لم يكد يمر يومًا واحدًا على الحادث المأساوي، الذي استهدف مقر مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة، والذي تسبب في سقوط 12 قتيلًا، حتى بدأ نهم أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة للمال يظهر ب«شكل يسبب الدوار»، مما أثار حفيظة مواطنيين فرنسيين. فحسب موقع جريدة «فرانس ويست»، فإن هؤلاء لم يضيعوا الوقت وبدأوا في اليوم التالي للمجزرة المروعة، التي شهدتها الضاحية الباريسية، الأربعاء الماضي، استثمار الحادث لتحقيق مكاسب مادية عبر الإنترنت، حيث تم رصد مواطن في شمال غرب فرنسا يشتري أكثر من 60 نسخة لأعداد «شارلي إيبدو» القديمة من أجل بيعها عبر الشبكة العنكبوتية بأضعاف ثمنها الحقيقي، الذي لا يتعدى 2 يورو. كما ذكرت «فرانس ويست» أن سعر نسخة العدد الأخير للمجلة وصل على موقع «إيباي» للتجارة الإلكترونية، عدة مئات من اليورو، وكانت الصفحة الأولى من هذا العدد الأخير ل«شارلي إيبدو» قبل الفاجعة، يتصدرها كاريكاتيرًا يصور الكاتب الفرنسي «هولبيك» مؤلف كتاب «الخضوع» الذي يتنبأ بسيطرة الإسلام على فرنسا، في عام 2022. موقع «تيرافيمينان» أشار إلى أن محترفي «البيزنس المريض» بدأوا في فتح مزادات على الشبكة العنكبوتية لبيع مخزون أعداد المجلة بأعلى سعر، حتى أن أحد مستخدمي الإنترنت عرض عدد «شريعة إيبدو» للبيع على موقع «إيباي» بأكثر من 2000 يورو، و«شريعة إيبدو» هو اسم العدد الخاص، الذي أصدرته المجلة وقالت إن النبي محمد رئيس تحريره وكان سببًا في الاعتداء على مقرها بالمولوتوف في 2011. ولم تتوقف عجلة التجارة عند هذا الحد، إذ تم تدشين مواقع إلكترونية لبيع الهدايا التذكارية التي تحمل شعار «أنا شارلي» محفورًا أو مطبوعًا على خلفية سوداء، إذ يمكن لمستخدمي الإنترنت شراء حقائب وشماسي مطر وأكواب ودلايات، تحمل هذا الشعار وقد وصل سعر «الكاب» من هذه المجموعة ل18 يورو بينما يتكلف ال«تي شيرت» 21 يورو. ومبالغة في استثمار الحدث والتكسب من وراء حداد الشعب الفرنسي، نشر موقع «تيليستار»، صورة لملصق يحمل شعار «كلنا شارلي» ودعا رواده للضغط عليه تحية لأرواح القتلى، في محاولة ملتوية لرفع «الترافيك»، أو عدد زائري الموقع.