل واحد حر طالما ماجاش ناحية التانى؟ لية مانبقاش احسن من الغرب اللى اتقدموا واتحضروا بس راحو ورا الغازية ونسيوا ربنا؟ ماحنا ممكن نكون نعبد ربنا زى ماقال وفنفس الوقت محترمين ومتحضرين ومش متطرفين. ولاهوة يا اما نموذج ايران يا اما العنف؟ لا ياسيدى احنا بقى بنقول لا كدة ولا كدة, احنا حنفضل نحب بعض ونحترم بعض وحانختار خير الامور الوسط زى ماقالتلنا السنة, حانقبل هدية الحرية اللى بعتهالنا ربنا على عنواننا فى ميدان التحرير وحانخلى مصر أحسن بلد فى الدنيا.... كلنا وقفنا وسقفنا للواد احمد جارنا الفيلسوف وقلنا لة اللة ينور عليك ياواد ياحمد هوة دة الكلام ينصر دينك, ياللا يارجالة على الغيط نزرع ونحصد عشان عيالنا تدعيلنا بعد كدة وتترحم علينا لما نموت بعد عمر طويل. أحمد عبد المقصود محرم