إليك خطتى.. كرسى صغير خلفه فى بيت العرب.. يقوم أجلس خلسة وأنادى.. أيها المغربى، ما الفرق بين الدارالبيضاء والبيت الأبيض.. أيها الجزائرى.. أمازيغى أنت أم فرانكفونى أم أصولى.. متى تقول سجل.. أنا عربى.. أيها التونسى.. طارت رقاب.. فهل مازلت أنت.. (بو.. رقيبة).. أيها الليبى لماذا الأخ دائماً عقيد وأنت قعيد؟.. أيها المصرى.. يا فرعون ما الذى فرعنك.. أيها اللبنانى.. كيف تصل إلى نصر الله.. عبر نانسى وهيفا.. أيها الفلسطينى.. أمازلت صامداً فى الهزيمة.. أيها الأردنى.. هل من أكل المنسف ينسف إسرائيل.. أيها السورى أين سيكون حزب البعث.. فى يوم البعث.. أيها العراقى.. قل.. صد.. دام ولا تقل صدام.. أيها السعودى اسمع.. أجهاد بعد النفط أم مستودع؟.. أيها اليمنى.. هل اليمن السعيد مازال سعيداً؟.. توقف عن مضغ القات وأجبنى.. أيها الخليجى.. اصطدته أم اصطادك الأمريكى.. سأسأل أسئلتى من المحيط إلى الخليج.. ومن الماء إلى الماء وأترك عمرو موسى يغنى وحيداً.. إنى أغرق.. أغرق.. أغرق. ضبطت نفسى متلبساً بكتابة المدونة الشعرية السابقة وأحسست بحالة من الارتياح الشديد.. أحلى كلام انهزامى مستفز.. وكأنى أبرئ ساحتى.. واكتشفت أن أكبر حزب فى مصر والعالم العربى هو حزب المشمأنط.. حزب لا فائدة.. حزب استمتع بالسيئ فالأسوأ قادم.. وهكذا استمرأت النخبة لذة الانتقادات دون أن تقدم سيناريوهات بديلة أو تجعل الناس تثق فى مستقبل أفضل.. خذ عندك هذا المثال.. كتابات كثيرة تتحدث عن تهميش الشباب، ولكنها لا تقدم لهم كتباً شيقة بعناوين متفائلة مثل كيف تصبح رجل أعمال؟.. أو كيف تصبح مليارديراً فى عدة سنوات؟.. أو مذكرات رجل وصولى.. أو كتاب دليل الفيديو كليب لمن يحب.. أو كتاب كيف تحصل على الشهادة دون مجهود أو إجادة.. أو لا تهاجر وعش شحاتاً.. واضح أن الطبع غالب.. القلم يحتاج إلى ضبط زوايا واتزان، لأنه يحدف كثيراً ناحية الاشمئناط. عموماً أنا المواطن المصرى أقرأ التاريخ وأحمد الله فقد نجوت من حبال المقاصل.. لأننى لم أولد فى الثورة الفرنسية.. ونجوت من ثلوج سيبريا لأننى لم أولد فى عصر إيفان الرهيب.. ونجوت من صليب الرومان.. لأننى لم يكن لى صاحب يدعى يهوذا.. ونجوت من الدفن حياً.. لأننى لم أكن أنثى فى زمان الجاهلية.. ونجوت من الموت مصعوقاً على الكرسى الكهربى فى ولاية (مات.. سوانا) الأمريكية، لكن الوسواس الخناس يحدثنى احترس من الموت على الطريقة المصرية.. قلت كيف.. قال بالحسرة. [email protected]